الشهيد خليل ابراهيم لم يكن عنصرياً ولا قبلياً ولا حزبياً بل كان سودانياً حتى النخاع

رجلٌ أخلاقه مُثلٌ وملء ثيابه رجلٌ

الشهيد خليل ابراهيم لم يكن عنصرياً ولا قبلياً ولا حزبياً بل كان سودانياً حتى النخاع

خالد ابواحمد
[email][email protected][/email]

قبل أيام قليلة مرت علينا الذكرى الأولى بعبقها الجميل لاستشهاد البطل د. خليل ابراهيم محمد قائد حركة العدل والمساواة، وتعمدت أن أكتب مقالي هذا بعد أن ينتهي محبوه ورفقاء دربه وعشاق الحرية من الوفاء له، من خلال المقالات التي تزينت بها المواقع الالكترونية وحفلات التأبين التي أقيمت في عواصم كثيرة من العالم تتذكر بالفخر والاعتزاز مسيرة رجل قدم روحه الطاهرة فداءً لقضية كافة أهل السودان وليس دارفور فحسب، فالفقيد لم يكن عنصرياً ولا قبلياً ولا حزبياً بل كان سودانياً حتى النخاع.
الشهيد البطل د. خليل ابراهيم عُرف للجميع بأجمل ما يحمل المسلم الحق من أخلاق ومن أدب، ومن وقار، ومن تدين ومن سمو، ومقدام في ساحات الوغى فهو بطل بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، يشبه في عنفوانه البطل علي عبداللطيف قائد ثورة اللواء الأبيض (1924)، ويشبه في تفانيه للقضية الثائر جيفارا، ويشبه في اخلاصه وصفاء نفسه سيدنا بلال بن رباح، فكلاهما من مشكاة واحدة قد شربا من معين واحد، ومن فكر واحد هو الذي صاغ حياتهما التي أزهلت الناس، تشارك عجيب في أن كل منهما ترك ملذات الدنيا والسلطة والجاه من أجل قضية الحرية والعدل والمساواة.
تذكرنا حياة د. خليل ابراهيم المفعمة بالعمل والتضحية والالتزام الديني والاخلاقي بهذه الأبيات للقصيدة التي كنا ننشدها في زمن ماضي:

فتى أخلاقه مُثلٌ وملء ثيابه رجل
يعج الحق في دمه ويزحم صدره الأمل
تراه الصبح مبتسماً كأن حياته جزل
ينم سلوكه عنه ويتبع قوله العمل
وان دارت معاركها فلن يتزحزح الجبل
بعيداُ عن مفاتنها فلا تصطاده المُقلُ
عزوفاً عن بهارجها وطوع حسامه الأملُ
هناك الخُلدُ مسكنه هناك الحور والأهلُ

