جآءتهم الطراوة

جآءتهم الطراوة
الصادق المهدي الشريف
[email protected]
?كتبنا في هذه المساحة.. أنّ أحالة ولاة دارفور الى التقاعد هو أمر خارج القانون وخارج السياق السياسي.. فالقانون يقول أنّ إقالة الوالي المنتخب ? بغض الطرف عن الرأي العام حول نزاهة الإنتخابات ? لا يمكن أن يتم إلا إذا.. وفقط إذا (قدم الوالي استقالته و/أو أصيب بمرض يمنعه عن مزاولة عمله و/أو تمّ تقديمه للمحاكمة في جريمة تمس الشرف والأمانة و/أو مات عليه رحمة الله).
?وهذه الشروط لم تتوفر في أيِّ والٍ من ولاة الإنقاذ.. فلم يحدث أن قدّم والي استقالته وهو في كامل قواه العقلية.
?بالطبع لا يوجد مرض يمنع الوالي من ممارسة عمله السيادي.. إلا وجع الضرس الذي أصاب والي البحر الأحمر والذي نُقل على إثره الى المملكة السعودية بطائرة خاصة.. غاب عدة اشهر.. ثمّ عاد بإستقبال شعبي كبير.. عبَّر عن فرحة جماهير الولاية بالضرس (السعودي) الجديد الذي قام أطباء المملكة بتركيبه لوالينا.
?ولم يحدث أن تمّت إدانة والي بجريمة تمس الشرف والأمانة.. فمن يُقدمه للمحاكمة هو الحكومة.. وهي تعتقد إعتقاداً جازماً بأنّ شرفها وأمانتها من أمانة الوالي.. الشرفان لا ينفصلان.. لهذا لم/لن تقدِّم ايِّ والي للمحاكمة لأنّها تعتقد أنّها في تلك الحالة إنّما تهدر شرفها وتطعن في أمانتها.. وهذا من تطفيف الكيل.. فلا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى.
?أمّا الموت.. فسبحانه الحي القيوم الذي لا يموت.
?لهذا كنتُ أعتقد أنّه لا يمكن إقالة الولاة من مناصبهم.. إحتراماً من الحكومة للقوانين التي وضعتها.. فهذا أمر في غاية الأهمية.. أن تضع الحكومة إعتباراً لخاطر قوانينها.. ثُمّ تطالب المواطنين بإحترامها.
?رغم أنّ بعض رجال المرور يشتكون لطوب الأرض أن الدستوريين والنظاميين هم أقل السودانيين إحتراماً لقانون المرور..فيستخدمون التظليل.. ويغيرون لوحات سياراتهم.. ويتجاوزن الإشارات الحمراء (ليس هنالك تورية في هذه الجملة).
?لكنّ الحكومة لم تعدم طريقاً تنفذ به مخططها لإقالة ولاة دارفور.. فقد قال الدكتور تجاني السيسي من وراء البحار أنّ الرئاسة ستعلن (حالة الطوارئ) في دارفور قريباً.
?وإعلان حالة الطوارئ في أحد بقاع الدولة الجغرافية.. هو إيقاف لكل القوانين في تلك البقعة الجغرافية.. وسيادة قانون الطوارئ والأحكام العرفية.
?ووفقاً لهذا فسوف يتم تعليق العمل بقانون الإنتخابات الذي يتحدث عن الإستقالة والموت والمحاكمة.. ويتم تعليق أحكام الدستور التي تُعلي من شأن القيمة الإنتخابية.. فيصبح رأي الطوارئ هو الراي السائد.. والأكثر تقديراً وإنفاذاً من بقية القوانين والآراء.
?وفي التعبير الدارجي فإنّ ولاة دارفور (جاهم هوا).. بالفصحي (جآءتهم الطراوة) كما قال الشاعر عفيفي.. وأكثر الظنّ أنّه قد جآءهم من ولاية شمال دارفور.. حيث السيد محمد يوسف كبر.. وسوق المواسير.. وتصريحاته النارية التي سفَّه فيها حديث السيسي عن العلاقة بين السلطة الإنتقالية وولاة دارفور.. وقال عنها (دي أحلام زلوط).
?أو ربّما جاءت (الطراوة) من جنوب دارفور.. حيث الدكتور كاشا يعمل عمل بماكينة (كبييييرة) فيؤدي عمل جهاز الأمن ووزارة الخارجية.. فيطرد المنظمات الأجنبية.. ويحلف بالطلاق أنّهم (لن يعودوا).. فيدخل وزير الخارجية في حرج مع سوزان رايس.
صحيفة التيار
حتي تتفادي التعليق والجملة الإعتراضية في النص كان تكتب ويتجاوزون إشارات المرور الحمراء. لكن بالعبارة المكتوبة في النص كثيرة هي الإشارات الحمراء وتحت الطاولة. هذا للنتبيه ياود الشريف.