أخبار السودان

تباين حول العلاقات مع إسرائيل ودعوات سودانية للتطبيع قبل الانتخابات الأميركية

الخرطوم: أحمد يونس

ازدادت حدة تباين السودانيين حول مسألة تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل، مقابل حذف اسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وبينما دعت قوى سياسية مجلس السيادة الانتقالي أمس لقبول العرض الأميركي بالتطبيع مع إسرائيل، رفضت قوى سياسية أخرى وتنظيمات اجتماعية ودينية فكرة التطبيع، واعتبرتها «موقفاً لا أخلاقياً»، لا يتسق مع مواقف السودان التاريخية، ولا ثورته التي تنادي بالحريات.

وعقد مبارك الفاضل المهدي، رئيس حزب «الأمة»، ورئيس حركة «تحرير السودان- الثورة الثانية» أبو القاسم إمام، وحميد محمد حامد عن «جبهة الشرق»، مؤتمراً صحافياً في الخرطوم، أمس، طالبوا فيه الحكومة بتطبيع علاقات السودان بإسرائيل.

وقال الفاضل الذي يقود جناحاً من حزب «الأمة» مناوئاً للجناح الذي يقوده ابن عمه الصادق المهدي، إن العرض الأميركي محكوم بفترة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، أي الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وإنه على السودان عدم تضييع ما سمَّاها «الفرصة التاريخية»، مضيفاً: «بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية سيدخل السودان في أزمة كبيرة، ما لم يوافق على العرض الذي قدم له في دولة الإمارات. واسم السودان لن يرفع من قائمة الإرهاب لسنوات، إذا لم نستثمر الفرصة التاريخية».

من جهته، توعد زعيم الجناح الرئيس لحزب «الأمة»، الصادق المهدي، رئيس الوزراء الأسبق، بقيادة حملة شعبية ضد أي خطوة قد تخطوها الحكومة الانتقالية باتجاه تطبيع علاقات البلاد مع إسرائيل. ووصف دعوات التطبيع بأنها «استسلام وابتزاز»، ولا صلة لها بالسلام في المنطقة، وطلب من الحكومة التزاماً واضحاً بعدم القيام بأي مبادرات فردية، قد تستغلها الجماعات المتطرفة لإحداث فتنة في البلاد، معتبراً ربط حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالتطبيع «ابتزازاً مهيناً لكرامة الشعب السوداني».

ومنذ لقاء رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية في فبراير (شباط) الماضي، مروراً بزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للخرطوم في أغسطس (آب) الماضي، وصولاً للمباحثات التي أجراها البرهان ووفد وزاري مع مسؤولين أميركيين في أبوظبي الأسبوع الماضي، ظل السودان يعيش حالة انقسام واضحة. فعلى المستوى الرسمي أعلن مجلس الوزراء أنه غير مفوض ببحث قضية التطبيع مع إسرائيل لكونه انتقالياً، وطالب بعدم ربط حذف السودان من قائمة الإرهاب بالتطبيع، بينما واصل المكون العسكري في الحكومة الضغوط من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل للخروج بالبلاد من أزمتها الاقتصادية والسياسية الراهنة.

وفي غضون ذلك، ظل الرأي العام السوداني منقسماً، وإن كانت الأصوات المؤيدة للتطبيع، باعتباره موقفاً براغماتياً، هي الأعلى، في وقت رفضت فيه أحزاب من المرجعية السياسية للحكومة التطبيع، ومن بينها «الأمة القومي»، و«الشيوعي»، و«البعث العربي الاشتراكي»، و«الحزب الناصري».

واعتبرت الأحزاب المناوئة محاولة التطبيع تدخلاً من العسكريين في موضوع يتعلق بالسياسة الخارجية التي أعطت الوثيقة الدستورية القرار بشأنها لمجلس الوزراء المدني، ورأت في تأييد العسكريين للتطبيع أنه محاولة لتقوية موقفهم مقابل المكون المدني في الحكومة.

ونقلت وسائط التواصل الاجتماعي عن نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ«حميدتي»، قوله في فيديوهات إنه سيفعل أي شيء يخرج السودان لـ«بر الأمان»، وإنه حصل على موافقة «الشيوخ» على التطبيع، بينما قال البرهان لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إن التطبيع مع إسرائيل يأتي بحثاً عن مصالح السودان الوطنية والأمنية، موضحاً أنه سيعمل هو أيضاً لتحقيق مصالح السودان متى ما كان ذلك متاحاً.

وأثناء ذلك، نشط مطالبون بالتطبيع مع إسرائيل في تكوين ما سموه «جمعية الصداقة السودانية- الإسرائيلية»، ووزعوا الدعوة لأجهزة الإعلام والصحافيين لحضور إعلان تكوين الجمعية، بيد أنهم ذكروا في وقت لاحق أن السلطات منعت قيام المؤتمر الصحافي، وهددت بسحب ترخيص القاعة التي كان مقرراً عقد المؤتمر الصحافي داخلها.
وقال الفاضل في مؤتمره الصحافي، إن مفاوضات أبوظبي شهدت تقديم المفاوض الأميركي عرضاً مكتوباً للسودان، يتضمن الرفع الفوري لاسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومساندته في الإعفاء عن ديونه لنادي باريس، وتقديم معونات أميركية مالية واستثمارية وإنسانية، والانضمام لاتفاقية السلام العربية الإسرائيلية، بما يؤسس لواقع جديد في الشرق الأوسط.