خليل ابراهيم مدرسة في التفاني وفي الاخلاص وفي الصدق وفي الانتماء للبسطاء فإن الكثير من الصور والمشاهد التي تصوره وهو مع الجند يجلس على الأرض نجده مبتسماً وسعيداً لأنه يتأسى بالسيرة النبوية بالهدي الرباني في تواجده مع البسطاء في ميادين البسالة ونجده دائماً الاعتزاز بالذين وصفهم المولى سبحانه وتعالى في كتابه الذين يدعُون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه الله، فكان الشهيد عليه الرحمة والمغفرة لا يعُد عيناه عنهم من أجل دنيا أو جاه، وحاشا لله أن يطع خليلأً من أغفل قلبه عن ذكر الله، ومن اتبعوا أهواهم فضيعوا البلاد والعباد.
كذلك كان الشهيد الدكتور خليل ابراهيم مدرسة في الصبر على الإبتلاءات حمل في طياته روحاً زكية، وقلباً ناصع البياض، ونفساً غنيةً بالله تعالى، فكان حادثة اغتياله استشهاداً من أجل قضية عادلة، وإن الذين دبّروا عملية اغتياله من سياسيين وعسكريين وأمنيين يعلمون علم اليقين بأنهم قتلوا رجلاً صادقاً أميناً، شجاعاً لم يهاب الموت أبداً، وأن الذي أصدر أمر تنفيذ هذه العملية في رئاسة الجمهورية يدرك تمام الإدراك بأن خليلاً ليس بالشخص العادي الذي عندما يقتلوه ينساه الناس وكأن شيئاً لم يحدث.
فقد أدركوا بأن د. خليل ابراهيم قامة سامقة وأسدٌ وضرغامُ يخيفهم ويربك حساباتهم الأمنية والعسكرية، فعرفوا قدر أنفسهم، وأنهم من الصعب عليهم القضاء عليه وقد جربوا كثيراً برغم أجهزة أمنهم ومخابراتهم ومليشياتهم، فدفعوا الأموال الطائلة لجهات أجنبية لتنفيذ عملية الاغتيال التي رفعته شهيداً إلى المقامات العلية وأصبح خليل ابراهيم رمزاً جديداً للوطنية والتمسك بالقيم الانسانية التي يعمل البشر على احقاقها منذ أن خلق الله هذا الكون.
إن استشهاد الاخ د. خليل ابراهيم يعتبر علامة بارزة في تاريخ السودان الحديث نعم هناك الكثير من الشرفاء وأبطال بلادي الذي تم قتلهم في السجون والمعتقلات، لكن خليلاً جُندت لمقتله دُول وأجهزة مخابرات، فلم يمت د. خليل موتاً رخيصاً، بل دفعت فيه العصابة الحاكمة الكثير، والمثير الخطر الذي سيذهل الناس عندما يعرفون تفاصيله الدقيقة، وحجم القذارة والكذب..!!.
لكن رحيل البطل خليل بهذا السيناريو أعطى القضية السودانية زخماً وبعداً ثورياً كما أكسب قضية دارفور بالذات مشروعية ووقوداً للحراك السياسي والعسكري والفكري، الذي بدأت تظهر معالمه بشكل قوي من خلال العمل العسكري الكبير على الأرض، والهزائم المتواصلة التي تتعرض قوات المؤتمر اللاوطني.
وفي الختام أرجو من الاخوة قادة حركة العدل والمساواة تخليد ذكرى الفقيد من خلال تأسيس مؤسسة بحثية تلعب دورها في هذه المرحلة والمراحل المقبلة تؤدي واجبها نحو الوطن العزيز ويكون استهلاليتها انتاج دراسات عن فكر الشهيد خليل وترجمة كتب تحكي عن حياته ومسيرة في العمل الوطني.
رحم الله الفقيد الاخ د. خليل ابراهيم وكل شهداء بلادي الذين قدموا أنفسهم رخيصة لقضية الحرية والعدل.
إن الهه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
الخميس 3 يناير 2013م الساعة الواحدة صباحاً.

تعليق واحد

  1. اللهم ارحمه واغفر له والدكتور خليل امتداد لابطال سابقين قاتلو من اجل شعوبهم ببسالة فهو امتداد للسلطان تاج الدين قاهر الفرنسيين والسلطان علي دينار والسلطان ابراهيم قرض و الدكتور جون قرنق وعلي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ .هؤلاء الاشاوس وان ظلمهم التاريخ الا انهم باقين في قلوب شعوبهم وسيرتهم العطرة تلهم الاجيال وتعلمهم الثورة ضد الظلم والقهر وتعلمهم بان الانسان اما ان يعيش مكرما او يموت واقفا .لك تحياتي .

  2. كفيت ووفيت ياابوأحمد الله يكتر من امثالك ، بالاضافة لذهده في الحياة ( لافيلل في ماليزيا ولاشقق في دبي).

  3. رحم الله ذلك البطل المغوار والاسد الهصور قل ان يجود الزمان بمثله كم كانت مصيبتا فيه كبيرة … شكرا حزينا خالد ابو احمد(ذلك هو الرجل !!!)

  4. لك التحية يا استاذ خالد ابواحمد مقال ينضح بالحقيقة
    اصيل والله يا خالد من عرفانك كاتب ماشاء الله قلمك مسخر للوطن وقضاياه.
    ما عدمناك ان شاء الله
    خليل فعلا بطل يستحق التكريم

  5. والله يا ابوخالد قريت عنوانك بس وما قريت المقال ، لكن عايز اقول ليك (خليلكم) ده ، كان (( كوز )) حتى النخاع وهذا يكفي و كوز تعني
    عنصري و قبلي و حزبي .
    بعدين .. خلاف خليل مع الكيزان لم يكن سوى ذات الخلاف الذي وقع بين جماعه قصر غردون ومنشيه الدكتور بتاعكم ، يعني صراع مصالح ونفوذ .
    فلم يكن خليل سوى قوش آخر .

  6. لقد هرشت رأسي عشر مرات لكي أتأكد هل أنا موجود أم مفقود. كان حري بك أن تبدأ مقالك بالتالي: كان خليل إبراهيم عنصريا حتى النخاع ثم تواصل السرد وتحذف كافة أدوات النفي التي وصفتها به.

