معتمدية اللاجئين في السودان والفراغ الإداري

منذ وفاة معتمد اللاجئين بالسودان المهندس عبدالله سليمان حامد متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في ديسمبر من العام الماضي 2020 ولا يزال هذا الموقع فارغا دون تعيين معتمد جديد، الامر الذي يلقي بظلال سالبة على إدارة هذا الجسم المهم والذي يدير شؤون اللاجئين في طول البلاد وعرضها، كما يمثل حلقة وصل مهمه مع المنظمات الدولية التي يتعلق عملها بملف اللاجئين سواء كانت هذه المنظمات تعمل داخل السودان او تتخذ من المدن الإقليمية مقرا لها او حتى تلك التي تدير اعمالها من نيويوك او جنيف.
معتمدية اللاجئين يقع على عاتقها عبء ضخم في إدارة ملف اللاجئين المعقد والمتداخلة اطرافه، فالسودان-على ضيق إمكانياته- يستضيف اكثر من مليون لاجئ ( حسب احصائية تقريبية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ) هذا فضلا عن عدة مئات من الألوف يقيمون اقامة المواطنين في مدن السودان المختلفة ، الامر الذي يكلف ميزانية الدولة -التي تعاني اصلا-عدة ملايين من الدولارات، لذلك وجب على الدولة ان تولي هذا الملف اهمية كبرى لمقابلة احتياجات اللاجئين التي يجب ان تتحمل المنظمات الدولية العبء الاكبر فيه، ويكفي موافقة السودان على استضافته لهؤلاء اللاجئين وهو الدولة الأشهر في القارة الافريقية كرما في استضافة اللاجئين منذ عدة عقود.
ان الاسراع في تعيين معتمد للاجئين يجب ان يرفق بتوجيهات مشددة بالضغط على الدول المانحة والمنظمات الدولية المعنية باللاجئين لتقديم الدعم الكافي الذي يمكن حكومة السودان من توفير احتياجات اللاجئين، حيث ان جميع الدول التي تستضيف اللاجئين تحظى بدعم دولي كبير ، في حين يعاني السودان من تجاهل المجتمع الدولي لما يقوم به من دور مقدر لا يحظى بالاهتمام والتقدير الكافي من قبل المنظمات الدولية مما يحتم على ادارة معتمدية اللاجئين وعلى المعتمد الجديد على وجه التحديد ضرورة لعب دور مهم وكبير في اقناع المنظمات الدولية والمانحين بتقديم الدعم الكافي للدولة السودانية للقيام بواجباتها في هذا الخصوص.
السودان يستاهل، لانه كان ينهب اموال اعانات اللاجئين ويستغل اللاجئين بتجنيسهم ليكون له قوة وسند، واما إستضافة اللاجئين، فهي عبارة سخيفة للضحك على السودان العوير الفاتح أبوابه لكل متشرد وعاطل ولص ومجرم ومهرّب تحت مسمى لاجي.
مقال موفق ، خصوصا انه جاء متزامنا مع اليوم العالمي للاجىء، السودان ظل لعقود يستضيف اللاجئين ويتحمل تبعات هذه الاستضافة، صحيح ان الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية باللجةء تساعد الحكومة السودانية ولكن تظل مساعدة قاصرة عن الايفاء بالتزامات المجتمع الدولي كاملة…يجب ان تضغط حكومة السودان من اجل قيام المجتمع الدولي بدوره كاملا…
والسيد رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يقع على عاتقهم سد الفراغ الاداري في معتمدية اللاجئين فورا وتعيين معتمد لديه الخبرة والكفاءه اللازمتين