أهم الأخبار والمقالات

حوافز التطبيع.. مليارات أمريكية تداعب واقع السودان المتدهور

الخرطوم/عادل عبد الرحيم

– وضع واشنطن التطبيع مع إسرائيل ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب في سلة واحدة عجل بتوجه الحكومة الانتقالية لطي هذا الملف.

– الفائدة التي يمكن أن تحصل عليها الخرطوم هي إمكانية الحصول على تمويل دولي وهو ما يمكن أن يتحقق برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.

– الأموال التي طلبها السودان قد تسهم في حل أزماته بشكل جزئي حال استخدمت بشكل صحيح وهو ما تواجهه تحديات بسبب سوء الإدارة والفساد. 

بخطى تبدو خجولة، تمضي الخرطوم نحو التطبيع مع إسرائيل، أملا في رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والحصول على مليارات الدولارات، للخروج من أزمتها الاقتصادية المتصاعدة.

هكذا بدا المشهد في عاصمة اللاءات الثلاثة “لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل”، بعد عودة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، من العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وفي 23 سبتمبر، قال البرهان، إن مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين في الإمارات، التي استمرت 3 أيام، تناولت قضايا عدة، بينها السلام العربي مع إسرائيل.

وأضاف مجلس السيادة الانتقالي، الأربعاء، في بيان، أن المباحثات ناقشت عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بينها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والقيود الأخرى التي تفرضها الولايات المتحدة على السودانيين.

يأتي ذلك، رغم نفي وزير الإعلام السوداني المتحدث باسم الحكومة الانتقالية فيصل محمد صالح، مناقشة الوفد الذي كان يزور الإمارات قضية التطبيع مع إسرائيل.

وأعلنت قوى سياسية في السودان، رفضها القاطع للتطبيع، في خضم حديث عن تطبيع محتمل، بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاقيتي سلام في 15 سبتمبر/أيلول الجاري، لتنضما إلى الأردن (1994)، ومصر (1979).

** سلة واحدة

ولعل وضع الإدارة الأمريكية التطبيع مع إسرائيل ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في سلة واحدة، هو ما عجل بتوجه الحكومة الانتقالية لطي هذا الملف، رغم تعقيداته الشائكة، بحسب مراقبين.

ووسط صمت حكومة السودان، خرجت تسريبات عن طلبها دفع 7 مليارات دولار، حتى تمضي في طريق التطبيع إلى نهايته، بحسب وسائل إعلام محلية، ما اعتبره مراقبون، مناورة حتى لا تثير سخطا شعبيا، وتدفع بموضوع الأموال لكسب مؤيدين للخطوة داخليا.

والأربعاء، نقلت وسائل إعلام سودانية، عن توصل الجانبين السوداني والأمريكي في اجتماعات مشتركة بأبوظبي، إلى اتفاق يتحصل بموجبه السودان على مبلغ 7 مليارات دولار.

وقالت وسائل الإعلام، إن السودان سيتسلم 3 مليارات دولار نقدا، و4 مليارات كمساعدات عينية ولوجستية، فضلا عن تسهيل حصول السودان على قروض ومنح من صندوق النقد والمانحين.

إلا أن محللين يرون أن المبلغ المطلوب من السودان، لن يساهم في حل أزمات البلاد، باعتبار أن هذا المبلغ لا يمكن أن يُحدث تغييرا ملموسا، كون البلاد منهارة اقتصاديا، وتفتقد للبنية التحتية والتنمية.

فالسودان يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، تتمثل في انعدام الوقود والقمح وقطع الكهرباء، والارتفاع الجنوني للأسعار، ووصول سعر الدولار إلى أكثر من 250 جنيها، مقابل 55 جنيها كسعر رسمي.

إضافة إلى ذلك، فعملية السلام بالسودان مكلفة للغاية، باعتبار أن البلاد بحاجة لدعم أكبر لتحمل عودة النازحين، وإعمار المناطق التي دمرها الصراع بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وتكلفة دمج قوات الحركات المسلحة في الجيش الحكومي.

ويشهد السودان حربا في دارفور منذ 2003، وكذلك في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ 2011، ويسعي لتحقيق السلام في الولايات من خلال مفاوضات سلام السودان في عاصمة جنوب السودان جوبا، مع الحركات المسلحة.

** جدوى التطبيع

ويظل السؤال المطروح بقوة، ماذا ستجني الخرطوم من التطبيع مع إسرائيل، في ظل الأزمات الطاحنة التي تعاني منها، وآمال الشعب المعلقة على الحكومة الانتقالية، إضافة إلى تحديات المرحلة.

ويعتبر محللون، أن الفائدة الوحيدة التي يمكن أن تحصل عليها الخرطوم، من المفاوضات الجارية حاليا مع الجانب الأمريكي، وقبول السودان للتطبيع مع إسرائيل، هي الحصول على تمويل دولي في الفترة المقبلة.