    يبدو أن الساحة السودانية أصبحت خالية من الأبطال لذا التقط كاتبنا خليل إبراهيم من قارعة العنصرية ومستنقعات الحقد وألبسه تلك الصفات التي هو بعيد عنها كل البعد. أقول قولى هذا وأنا أشد المعارضين لنظام البشير لكنني أعرف يقينا أن عنصرية خليل إيراهيم أبغض وأسوأ من ألف بشير. أستغفر الله لي ولك ولخليل إبراهيم الذي بلا شك سوف يسأله ربه عن الدماء التي سفكت دون ذنب.

  7. أستاذ ( أبوأحمد ) .. إذا كنت تود أن تكتب من منطلق ( اذكروا محاسن موتاكم ) فما عندنا مانع أن نقول فى (المرحوم ) ماليس فيه .. وإن أردت أن تقول الحقيقة فيجب أن تكون الحقيقة وليس غيرها ..!
    د. خليل ( رحمة الله عليه ) هو أحد ( كوادر ) التنظيم الحاكم فى السودان – هل يوجد أحد لايعرف ذلك – وكان من المطيعين فلقد تم إرساله ( للجهاد ) فى الجنوب ثم عاد بعدها تم توزيع بعض ( الغنائم ) عليه وأصبح ( وزيرا) ولائيا للصحة ..
    خروجه من (التنظيم ) كان شأنا داخليا بينهم حتى طريقة ( إغتياله ) لاتخرج عن طريقة سقوط ( الطائرات) المريبة ببعض أعضاء التنظيم ..!
    لو نجح ( المرحوم ) فى الوصول للسلطة وأصبح رئيسا للسودان سيكون أيضا وجها اخر أو فرعا من فروع ( التنظيم ) .. رحمة الله على د. خليل ومغفرته له ..!

  8. الاخوة الافاضل..السلام عليكم ورحمة الله…
    مع تقديري واحترامي…
    ليس كل المنضوين تحت رايات الأحزاب هم حزبيين بالمعنى المطلق للكلمة، وليس كل المنتمين لفكرة سياسية هم سياسيين..بمعنى ان هناك الكثير من الناس لا يدخلون الحزاب بغرض أن يكونوا حزبيين، ولكن من أجل تحقيق غايات أخرى مثلاً خدمة الوطن من داخل هذه المنظومة السياسية،،،، وبالنسبة للحركة (الاسلامية) ليس كل من انتمى إليها هو حزبي فالشعار الديني منذ نشوؤ الخليقة يجذب الناس لذا الكثير منا دخل الحركة ليس لأجل أن يكون سياسي لامع وحزبي بل لخدمة العقيدة وخدمة الوطن.. وهناك من دخلها من أجل غايات ذاتية.. وهذه هي طبيعة البشر.
    الشهيد خليل من الذين لم يكونوا حزبيين ولم يكونوا سياسيين ولذلك لم يعرفه الكثير من الناس إلا بعد لقيادته لحركة العدل والمساواة، وخليل كذلك لم يكن عنصري وأسألوا الذين زاملوه سواء في الجامعة او في الحياة العامة قبل أن يُعرف كوزير صحة ووزير تعليم وقد أتفق الكثير من الذين أعرفهم بأنه كان سوداني قومي وطيلة فترة قيادته للحركة كان يتحدث عن قضايا السودان عامة.
    د. خليل ابراهيم لم يكن من المتنطعين ولا من الذين غرتهم الحياة الدنيا ولم يبيع مبادئه بالمال، وانحاز لقضية الشعب وإلا ما كان غادر المنصب، ارجوكم راجعوا كل الأراشيف الصحفية منذ بداية هذا النظام، وأنا أثق تماماً لم تجدوا له تصريح عنصري او جهوي بل كل جهده انصب في القضية الجوهرية لتحقيق الرفاهية والحق والعدالة.
    شخصياً كنت رئيس قسم الاخبار في صحيفة (دارفور الجديدة) والتقت د. خليل في دارفور والخرطوم كثيراً وفي مناسبات شتى وكان مختلفاً عن الكثير من المسؤولين، وأكثر تواضعاً وأقلهم صوتاً وبعيداً عن ساحات الجدال التي لم تنفع بلادنا، وما قلته في مقالي هو الحقيقة، بعينها، ولم أقل في الفقيد غير الحق، وليس لدي مصلحة في أقول غير ما أعرف ولا سيما وأن الرجل قد مضى إلى رحاب ربه، وحتماً سيذكره التاريخ بأجمل ما تكون الذكرى، مثل الكثير من أفذاذ البشرية ومن أبطال الحرية، فخليل لم يكتزن مالاً في البنوك ولا اراضي ولا عقارات في الخرطوم ولا قاردن سيتي ولا كافوري ولا في السودان ولا في دبي ولا ماليزيا.
    ود. خليل ابراهيم إذا كان يسعى من تأسيسه لحركة العدل والمساواة لجاه لحصل عليه عندما توسطت شخصيات رفيعة عربية وخليجية بوضعه في منصب رفيع وإعطاءه من المال ما يريد لكنه رفضه وفضّل حياة المعسكرات مع أبناء شعبه على رغد العيش وحلاوة المنصب، أنظروا في الساحة السياسية لتروا كم من الناس يهرول من أجل المنصب، والبلاد تسير نحو الهاوية، وأنظروا لتروا كم من القيادات السياسية تعمل بقوة من أجل المناصب والعمل داخل الحزب الحاكم للفوز بالمغانم والأطايب، خليل كان اكبر من كل ذلك، وكان ينظر لهؤلاء بحزن وألم وهم يتنطعون في ردهات الحزب الحاكم ودوواين الدولة والاطلالة على الشاشات بالمدح المقزز للنظام ولرئيسه، والشعب السوداني في كل البلاد يرزح تحت فساد وخراب الحزب المتسلط.
    لكن.. في ظني واعتقادي أن فكر د. خليل ابراهيم كان متقدماً جداً بالنسبة لرؤيتنا للأحداث ومآلاتها وحتماً بعد سنوات مقبلة سنفهم الدرس الذي أعطانا له الشهيد ولم نفهمه ولم نستوعبه لقصور إدراكنا، وأنا كلي ثقة في أن الأجيال القادمة من رحم التاريخ ستعرف كيف تكريم الشهيد خليل، وستعرف كم كان بطلاً، وكان انساناً.

