بيان وحيد..وليس رقم (واحد)

الرافعة العسكرية. ظل للناس يتداولون هذه العبارة بمختلف الصيغ. والمفضى إليه واحد.يرون أن يتدخل الجيش لإنهاء هذه الحقبة المريرة من تاريخنا. واللافت أن زاوية تناول هذه العبارة، تختلف من جهة إلى أخرى.فمنهم من يرى قيام الجيش بانقلاب عسكري.ومع احترامنا لأصحاب هذه الرؤية، فإن ذلك يعني إعادة إنتاج الفشل.صديق راحل كان مغترباً. وعند انقلاب البشير كان سعيداً من فرط حنقه على قيادات الأحزاب السياسية .وأبدى ذلك في رسالة خطية لي وقتها. أجبته أن أي انقلاب العسكري يحمل أحد احتمالين أحلاهما أمر من الحنظل.فإما أن يكون مدبراً من جهة ،سيعمل على إنفرادها بالسلطة وتسود فينا الديكتاتورية، وإما أن يكون سهل الامتطاء من جهات تزين له باطله في ظل حاجته لداعم شعبي لنعود إلى الديكتاتورية وعبادة الفرد. وصدق انقلاب البشير الرؤيتين في مرحلتين.
أما القسم الآخر ، فيرى أن يتدخل الجيش بانقلاب ،على أن يسلم السلطة بانتخابات لاحقة.وهو إعادة لتجربة انتفاضة أبريل. ورغم التزام قادة الجيش وقتها بتسليم السلطة وقتها في الموعد المحدد.إلا أن وجود المجلس العسكري كسلطة سيادية،عطل تنفيذ أهداف الانتفاضة. واتضح لاحقاً ارتباط رئيسها وغيره بالجبهة الإسلامية. وقد رأى الكثيرون أن هذا كان سبب عدم دفع الجبهة وقتها لثمن مشاركتها في مايو لا سياسياً ولا اقتصادياً. ما مكنها من التواجد داخل الجيش والقيام بانقلابها لاحقاً. فكيف نعيد التجربة في جيش تم اختيار ضباطه وفق سياسة التمكين ؟
السيناريو الذي يجب أن يأخذ مجراه على مسرح أحداثنا ينبغي أن يكون مختلفاً.لا يستبعد القوات المسلحة. خاصة وأن المنتمي للجيش في النهاية، خاصة بعد فشل التجربة ، وما عانته القوات المسلحة من تهميش وإعلاء ميليشيات عليها، سيكون وفياً لعسكريته أكثر من أي شئ آخر. فمعارضو النظام كثرٌ . وهم أدرى بمن هو مؤدلج ويمكنهم تطهيره منهم ، أو على الأقل مراقبته والحد من خطورته. عليه فإن دور الجيش ينبغي أن يكون في قمة اكتمال العمل الشعبي ووضوح دور الشعب في الثورة وإظهار قوته ومقدرته على إزاحة النظام بأي سيناريو يراه. هنا يكون دور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على أمن الوطن ببيان وحيد يعلن فيه موقفه الداعم للشعب وخياراته.التي ينبغي أن يقدمها الثوار. ويقوم الجيش بدوره في السيطرة على الميليشيات والحفاظ على أمن الوطن. ولكن لا وألف لا للبيان رقم (واحد). الذي تتلوه البيانات الكارثة.
[email][email protected][/email]