في التطهير والتمكين..!ا

العصب السابع
في التطهير والتمكين..!
شمائل النور
في بداية عهد التمكين، كان مهندس مميز تخرّج في كلية لها وضعها الأكاديمي، قد تقدّم لوظيفة مهندس عبر لجنة الاختيار التي أصبحت اليوم مفوضية في محاولة بائسة لمحاربة المحسوبية، كتب الله له أن يخضع لمعاينة، وبما أنّه من أفضل مهندسي دفعته، توقع أن تكون المعاينة هي الفيصل وفقط هي التي تُحدد إن كان يصلح أم لا، المعاينة لم تتطرق إلى مجال الوظيفة التي هو متقدم إليها.. كانت الأسئلة بشكل حازم على شاكلة، كم تحفظ من أجزاء القرآن.. اشرح بإيجاز كيفية غُسل الميت، ثمّ صلاة الجنازة وعدد ركعاتها وتكبيراتها.. ولما لم يكن لمهندسنا البريء علاقة بفقه التمكين، خرج متسائلاً وساخراً “تكون الوظيفة مهندس مقابر” إذ لا يُصدق أن تكون معاينة لوظيفة مهندس تحتوي أسئلة لا ينبغي أن تُسأل، بل لا علاقة للوظيفة بها فهي لا تصلحها ولا تضرها.. بعدها عرف ذاك المهندس هو والذين معه أنّ شاغلي الوظائف لم يخضعوا للمعاينات أصلاً ولم يتقدّموا لوظيفة “مهندس مقابر”…هذا نموذج عادي جداً ومتوفر ومتداول جداً في السودان منذ ذلك العهد إلى أن بلغ الحال بالخدمة المدنية أن تكون لونا سياسيا واجتماعيا وحزبيا واحدا، حتى أصبحت أسرة واحدة، لذلك من الطبيعي جداً أن تنهار وتصل هذا الحد من التردي المريع، لطالما أنّ المهندس يُشترط فيه حفظ أجزاء من القرآن والإلمام بمعرفة صلاة الجنازة. انتهت هذه الموضة إلى حد ما ليس لصلاح لحق بالخدمة لكن للانتقال إلى الأسوأ.. لتظهر موضة حديثة مواكبة، السؤال عن القبيلة في فورمات التقديم للوظائف المميّزة والقطاعات المهمة جداً التي يعتمد عليها اقتصاد البلد والتي ظلت شبه مٌحتكرة لفئات معينة، ويا للعجب رغم ذلك يجتهدون في إيجاد أسباب موضوعية للتمرّد، ويصفونه بالمؤامرة.. في حين أنّ ما يحدث في الخدمة المدنية وحده يكفي لتمرد كل فئات الشعب السوداني.. جعل القبيلة شرطاً من شروط الحصول على وظيفة ربما تحمل لها مؤهل أضعاف ما يحمله شاغلها.. فقه التمكين وصل حداً لا يُمكن أن يُصدق إلا في إطار الأساطير والنكات المضحكة.. من الطبيعي أن تجد قرابة نصف أسرة في مؤسسة واحدة، وأسرة كاملة في مؤسسة أخرى، فما الذي يُتوقع؟ اعتراف الرئيس بنفسه عن سياسة التمكين التي أبعدت التكنوقراط بشكل جائر وأتت بالذين أفضل مؤهل لهم أن يكون بداخله ولاء أو منتمي لتلك القبيلة، هي فقط السبب الرئيس في تردي الخدمة وغياب الرقابة، وتخلّف الأنظمة المتّبعة التي ألحقت أضراراً بالغة بالوطن والمواطن.. في عهد التمكين تغيّرت القاعدة بشكل مخل ومخجل، بدلاً من أن تكون هناك وظائف شاغرة تملأ، أصبح الوضع، خلق وظائف شاغرة لأصحاب الولاء، فأصحاب الولاء هم القضيّة وليست القضيّة هي الوظيفة وحاجتها، المهم هو إيجاد “نقاطة” لأصحاب الولاء، الذي طال الخدمة المدنية يحتاج تدخلا سماويا أو معجزةً، حتى تُنتشل أشلاء الخدمة المدنية.
التيار
تسلمى يا بت النور اخوى هذا هو واقع الخدمة المدنية وما اخفى اعظم فقد دمرت الخدمة المدنية بسياسة التمكين والقبلية واسباب اخرى مخزية
صدقا لحديثك فقد دخل قريبنا لهذه اللجنة المسخرة قبل عامين ولم يسالوه عن الهندسة بل قالوا له اذكر اسماء العشر المبشرين بالجنة فما كان منه الا ان خرج وحلف ما يقدم مرة اخرى وللاسف يعمل حاليا فى وظيفة ( طلبة ) اى صبى عتالة واحمال شاقة بدرجة بكلاريوس مع مرتبة الشرف
Have this engineer been asked how many questions are normally asked to the dead person by the two angels when he buried in the grave ? because everybody should have known the answer of this question to apply for the job .