الإخوان..الإسلام لم يعد هو الحل!

لم يعد شعار ‘الإسلام هو الحل’، الذي تبنته الجماعة عبر السنوات الماضية، قوتها الدافعة على المستوى السياسي لحصد الأصوات، إذ يحتاج الأمر إلى برنامج سياسي متكامل يطرح حلولاً عملية لمشاكل يومية ملحة.
المقال ملخص من بحث للباحث ياسر قانصوة ‘الإخوان المسلمين ونظرية السُّلطة’، نُشر ضمن كتاب المسبار 61 (يناير 2012) ‘مصر وإسلاميوها بعد ثورة 25 يناير’ (الجزء الثاني)، الصادر عن مركز المسبار للدِّراسات والبحوث- دبي.
عند العودة إلى الوراء، للبحث عن جذور لنظرية السلطة أو صورة الخطاب السياسي عند الإخوان، فإنه يطالعنا العدد الأول من جريدة "النذير"، وفي الافتتاحية يكتب الشيخ حسن البنا مقالاً تحت عنوان "خطوتنا الثانية"، ويتساءل فيه موجهاً حديثه إلى الإخوان "ما خطوتكم القادمة"؟ ومن ثم يجيب: "أقول لكم فاسمعوا: سننتقل من حيز دعوة العامة فقط إلى حيز دعوة الخاصة أيضاً، ومن دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال، سنتوجه بدعوتنا إلى المسؤولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وهيئاته وأحزابه وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم بل زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الإسلام في جرأة لا تردد معها فإن أجابوا الدعوة، وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم وإن لجئوا إلى المواربة والروغان وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب، أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام"(جريدة النذير، العدد الأول، الافتتاحية، 30 ربيع الأول 1357هـ، مايو 1938).
ومن خطاب "الوعيد" بلهجته الحاسمة التي تحدث بها مؤسس الجماعة "حسن البنا" تجاه كل من لا يقبل دعوة الجماعة إلى الإسلام الصحيح؛ كما تفهمه الدعوة الإخوانية إلى خطاب "الملائمة والمواءمة" الذي يتحدث به سعد الكتاتني"أحد أبرز قيادات الإخوان، ووكيل مؤسسي حزب "الحرية والعدالة" الذي دفع به الإخوان إلى المعترك السياسي كامتداد طبيعي لتنظيم الإخوان وفق قواعد اللعبة السياسية، ولذا جاءت قيادات الحزب "مختارة" من قمة السلطة في التنظيم/لا "منتخبة" من القاعدة.
يقول "الكتاتني" في إجابة على سؤال حول ما إذا كان الحزب "الحرية والعدالة" سيدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية أم لا؟: "إن أسس الحزب ستنطلق من مبادئ الشريعة الإسلامية المتوافقة مع المادة الثانية من الدستور، وهذه نقطة تميز لأنه لا توجد أحزاب على أسس من الشريعة الإسلامية، وسيكون حزباً يدعو إلى دولة عصرية حديثة ومدنية، الأمة فيها مصدر السلطات، وبها سيادة قانون وتؤمن بآليات الديمقراطية، والشعب هو من يختار نوابه ورئيسه، ويستطيع أن يحاسبه ويعزله، وتوجد تعددية وتداول سلطة، وكل هذه مبادئ مستقرة فنحن لا ندعو لدولة دينية، بل مدنية ومن حقنا أن نختار المرجعية التي تناسبنا" (جريدة المصري اليوم، العدد (2499) بتاريخ 26/2/2011).
قد يبدو الخطابان مختلفان لا في صورة الخطاب فحسب لكن من دلالة المحتوى، فالأول يحمل دلالات الثقة بالنفس والقدرة على المبادأة والحشد والحسم، بينما يطرح الثاني بعض من قواعد اللعبة السياسية كالمناورة والإيمان بالتعددية وآليات العمل الديمقراطي مع وضع لافتة لا يُختلف حولها: "المرجعية الإسلامية"، مع الأخذ في الاعتبار أن الأول: يتم إعلانه عبر منبر الجماعة أو جريدة "النذير" الذي يحمل اسمها في حد ذاته دلالة معينة.
