المنشقون سخروا وجودهم في السلطة لإثارة الفتنة بين الحزب الشيوعي ومايو

للأمانة والتاريخ النميرى وأعضاء مجلس الثورة واللذين فاجأهم انقساما للحزب الشيوعي الذي راهنوا على انه سيكون اكبر داعم للحكم حرصوا على عدم إقحام المجلس في الصراع بينهم وان يتعاملوا مع كل العناصر الشيوعية المرتبطة بالنظام كما لو انه موحد إلا إن الوضع على مستوى مجلس الوزراء والذي يرأسه مولانا بابكر عوض الله كان الوضع فيه يختلف عن موقف مجلس الثورة فكان الصراع بين الجناحين حضورا في مجلس الوزراء وان الجناح المضاد لجناح عبدالخالق والحزب أكثر تأثيرا في مجلس الوزراء لارتباط رئيس الوزراء مولانا بابكر عوض الله والذي أوكله مجلس الثورة إدارة دفة الحكم بصورة مطلقة في فترته الأولى أكثر ارتباطا بالجناح المناوئ للحزب الشيوعي بحكم ارتباطه بهم في ثورة أكتوبر وجبهة الهيئات لهذا كان الحزب مستهدفا على مستوى مجلس الوزراء بينما لم تكن هناك أي حساسية في مجلس الثورة بين ممثلي الحزب الشيوعي في عضوية مجلس الثورة وبين النميرى ورفاقه قادة الانقلاب لان المنشقين كانوا متخوفين من أن ينجح الحزب في تصفية وجودهم من السلطة باعتبار أنهم لم يعودوا منتمين للحزب وهو ما كان سيحدث لو أن الحزب عقد مؤتمره العام في موعده لهذا كان الجناح المناوئ لعبدالخالق يتحين بل ويعمل على استغلال الفرص التي تصاعد من الفتنة بينه وبين عسكر النظام وهو ما نجحوا فيه لهذا كان تعيين مجلس الوزراء للسيد احمد سليمان كبير قادة المنشقين سفيرا للسودان في موسكو خوفا من أن يلعب السوفييت دورا في تصفية مجموعتهم لو إن سفير النظام في موسكو كان من الحزب الحليف الحقيقي للاتحاد السوفييتي كما إن المجلس ومن جهة أخرى عين اثنين من المنشقين عن الحزب وهما السيدان محمد احمد سليمان وسمير جرجس على رأس جهاز الأمن التابع لوزارة الداخلية مع ان وزير الداخلية وعضو مجلس الثورة فاروق حمدالله أعفى مع المقدم بابكر والرائد هاشم العطا باعتباره محسوب على الحزب الشيوعي في مفارقة كبيرة وكان المعنى بتعيينهم إثارة الفتنة وتعميق الخلافات بين مايو والحزب لهذا أقدم هذا الثنائي على استدعاء عبدالخالق وكبار قادة الحزب واحتجزوهم يوما كاملا للمثول أمامهم بحكم مناصبهم للتحقيق معهم لتنظيم عمل معارض ضد مايو مع إن الحزب كان معارضا لوجودهم هم وليس بينه ومايو أي خلاف فكان الغرض واضحا,

لهذا كان من الطبيعي أن يغضب تعيين السيد احمد سليمان ا سفيرا في موسكو الحزب وكان عملا مبرمجا لتعميق الخلاف بين الحزب وعسكر مايو ولأهداف واضحة تتعلق بعلاقة الحزب بموسكو حتى لا يعين سفيرا من الحزب وهو الحليف للسوفييت وليس المنشقين مما يقوى شوكتهم والسوفييت وقتها اكبر الداعمين للانقلاب

لهذا قام عبدالخالق بالاتصال برجل الاستخبارات المستر بنلايف الذي سجل زيارة للسودان وتم الاتفاق على أن أغادر أنا لموسكو في نفس الوقت بالتزامن مع سفر السيد احمد سليمان وبالفعل غادرنا في طائرة واحدة والسيد احمد سليمان والذي تجمعني به علاقات عديدة من صلة قربى ونسب لكونه من البشاقرة غرب ومن أحفاد الشيخ أرباب العقائد التواتى الأصل ولكنه لم يكن يعلم لماذا أسافر أنا لموسكو ووصلنا موسكو في توقيت واحد و كنت أتابع لقاءت السيد احمد سليمان من على البعد مع جهاز الاستخبارات السوفييتي

ويومها تفجرت أزمة لم تكن في الحسبان فقبل وصولنا لموسكو ومايو لم تكمل يومها العاشر كان هناك وفد عسكري عالي الرتب يقود مفاوضات مع السوفيتي لتسليح القوات المسلحة ونم إعفائه فور إعلان مجلس الثورة وإعادته للخرطوم باستثناء الضابط ? عفوا إذا لم اذكر رتبته ? محمد عثمان هاشم وكان من بنى عمومة الرائدين ابوالقاسم محمد إبراهيم وابوالقاسم هاشم ? من الهاشماب حيث لم يتم استدعائه للعودة للخرطوم فتفجرت أزمة بينه وبين السيد احمد سليمان الذي كان يصر على انه هو الذي يفاوض لتسليح الجيش خاصة إلا أن محمد عثمان هاشم وكان قويا أصر على أن التفاوض شان خاص بالجيش السوداني ولا يمكن أن ينوب عنه رجل مدني مهما بلغ مركزه وهنا توقفت المفاوضات و طلب منى المستر بنلايف أن أعود فورا للخرطوم برسالة سرية لمجلس الثورة والسبب في ذلك خوفهم من أن يلتقط الانجليز نص الرسالة لو أرسلت عن طريق اللاسلكي التقليدي لأنه لم تكن هناك يومها شفرة متفق عليها بين البلدين حيث توجهت عند وصولي السودان من المطار رأسا للقيادة العامة وسلمت مجلس الثورة الرسالة فقرر المجلس على الفور أن يسافر ممثل من مجلس الثورة ليرأس المفاوضات مع السوفييت ويومها أعلن النميرى شخصيا انه سيسافر لموسكو لقيادة المفاوضات ولكن راية هذا قوبل بتحفظ من أعضاء المجلس لأنه رئيس مجلس الثورة ولا يمكن أن يسافر لبلد أجنبي والثورة لم تكمل عشرة أيام فتقرر أن يسافر الرائد خالد حسن عباس وبالفعل سافر بعد أن تم استدعاء مصور لاستخراج أول جواز سفر خاص بعضو من أعضاء مجلس الثورة وسافر خالد مساء نفس اليوم وقاد المفاوضات في موسكو كعضو مجلس ثورة ورئيسا للوفد المفاوض وبجانبه محمد عثمان هاشم.
وكونوا معي

تعليق واحد

  1. غريبة ،، توقعت أن تقول بأن رجل المخابرات الروسي تربطه بك أيضاً صلة القربى ،،
    ياخي بالغت ،، مايو لم تكمل 10 يوم و تقابل مجلس الثورة ، و عبد الخالق يرسلك لروسيا ، ياخي بالغت عدييييييييييييييييل ،، الله يلعن أبو الفك و الشتل والنجر
    يا عم نعمان ، إنت خرفت عييييييييييييييييييييل ،،
    أنا خايف يوم أسمعك تقول إنك استشهدت في 19 يوليو مع عبد الخالق و الشفيع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..