    وللجميع احترامي وتقديري..
    خالد ابواحمد

  9. الرد على [سودانى طافش]
    انت لا تعرف خليل ابراهيم لذلك اعذرك.
    ثانياً خليل كان وزير وسافر العمليات في الجنوب وليس كا ذكرت حول الغنائم وبعدها اصبح وزير صحة ولائي هذا كلام من بنات اوهامك وليس حقيقة.
    خالد ابواحمد اشتهر بمقالاته الصادقة واي فائدة يجنيها من مدح شخص رحل عن الدنيا

  10. الرد علي خالد ابو حمد

    مع احترامي لك فانت لا تعرف خليل ابراهيم جيداً ، كان هو ومعظم قيادات حركة العدل والمساواة
    الحاليين اعضاء في حركة الاتجاه الاسلامي التي اسسها حسن الترابي ثم غيرت الاسم للجبهة القمومية الي آخر
    القصة المعلومة. كان خليل من الكوادر المهمة عندهم ….
    شارك خليل في كل جرائم النظام خاصة في الجنوب ……يكفي ان مليشيات الدفاع الشعبي ماالت تفتخر
    بأنه هو من أنقذ ابراهيم شمس الدين من الموت مع عساكره فيما سمي بملحمة صيف العبور….اضف لذك
    الكثير من الجرائم…..

    كما انه لا يشبه البطل علي عبداللطيف او تشي جيفارا في شيئ لان البطل علي عبداللطيف كان ثائراً
    وجسوراً بينما كان الثاني متهوراً والدليل علي ذلك عندما قطع آلاف الأميال الي امدرمان في تهور بالغ
    لا يشبه الا حملة ودالنجومي غازياً مصر ، وكذلك يشبه التعايشي الذي أضاع دولة ذات سيادة بسبب
    جهله وتهوره وضيق افقه . ولا اعلم كيف ان قتله بواسطة أخوانه في الله يشكل علامة بارزة في تاريخ السودان ….ان اغتيال دكتور جون قرنق وحده يمثل تلك العلامة البارزة وأهم حدث سوداني خلال
    القرن الحالي لانه ادي لفصل الجنوب عن الشمال ولوكان قرنق موجوداً لانتهت دولة العصابة الحاكمة الآن.

  11. خليل كوز ودباب كمان ولولا اختلافهم مع بعض من اجل الكرسى لما تمرد عليهم .فكلهم غثاء لاخير فيهم لعنة الله عليهم الى ان تقوم الساعة حيهم وميتهم.

  12. رحمه الله كان ضحية لمؤمراة فرنسية امريكية سودانية ، خليل تخرج في كليةالطب جامعة الحزيرة دفعة 85 مش جامعة الخرطوم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..