بينما يطرح الثاني مقولاته من خلال جريدة يمكن حسبانها على التيار الليبرالي، وبينما يحصر الأول هدفه في نصرة الإسلام فحسب يفسح الثاني مجالاً لمرجعيات أخرى كالشيوعية والليبرالية والتي من حقها، طرح مرجعياتها كما ذكر "الكتاتني" نفسه.
إذن لا يعد شعار "الإسلام هو الحل"، الذي تبنته الجماعة عبر السنوات الماضية، قوتها الدافعة على المستوى السياسي لحصد الأصوات، إذ يحتاج الأمر إلى برنامج سياسي متكامل يطرح حلولاً عملية لمشاكل يومية ملحة، ولذا جاءت لافتة "مرجعية إسلامية" مخففة ومعتدلة كسبيل إلى كسب تعاطف وتأييد الجماهير إلى درجة التصريح بأنه لا مانع من أن يتولى مسيحي رئاسة حزب "الحرية والعدالة" الإخواني هكذا صرح المرشد السابق محمد مهدي عاكف" الذي هو نفسه ومنذ سنوات في نقابة الصحفيين طرح خيار استبعاد المرأة والقبطي من الترشح للرئاسة من خلال برنامجه السياسي، لكنه يرد على سؤال بهذا الصدد، فيقول: إن الأمر اختلف بعد ثورة 25 يناير، ولذا فإن برنامج الإخوان سيكون أكثر ملائمة للوضع الحالي وما دام هذا الرئيس القبطي للحزب جاء عن طريق الانتخاب، أو حظي بقبول أعضاء الجمعية العمومية للحزب وسيسير على برنامجه في شتي النواحي فلا يوجد لدينا مانع(جريدة صوت الأمة، العدد (543)، بتاريخ 9/5/2011).
من الجدير بالذكر، أن ثورة 25 يناير(كانون الثاني) طرحت أمام جماعة الإخوان تحدياً كبيراً؛ ووضعت الجماعة ذاتها في مأزق كبير في ما يخص خطابها السياسي، إذ إنها تحاول الفكاك من خطاب سلفي (تقليدي) واحدي إلى خطاب سياسي مستحدث يظهر إيمانه بالتعددية وقبول الآخر في مسألة تولي مقاليد السلطة، لكن هذا التحول لم يتأسس على إدراك واقعي لوجه الاختلاف الحاسم بين الخطاب الدعوي الذي يتم استدعاؤه متي لزم الأمر، والذي يلهب المشاعر ويثير الحماس في النفوس، وقد ينجح نسبياً في التعبئة الجماهيرية اللازمة للوصول إلى السلطة، وبين الخطاب السياسي الذي يجب أن يرسم ملامح واضحة للعمل السياسي للوصول إلى السلطة وفق برنامج محدد يطمح إلى المستقبل عبر حلول عملية لمشكلات مزمنة طالما عانت منها الجماهير التي سئمت دغدغة مشاعرها القومية تارة والدينية تارة أخرى.
وبالموازاة مع خطاب ديني حماسي ديني وملتهب تكشفه التصريحات النارية لـصبحي صالح" وسعد الحسيني، وهما من القيادات الإخوانية تؤيد الجماعة دعوة الإمام الأكبر "شيخ الأزهر" للحوار من أجل صياغة خطاب ديني جديد يعبر عن واقع جديد يتضامن فيه الفقيه مع المثقف والإعلامي والمبدع لإنتاج مادة فكرية وإعلامية صالحة وتؤسس لخطاب عصري ومؤثر يعالج قضايا الوطن، ويؤهل مصر لعبور تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها. ولذا يعلن "د.محمد بديع" المرشد العام للجماعة خلال لقائه بشيخ الأزهر إقرار الجماعة بالأزهر كمرجعية دينية وحيدة للمسلمين واعتبر أن لهم إماماً واحداً فقط وهو شيخ الأزهر.
