الرزيقي دا جنَّ ولا شنو؟

للسودانيين كما هو معروف قاموس عجيب للأوصاف يخصهم وحدهم دون سائر الناطقين بالعربية، من عجائب هذا القاموس مثلا اذا أراد أحدهم أن يعبر عن إعجابه بشطارة وفلاحة شخص ما وصفه لك قائلاً (دا ابن كلب)، أما العنقالة فيصفون صاحب المكانة العالية والوظيفة المرموقة بأنه (عب كبير)، الى آخر هذا القاموس الذي تعنينا منه هنا عبارة (الزول دا جنَّ ولا شنو) وفي رواية أخرى يزيدونها ويضيفون اليها (وفقد المحنة)، وهي عبارة يقولونها في حق من يأتي فعلا أو قولا لا يتوقعون صدوره عنه، وكنت كلما لفت نظري فعل أو قول يوقع تحت طائلة هذه العبارة؛ أستحضر حكاية الكلب والغنماية التي انقلبت فيها الآية، والحكاية تقص عن غنماية منزلية كانت كلما شرعت في تناول بقايا الطعام التي يلقي بها السكان في الكوشة المجاورة، تربّص بها أحد الكلاب وهجم عليها فتضطر للهرب من أمامه مفسحة له الكوشة بما فيها، وتبقى بعيداً ترقب بغيظ الكلب وهو يستأثر بمحتويات الكوشة لوحده، ومن المؤكد أنها كانت تلعنه سراً وعلانية بابن الكلب، وذات يوم يبدو أن الغنماية كانت جائعة جداً وكافرة جداً، أوَلا يقولون إن الجوع كافر، ألم يقل سيدنا علي (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه)، وألم يقل شيخنا العبيد ود ريا (مافي دين بدون عجين)، إذن كان لابد للغنماية في ذلك اليوم أن تسكت قرقرة بطنها الخاوية وتطفئ لسعة الجوع الحارقة بأية وسيلة ومهما كلف الثمن، حتى لو طلع لها أسد وليس كلباً، فتوكلت على الحي الدائم واقتحمت الكوشة غير هيّابة أو مبالية هذه المرة، وكالعادة غمغم الكلب وكرَّ عليها ولكنها لم تفر ولم تلقِ له بالاً، غاظته هذه الجرأة فعلا صوته بالهوهوة، ولا جديد، زاد غيظه فحاول أن يكر عليها بقوة حتى تفر كالمعتاد، ولكن خاب ظنه وطاشت كرّته حيث كان هو الذي فرَّ هذه المرة بعد أن حملت عليه الغنماية في كرّة مرتدة وكأنها أسد هصور، ففر الكلب وهو مذعور إلى مسافة كافية تمكنه من الفرار مجدداً إذا عاودت الكرة، ووقف يلتقط أنفاسه ونظر باستغراب ودهشة ناحية الغنماية وأطلق سؤاله الذي سارت بذكره الركبان وصار مثلاً (الغنماية دي جنّت ولاّ شنو).
وقياساً على ذلك كنا كلما لمسنا مرونة وواقعية تجاه الخصوم من غلاة الإنقاذ وصقورها المعروفين بالتشدد والفظاظة، أو العكس حين نلحظ نقداً قوياً لبعض فعايل الإنقاذ وعمايلها من حمائمها، نعلق على هذه (النقلة) بالقول (فلان دا جنَّ ولا شنو)، وقد دخل دائرة تعليقنا هذا مؤخراً الزميل الخلوق الصادق الرزيقي الإسلامي والمؤتمر وطنجي؛ رئيس تحرير “الانتباهة” ورئيس اتحاد الصحافيين، الذي ما فتئ وما انفك منذ تسنمه رئاسة الاتحاد يشكو حال الصحافة البائس التعيس ويكيل بالتقيل لمن أورثوها هذا البؤس بسلاسل القيود والترهيب، فهل جن الرزيقي على غرار المقولة أم أنها أمانة ومسؤولية المنبر الذي يقف على رأسه.
التغيير
وعلى قولك وانت الصادق يا سيد / المكاشفى طبعا ايران والترابى وجماعته المحليين والعالميين اكيد قالوا عن البشير هذا القول : البشير دا جنا ولا شنو ؟
يا أستاذ المكاشفي مع أحترامنا لقلمك الجسور.. ولكن كيف تمر عليك هذه اللعبة .. هؤلاء الأبالسة لا خير فيهم فالرزيقي كما ذكرت هو الرزيقي الإسلامي والمؤتمر وطنجي؛ لن يتغير .. وبعدين سيبك من حكاية الغنماية والكلب دي … فالرزيقي من فصيلة الثعالب وهذا دوره في هذه المرحلة.. فهو هو فلا تطمئن لما يقول الرزيقي.
انت ياود المكاشفى .. فاهم كويس جدا .. لكن عامل فيها رايح .. يعنى تفتكر انو ود الرزيقى بسوى
كدة لية .. ماهذا هو ديدنهم فى كل المجالات .. غايتو قصتك دى .. طبق الاصل لما يجرى حاليا بين
الشعب والحيكومة .. ونترك لك الخيار أن تختار من الذى سوف يمثل دورالحيكومة ومن الذى سوف يمثل
دور الشعب ..وكلك نظر .. بس ماتعمل رايح تانى زى قصة ود الرزيقى !!