كموفلاج – شعر

ما جدوى كل أعماق مراياك يا روحي)
عندما تموت الكلمات؟)
فدريكو غارثيا لوركا
—————–
يتدلّى صوتُكَ من سقفِ الجُدُرِ الخربة
يتلوّى صدئاً ..
بين الساحة والساحة!
موْسوماً بالقُبْحِ وباللعنات
وبالكلماتِ الزيْف
ممتشقاً سيفاً من طينٍ وخشبْ!
مشدوداً مثل القوسِ النافرِ..
ساعةَ حربْ !
ماذا لو أنكَ تلك الليلة
ما أسرجْت حصانَ الخوفْ؟
لو قلتَ كلاماً غير الزيفْ؟
لو أنكَ لم تضعِ الأصباغ َ
أو المكياجَ على تابوتِ النعش؟
يميناً أبصرناكَ
توزّعُ بسمتَك العرجاءَ
وتسكبُ حِبْرَ الغِشْ
تمشي زهْواً كالطاؤوسِ
وتلبسُ درعَ الفارسِ
تحملُ رُمحاً ..
لستَ له أهلا !
وكنتَ تغطّي عُريك
تدفنُ ظلَّك تحت ركام التبن الهش!
ونحن جميعاً شاهدناك:
مريضَ النفسِ
ضعيفَ الحيلِ
حقوداً تشحذُ مديتَك الصفراءَ
لتذبحَ عضفورَ الشوق الغرّيد
وكنت تجرّبُ عبثاً..
أن تمتصَّ الوهجَ الدّافقَ من أقمارٍ
تلبسُ زينتَها في اللّيْل!
من أنتَ لتكتبَ لي في الكفِّ
شهادةَ ميلادي ؟!
وتحرّرَ لي رقماً ..
في دفترِ يومياتك؟
تمنحُ ودذَكَ من أحببْت
وتحرِم أولادي
إيقاعَ العصرِ الآتي؟!
دعْ عنكَ جهودَك في خلْطِ الأضّداد
فالهِرّةُ لن تلِدَ الجاموسَ
ولا ألوانُ الطيْفِ..
تمزِّقُها كفُّ الأحمق !!
من يومِ مجيئك منتعِلاً
خُفاً ورداءً أكبرَ منكْ
عرفنا أنّ زوارقَ حظِّك
تسبحُ عكْسَ التيار
تتهشّمُ أحلامٌ وتجفُّ ورودُ النهر
وتدورُ الساقيةُ الخرساءُ
لتدلقَ ماءَ البحْرِ بجوفِ البحر !
أطيارُ النّورسِ ضلّت قِبلتَها
فالزّمنُ انقلبت عقربُ ساعتهِ
وتخبّط في أفكاركَ حبلُ الوقت
توارى الظلُّ..
تلاشى لما جئتْ!
***
يا دارة جدّي ..مهلكِ
إنّ الرّيحَ الأسودَ ..
يلبسُ سُترتَكِ البيضاءْ
يا رملَ الشطِّ
يدُ التزويرِ تحاولُ
سرقة ماء النيلْ!
ونحن سئمنا عُرساً يتوعّدُنا
ويحاصرنا بين المخدعِ والمكتبْ !
صرنا نخلطُ بين أذانِ الظُّهرِ
وطرقعة البارود
وآيات التهليل !!
وبين دفوف العُرْسِ
وصوْتِ طبولِ الحربْ
لا بأس.. فهذا بعضُ عطاءِ الرّبْ
الساعة أعرفُ أنَي أكبرُ من كفنٍ
تنسجُه بعضُ أصابعَ
سرقتْ باسمِ المصحفِ
خبْزِ الفقراء
وبعضُ أصابعَ
تطرق بابَ الرزقِ
بكلّ سبيبلٍ إلا..
بابَ مخافةِ وجهِ الله !
***
هل تسمعُني
رُغم الضجّةِ والتصفيق؟
ورُغم تلال الزبد الطافح
رغم اللغةِ العُهرِ بكلِّ طريق؟
هل تسمعُني؟
عُدْ من حيث أتيتْ
لتعرف أين تخبِّئ ..
سحرَ نضارتِها الوردة
واحرقْ بعضَكَ
حتى تعرفَ ذاتكْ
كن مطراً ،
شجراً،
قمراً،
وتراً..
مزّقْ ?إن شئتَ- قناعَكَ
وادفنْ هذا المسخْ
فالجمهور يغادرُ مستاءً
من سوءِ العرضْ !
وأدخلْ جلدَك
إنّ النّورَ الساطعَ
يغمرُ وجهَ الأرضْ!!
!A masterpiece of poetry
متوهج دوما استاذنا انت كريم ونحن نستاهل فهل من مزيد؟
متوهج دوما استاذنا انت كريم ونحن نستاهل فهل من مزيد؟