وهكذا ينتقل الخطاب الدعوي عند الإخوان من صورته التقليدية إلى خطاب الاعتدال أو الصورة الأزهرية للخطاب، لكن يظل محتفظاً بحيز يسمح بحركته بين الخطابين: التقليدي – الجديد، ذهاباً وإياباً وفقاً لمقتضي الحالة السياسية والظروف الاجتماعية الطارئة والمتغيرة.
ميدل ايست أونلاين
هذا التقرير مهم يحتاج لوقفة عميقة ونظرة تبصر وتعقل لكل من يغير على الدين ويريد إن يحكم به أو يتحاكم اليه ، وللأسف اتخذت الحركات الإسلامية – شعار الإسلام هو الحل – ويزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ? وسيلة للوصول لكراسي الحكم فقط ، ومع أن هذه التنظيمات الإسلامية تستطيع بسهولة تنظيم أفرادها وحشدهم وإذكاء الحمية متعجلة للوصول للسلطة بحجة الدفاع عن الدين إلا أنها تفشل في الحكم – لأنها تفتقر إلى التجربة السياسية – فما كل خطيب مسجد يصلح أن يكون سياسي – لأنه يجهل دهاليز السياسة – كما أن التنظيمات والأحزاب الإسلامية لم تضع برامج معالجات حقيقية لمشاكل الإنسان العصري – أو برامج قابلة للتطبيق عندما تتسلم السلطة بالانقلاب أو بصندوق الانتخاب – وهذا يرجع على إلى للتباين بين العلماء في التمسك بحرفية النص وبين آخرين يجنحون للتأويل – والضيق بالخلاف في الرأي – بالإضافة الى ضعف تربية مؤيدي هذه الأحزاب التي لم تقم أساسا على سلوك ووازع أخلاقي وديني منذ الصغر ? وعليه لابد من مراجعة الأسس التربوية التي تستند لقيم الدين الحنيف المتسامح في البيت والمدرسة – فيما يعكف العلماء في مناقشة قضايا الفرد والجماعة والأمة على ضوء المتغيرات – لوضع برامج وحلول واقعية – ومتى ما نضجت هذه الأشياء لدى أغلبية أفراد المجتمع فان الوصول لسدة الحكم سهل ومسموح به عبر صناديق الانتخابات
ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده الصالحين وليس الفاسدين المفسدين
هؤلاء أولاد البنا يفعلون ما يفعلون عن سابق إصرار وترصد ومعرفة بالنتائج
وقدرة على التلون بكل ألوان الطيف السياسي والديني والعزف على كل الأوتار التي
تزيد من حياتهم ولو كان تقسيم وبيع الوطن وصداقة الأعداء للدين والأمة
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً
ومتى كان حلا فى الدنيا…..من زمن ثقيفة بن ساعدة …مرورا بموقعة صفين والجمل حتى عهد الترابى و نافع…..الشعار البليد الاخر هو صالحية الاسلام لكل زمان ومكان……فقط لعب على البسطاء والسذج ….اما الاسلام من حيث هو كدين للتعبد بث الطمانينه فى النفس هو من خيرة اديان…..لكن مجرد خلطه بالسياسيه….لا يقود لا للفتن و الحروب ..ولذ تجد اكثر الناس حرصا على الدين ..وحبا له تمسكا به فى اخلاقهم اليوميه هم من يبعدون الدين من السياسه…ومن يريدون تدمير الدين وخرابه واستخدامه كمطيه لرغباتهم الدنيويه ..هم من يطالبون بطبيقه كشريعه..نافع ..الترابى حتى ملوك بنى اميه…فقط اذهب واقراء كتب السيره النبويه من امهات الكتب ..ليس من اقوال هؤلاء المنحرفين….
الاخ عبدالله النوبى اظنك تقصد اولاد البنا السودانين…لو انا فهمت صاح ان كنت مخطئ فمعذرة لك…و ان كنت تقصد هؤلاء فهم من خيرة الشعب السودانى ناس محترمين ..لم يكن يوما بهم متطرف او مخطرف فقط يهتمون بالعلم والفن والتراث والشعر..عائله كريمه محبه للخير لكل الناس