مقالات وآراء

دارفور.. بؤس وعجز وحريق..!

عثمان شبونة

* عندما تصبح الجريمة أصل والعقاب إستثناء؛ فاعلم أنك في مكان بينه وبين الإهتمام الرسمي مسافة بعيدة؛.. مكان ليس له سوى نصيب تافِه من عناية السلطات.. أما العدل فلا تسأل عنه..!

* رغم هول الجرائم في دارفور سواء كانت المصنوعة من السلطة البائدة أو من السلطة الحالية؛ لا يخطيء المتأمل النظر لحالة إهمال شديدة الوطأة لما يجري في أنحاء الإقليم الكبير.. إهمال من كل ناحية؛ وضرب بعرض الحائط حيال المآسي المفزعة والأنين الذي طال؛ فلا قوات تحفظ للناس حقهم في الحياة ولا عدالة ناجزة تمنع أو تقلل ظاهرة الإستسهال المتناهية لإرتكاب أفظع الجرائم؛ وببساطة تماثل شرب الماء..!

* أثناء تقليبي لصفحات دارفور كجزء من الهم اليومي وتتبُّع أخبار الحرائق والمعسكرات؛ عثرتُ على خبر حريق إمرأة مع أطفالها الثلاثة بحي السلام شمال بولاية جنوب دارفور؛ وبحسب الخبر “فإن طبيب المشرحة بمستشفى نيالا اكتشف وجود ذبح على الأم؛ مما يؤشر بأن الحريق كان مفتعلاً”.. إنه خبر صادم يقلق النفس ويغلقها بحزنٍ مُر.

* امرأة تلقى حتفها وهي بصحبة صغارها (في عيد الأم)!! يا لنا من بؤساء تشقينا الحرائق الممتدة في دارفور؛ وفقدان أمهات وأطفال وآباء وشباب بالآف؛ ثم لا نستطيع فعل شيء بخلاف (الونسة)! كما أن الحكومة في المركز بجيشها وشرطتها وجنجويدها وحركاتها المسلحة ظلت أعجز من العجز ذاته؛ فلا تفلح في إنقاذ المواطنين والعناية بهم.. وربما بُعد الحريق عن ثكناتها وقصورها يشجعها على الإسترخاء..! هذا إن لم تكن لها أيادٍ في ما يحدث من أخطار في دارفور التي ضربت الرقم القياسي في تشرد أهلها الميامين.

* رحم الله الأم وأطفالها؛ ورحم الله آلاف الضحايا في دارفور؛ وأبدلهم من جحيم السودان بجنات الرضوان.. ورحمنا الله من العجز الذي بأسبابه تمر الجرائم دون فعل يوازي شناعتها بالنظر للواقع في دارفور؛ والذي أظنه يتجاوز توصيف (الإنفلات الأمني) إلى مسمّى آخر..! فالمتابع لصفحات الإقليم لا يتخيل أن في البلاد حكومة من الأساس؛ ولا نيابة ولا قضاء ولا شرطة.. إنها لاءات البؤس.

أعوذ بالله

[email protected]

  ـــ

المواكب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..