مقالات سياسية

التطبيع مع إسرائيل من الآخر بلا محسنات..

خليل محمد سليمان
ظل السودان منذ قيام الدولة الوطنية المدعاة، كفائض للعرب في السياسة، و الارض، و الامن القومي كما يدعون، فالإنسان لا مكان له في تفاصيلهم البتة.
الادوات..
* يسار عروبي متخلف متحجر قابع خلف شعارات عافها الناس، و الدهر، كواحدة من اقبح، و اقذر ادوات الحرب الباردة لغسل الادمغة، و قيادة البسطاء كالانعام.
* اليمين بشقيه المتطرف، و الإسلام السياسي، و لخص حكايتهما ولي عهد العربية السعودية، إبن سلمان، حين قال : تم إبراز هذه التيارات بطلب من المخابرات الغربية كواحدة من ادوات الحرب، لحشد البسطاء، و المغيبين بإسم الجهاد.
ضاعت المصالح، و تأخرنا عن ركب الامم، و ظللنا نتصارع في ما بيننا، و علي ارضنا، و إهدرنا موارد، و مقدرات، و ارواح، و الحرب قد وضعت اوزارها بين الشرق، و الغرب، و حُسمت قبل عقود، و لا نزال في ارض المعركة حتي الآن، و اصبح كرسي السلطة هو الغاية، و الهدف، و الدماء، و الجماجم هي الطريق، و السبيل.
بدون لف ودوران مصالح الشعوب، و العلاقات الدولية لا تحكمها العواطف، و لا المبادئ التي هي في الاساس غلاف فقط بين دفتيه المصالح، و المنافع فقط لا غير.
لو نظرنا لتاريخ إتفاقيات السلام مع إسرائيل، التي بدأتها مصر، و لحقت بها الاردن، كان الاساس فيها المصالح، و الدعم الغربي كان احد شروطها الاساسية، و بموجبها حصلت مصر علي مساعدات مالية، و عسكرية، و لا تزال مستمرة حسب الإتفاقية، و اصبحت جزء من ميزانية الدولة، و بذات القدر الاردن، و ما حصلت عليه من دعم، و إمتيازات لا تزال تمثل ركائز اساسية في إقتصادهم.
السودان ليس إستثناء فمن حق شعبنا الإستفادة من عملية التطبيع، و السلام مع إسرائيل سياسياً، و إقتصادياً، و من حقنا ان نوظف كل الممكن لأجل مصالحنا فقط.
في المقابل دفعنا اثمان باهظة لأجل قضية ظاهرها المبادئ، و باطنها صراع، و نفاق للتغبيش، و تغييب البسطاء بشعارات لا تغني، و لا تسمن من جوع.
الآن لا يوجد ما يسمى بالقضية الفلسطينية إلا في العقول المتحجرة، و المحنطة في صناديق، و ارفف التاريخ السحيق.
الآن الشعب الفلسطيني يتقاسم الشعب الإسرائيلي الموارد، و الخدمات التي تسبقنا بآلاف السنين الضوئية، و لديهم سلطة تعترف بإسرائيل كدولة لا سلطة إحتلال، إلا في مناطق متنازع عليها لم تُحسم قضيتها بعد، و إتفاقية اوسلو هي المعيار.
المبادئ تتعارض مع الفقر، و الجهل، و المرض.
دعونا نخرج من هذا الثالوث القاتل، ثم التحدث بترف الشعارات، و المبادئ الوهمية، فإن تحدثنا عن الإحتلال فلدينا اراضي محتلة لم ولن يسمع بها شعب فلسطين الشقيق!
اما الإسلام، و الدين يدعوا لصون حياة الإنسان، و كرامته اولاً، ثم تأتي التكاليف، و الدليل عندما رُفعت الحدود في دولة الإسلام الاولى، و الرشيدة، عندما إشتد الكرب، و البلاء علي الناس.
كنا نتمنى ان تتم هذه الخطوات في ظل نظام مدني ديمقراطي يختاره الشعب حتي لا تكرس لإستغلال الامر لمصالح فئات تعمل علي إجهاض الثورة، و الوقوع في مصيدة المحاور اللعينة.
دعونا ان نتعاطى مع الامر الواقع، و وضع المصالح في سلة الوطن اولاً، و ان نؤمن بأن ثورتنا ماضية، و لن نتزجزح عن مطلوباتها، و إستحقاقاتها قيد انملة حتي نراها واقعاً حرية، سلام، و عدالة.
و علينا ان نعلم بأن السماء لا تمطر ذهباً، فعلينا بالعمل، و الإنتاج، فبدونه لو سُخرت لنا كل ميزانية الولايات المتحدة لن تجدي نفعاً.
حفظ الله السودان وشعبه.

‫4 تعليقات

  1. بارك الله فيك سيدي، علينا أن ننظر لمصلحتنا قبل كل شيئ، إسرائيل دولة شرعية بإعتراف كل العالم إلا القليل الشاذ مثل اليرانيين الذين يدعون انهم أوصياء على القدس و فلسطين. نعم للتطبيع.

  2. بارك الله فيك سيدي، علينا أن ننظر لمصلحتنا قبل كل شيئ، إسرائيل دولة شرعية بإعتراف كل العالم إلا القليل الشاذ مثل الإيرانيين الذين يدعون انهم أوصياء على القدس و فلسطين. نعم للتطبيع.

  3. يا سيدى هؤلاء البلهاء واقصد (اليسار واليمين) قبلوا على انفسهم أن يحكموا بآفكار من داخل القبور ويريدون منا ان نمضى على آثارهم فكلاهما اليمين واليسار يتباكيان على بؤس وفقر وفاقة ومثقبة شعوبهم وعندما تلوح الفرصه يعودون الى مرجعياتهم ليسمعوا ماذا تقول لهم المرجعيات والشىء المدهش أن كل منهما يعيب على الآخر بأنه صنيعة فكر عيق وبالى لا يصلح للعصر الذى نعيش فيه والله غالب على آمره !!.
    طبع طبع يابرهان
    طبع طبع يا حمدوك وارجو ان لا تستمعوا للاصوات النشاذ فجلهم منتفعون من الوضع المزرى الذى يعيشه الشعب !!.

  4. فعلا الانقاذ ماعملت فینا معروف,فصار العهر السیاسی المسمی التطبیع تجارة راٸجة یمتهنها الجمیع ومن طرف ودون خجل!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..