وأوضح الفاضل أن حذف السودان من قائمة الإرهاب يعد مدخلاً وشرطاً أساسياً لتمويل الإصلاح الاقتصادي، وتقديم المانحين ومؤسسات التمويل قروضاً لتمويل مشروعات في السودان، ويفتح المجال لاستعادة البنوك السودانية تسهيلات من المصارف العالمية، كما يتيح للشركات السودانية ورجال الأعمال إعادة حساباتهم وعلاقاتهم مع البنوك الدولية.
وقال الفاضل إن العرض الأميركي محكوم زمنياً بمنتصف أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، نسبة للانتخابات الرئاسية الأميركية التي تعلن نتائجها في الثالث من نوفمبر، مبرزاً أن «تفويت هذه الفرصة التاريخية يعني بقاء السودان في عزلته الدولية والاقتصادية لفترة قد تطول إلى سنوات، وهذا يعني استمرار الأزمة الاقتصادية، وتعطيل برنامج الإصلاح الاقتصادي والتنمية، مما سيقود السودان إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي والأمني».

الشرق الأوسط

‫4 تعليقات

  1. نتفق مع رئيس حزب الامة الا داعي لمقاطعة اشرائيل في الاساس وخاصة اذا كان للتطبيع فائدة يرجو .الذين يتكلمون عن الموقف الاخلاقي في موضوع فلسطين هنالك مواقف اكثر الحاحا يغضون الطرف عنها والسوال هو كيف انك تريد ان تتودد لامريكا (والتي هي اسرائيل الا ربع) وترفض الاسرائيل ال 100% ما هي القيمة الاخلاقية في تصورنا التي نجنيها او نتمتع بها تبعا لذلك ؟ مقاطعة اسرائيل انتهت منذ العام 1979 علي ما اعتقد عند اتفاقية كام ديفد مصر والاردن والان امارات بحرين عمان قطر تركيا كل هذه البلدان لها سفارات لاسرائيل اذا هل هو السودان اكثر اخلاقا كيف؟ وانا ازعم لو استفتوا الشعب السوداني لفاز التطبيع دونما اعتبار لرفع السودان من الارهاب او غيره بل كثير جدا من الفلسطينيين ليست لديه مشكلة مع اسرائيل اذا اين المشكلة؟ والسيد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان كان واقعيا جدا في تقاربه مع الرئيس الاسرائيلي نتنياهو . الجري وراء وهم القضية العربية لا يفيد لان العرب هم اسرائلون بعينهم برفد الخزينة الامريكية (اسرائيل)بالمال والمساندة الدبلماسية وغير هذا واضح للعيان قطر -قاعدة امركية كبيرة السعودية حماية امريكية مصر التي تعتبر نفسها مازالت بوابة السودان لاي شئ بها سفارة اسرائيلية كل ما هنالك ان قضية فلسطين لا تجدها الا في الكتب والشعر والفيس بوك وكدة ولكن واقعيا وعلي الارض لا توجد

  2. علي السودان ان لا يسمح للأخرين ان يبتزوه فهؤلاء الذين يدعون للتطبيع مع إي إسرائيل هدفهم ليس مصلحة السودان وأنما هم عبارة عن أبواق لخدمة ترامب لأكثر ولا أقل الثورة السودانبة لها أكثر من عام فلماذا لم ترفع العقوبات . فالنحزوا حزو بابا الفاتكان الذي رفض الإجتماع بوزير الخارجية الأمريكي لكي لا يستغله طرف من أجل الإنتخابات كل الذي يجري الأن هو مسلسل مدفوع الأجر للذين يجدون دور التمثيل فيه.

  3. ليس من صلاحيات الحكومة الانتقالية التطبيع.
    على العسكر والحكومة الإتزاماً بعدم القيام بأي مبادرات فردية، والانبطاح للمحاور والتوقيع على تناذلات تضر بحقوقنا.
    ربط حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالتطبيع ابتزازاً مهيناً لكرامة الشعب السوداني
    نرفضه…!!
    علاقات خارجية متزنة، محترمة وواضحة متساوية مع كل الدول حتى اسرائيل.
    بجبهة داخلية متماسكة، وعلاقات خارجية واضحة نمنع الاخر من ابتزازنا ويحسب لنا الف حساب…, لنا في الحكومات السابقة عبر.
    اكمال استحقاقات الثورة وترتيب الداخل..، يقلل فترة المعاناة الاقتصادية والابتزاز من الخارج.

  4. هذا رايك ياالفاضل (الكذوب الذى كان سببا فى ضرب الامريكان لمصانع الادويه-عماله ما بعدها عماله) …لو كنت مكان اصحاب تلك المصانع لقاضيته هو الصادق المهدى لدفع التعويضات عن قصف المصنع.ستعرف وزنك بالضبط عندما تأتى الانتخابات بعد المده الانتقاليه …فنقطنا بسكاتك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..