مقالات وآراء

هل تتوالى قرارات التطبيع مع اسرائيل ..؟!!

برير القريش

لابد ان يفهم الكثيرون الذين يعترضون على تطبيع علاقات السودان الخارجية مع كل دول العالم بدون “استثناء” ان التطبيع مع دولة اسرائيل لا يعني البتة نزعنا لعروبتنا او افريقيتنا واسلامنا وارتمائنا في احضان الدولة اليهودية واعتناقنا للديانة اليهودية وفتح المراكز والقنوات الثقافية كما يتبادر لاذهان المتحجرين والمتبلدين واولائك الذين  لا يريدون نهوض السودان وقومته وظهوره بين دول العالم واقليمنا العربي على وجه الخصوص حتى يتأهب للخروج والسير صحيحا ومعافى من حالة مرض “التحجر الدماغي” للمتأسلمين  صناع وساسة النظام السابق خلال فترة حكمهم الطويلة المرهقة والذي منعهم من التجرؤ باتخاذ أي قرارات مصيرية وشجاعة تصب في مصلحة الشعب السوداني تحفظ وحدته وسيادته وتنقذه من اسباب وظروف الفقر والفاقة والعزلة الدولية ومن العقوبات التي طالت واستطالت وتوغلت في “اللحم الحي” للمواطن السوداني  وارهقته واتعبته وشردته من وطنه.
هي ورقة تأخرت كثيرا  و”عامل نفسي” حط في نفوسنا واستنزفنا حقب من قبل اخوتنا العرب على وجه الخصوص ودفعنا مقابلها فواتير مكلفة وباهظه من استقرار وطننا ومعاناة شعبنا في الوقت الذي ينعم فيه اصحاب الارض وبعض من الدول العربية بعلاقتهم ومصالحهم الاقتصادية المشتركة مع اسرائيل.
نحن في السودان خنقتنا جميع الاسباب التي اودت بنا للعزلة الدولية والعقوبات وزادتنا فقرا وانقساما ومن ضمنها عداؤنا غير المبرر لاسرائيل او غيرها من الدول..!!
ان حدث قرار التطبيع فهو قرار سياسي  الغرض منه نبيل ويصب في مصلحة السودان الذي أضحى مشهده السياسي والاقتصادي  يتفرج عليه البعيدين والقريبين دون دعمه بقوة حتى يعبر.
يريدون منا الصمود في خندقهم بوفاء ويعفون ويتباطأون عن دعمنا بسخاء.
هو قرار ينزع من ايادينا الاغلال ومن رقبنا الحزام الذي ظل يخنقنا حتى كدنا ان يغمى علينا وقد ظهر جليا ان الذي يأت لانقاذنا يحمل في يده الاخرى اجندته ومصالحه التي تتعارض مع سيادتنا وتوجهاتنا ومصالحنا ..!!
 صبرا ايها القوم اجلا ام عاجلا سوف تتغير الخارطة السياسية للشرق الاوسط وشمال افريقيا وغربها ووسطها التي يرسمها الكبار وتسوقها ظروف المتغيرات الجديدة التي حدثت بعد حرب الخليج واليمن وسوريا ووغيرها من الدول  ولن يقف التطبيع عند مصر والامارات والاردن والبحرين شئنا ام ابينا ذلك.
لم يجدي نفعا ولن يجدي نفعا استمرار قطع العلاقات مع دولة اسرائيل المعترف بها في الامم المتحدة لاننا ضعفاء ومتفرقين وغير متعاونين مع بعضنا ولأن مصالحنا سوف تضرب على الجدار الفولاذي وتعود الينا بالخيبة.
في الافق عالم جديد وعلاقات جديده اشكلها وتفرضها عوامل المتغيرات في هذا العالم الذي أضحت ترسمه المصالح.
كل يبكي على ليلاه ونحن نبكي على الظروف التي آل اليها حال السودان فلا مجاملة بعد الآن فمصلحة بلادنا هي الاولى بالاهتمام..!!
 برير القريش

تعليق واحد

  1. نحن ليس ضد التطبيع مع إسرائيل لكن يجب أن لا نخلط العجل والفجل ؟ الذي يلهث وراء التطبيع الان هو البرهان لحماية نفسه من الملاحقات القانونيه نتيجية التداعيات التي سوف تفرزها وقائع محاكمة كوشيب وفض الاعتصام ووهم العودة لدولة الكيزان فلذلك البرهان منذ البدايه سلك دربين درب عودة ودرب ثورة ديسمبر لهذا هو مسئول عن كل هذه الازمات. والفوضى لكن إسرائيل ليست بهذه السذاجه لانها لا يمكن أن تبدل الدولة بفرد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..