إلا أن البعض يرى، أنه حتى هذه الفائدة يمكن أن تتم بدون المضي في التطبيع إلى نهايته، باعتبار أن إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كفيل بإخراج البلد من عزلته الدولية، وحصوله على التمويل الدولي أيضا.

وبحسب اقتصاديين، فإن الأموال التي طلبها السودان قد تساهم في حل أزمته جزئيا، في حال تم استخدامها بشكل صحيح في تنمية القطاع الزراعي والصناعي، وهو ما تواجهه تحديات بسبب سوء الإدارة والفساد.

وإلى حين انعقاد المفاوضات التكميلية بين السودان وأمريكا، بحسب بيان مجلس السيادة، المقررة الأسبوع المقبل في إحدى الدول الأفريقية، يظل هذا الملف قابلا لتغيرات.

فالتطبيع ومطالب السودان المالية، وحذف اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، رهن بقدرة المفاوضين السودانيين على تحقيق نقاط على حساب رغبات واشنطن، التي يربطها الكثيرون بانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.

ورفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب، في 6 أكتوبر 2017، عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان منذ 1997.

لكن واشنطن لم ترفع اسم السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب” المدرج منذ عام 1993، إثر استضافة الأخيرة الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن. الأناضول

‫4 تعليقات

  1. ثمن بخس لتطبيع.اذا فرض التطبيع على السودان من قبل هذه الحكومه الهزيله…فليكن الثمن مساوى لهذه الخطوه .فليكن ثمن هذه الخطوه على اقل تقدير :اسقاط ديون السودان الخارجيه وعلى اسرائيل دفع جميع التعويضات التى تطالب بها الحكومه الامريكيه لجرم لم يرتكبهالشعب السودانى بالاضافه الى تعويض السودان ثمن العقوبات الامريكيه على السودان طوال فترة ال30 عام السابقه ونهب ذهب السودان الذى نهبته ابو ظبى من جبل عامر .اقل تقدير لتلك التعويضات 100 مليار دولار كاش تسلم لبنك السودان .ببساطه مصر استلمت 60 مليار فى فترة مقاطعة قطر ومباركتها حرب اليمن دون اشراك جندى واحد على الاراضى اليمنيه .فيا البرهان اذا بعت …فبع بثمن مساو للبيع …وليس ب 7 أو 8 مليارات مشروطه.

  2. خطوه بخطوه حتى تكتمل الصوره وخلوكم على قلب رجل واحد الكوره في يدكم والأهداف على من يلعب جيدا المهم الكلمه واحده والهدف واحد لكي يعم السلام مكان القوه التي تأثر على كل مخالف والوطن إلى الآن جريح ومحتاج عمليه مستعصيه والكم في الاقتصاد معامله ودخرلا وارباح وصادرات وقنوات تهدف كيف يستثمر السودان موارده وارضه الطيبه ده هو هدف الإنسان والسودان بخير حتى اللحظه استبشارات السلام والتسامح تصب في لب المصلحه العامه التفاوض اذا يجلب النفعه طيب جميلا نحنا من السلام والي من يرقب بالسلام. السودان بلد كل الانظمه الدوليه تتنافس عليه من حيث المساحه الثروه الحيوانيه والأراضي الزراعيه والمياه والثوره السمكيه والمناخ والمعادن داخل الأرض وفي الموارد البشرية التعليم من حيث القدرات والبحث العلمي اي الخبرات المهاجره وانا واحد منهم اذا حصل تقدم وفتح السودان أمام العزله الدوليه خيرا كبير يعود على السودان مبروك علينا وعليكم كلنا بخير وهذا يستوجب محل التقدم في خلال سنوات السودان يكون مركز تجاري دخم في ظل العولمه في المجالات الزراعه التعليم التعدين المياه الطاقه التظبفه من أشعة الشمس والنهضة في مجال الأبحاث الزراعيه والحيوانيه وينتج مصانع الحديد في مناطق الحديد نفسه ومصانع النحاس الذي يوجد بكميات كبيره في شمال دارفور وعلى حسب المجله الامريكيه الاقتصاديه السودان من رابع الدول التي يكثر فيها الحديد والنحاس واليورانيوم والذهب وهذا نا يدل على أن السودان في دول كثيره تتنافس عليه من حيث الموارد البشريه والداخل في الأرض ارجوا حكومة السودان تعميق في الدراسات وفتح الباب أمام الشركات الكبرى لتنقيب على هذه الموارد وتفعيل دور العمل عماله من داخل السودان ففط لكي المصلحه تصب في السودان مما يساعد في حركة الاقتصاد

  3. اولا على اسرائيل ان تدفع للسودان تعويضا مجزيا على ضربها لمصنع اليرموك للصناعات الدفاعيه وتدفع تعويض على ضربها لمنطقه صناعيه فى الجيلى وتدفع لمن قتلتهم فى بورتسودان لأن السودان مازالت عليه ديون سوف يدفعها فى المستقبل لللدول التى ساعدته تم الاستدانه منها لبناء تلك المصانع بعدها يمكن ان نبحث مسألة التطبيع – خلاف ذلك لا تطبيع مع العدو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..