دورة الزمان .. ومخاوف الأخوان ..!

إتسعت دائرة تمدد تنظيم الأخوان المسلمين خلال ربع القرن الأخير بعد إنحسار موجة الحكم اليساري في االمعسكر الشرقي وبقية التخوم التي كانت تتبع له فكرياً في منطقة الشرق الأوسط ومن ثم جاء نجاح الثورة الإيرانية فأصبح عاملا مساعداً لتهيئة المناخ الملائم لتحركات الإخوان.. !
فأتت الرياح التي إغتنمها التنظيم في تقوية ذراعه السياسية كمعارضة ومن ثم إستحلاب عطف المجتمعات الإسلامية بالتقرب اليها في لبوس الدعوة ومكر العون الإنساني الذي إتخذوه جسراً للتمكين الإقتصادي للتنظيم والجماعة ،وزحفوا به الى بقية مفاصل الدولة حتى سطوا على السلطة كما حدث في نموذجهم السوداني البغيض الذي كان فاتحة لشهية رصفائهم وتلمظهم لطعم الحكم في بقية دول المنطقة وبتعاون لصيق كان يجمعهم في الخرطوم ..وكانوا يتوافدون للشيخ الترابي من كل صوب وحدب .. فيأتي الشيخ الزنداني من اليمن و الشيخ القرضاوي من قطر والشيخ الغنوشي من تونس وربما الشيخان عباس مدني علي بالحاج وغيرهم من أخوان بلاد السنة .. فجمع أخوان السودان في تناقض مريب بين أولئك و نظام الشيعة الصفوي في إيران !
بيد أن الدائرة التي إتسعت كانتشار النار في الهشيم ، ما بارحت ربع القرن حتى داهمتهم الطامة الكبري التي كانت مفرحة لهم في بداياتها قبل أن ينجلي دخان الربيع العربي الذي وضع ارجلهم فوق سلم السلطة المتهالك في تونس ومن ثم مصر وليبيا ، فأنكشف قبح مخططهم لا في الهيمنة السياسية والتمكين بالفساد وتقطيبة وجههم الإرهابي العبوس فحسب وإنما في سعيهم لإستعداء المجتمعات لا بملاينتها في التعامل بالحسني التي يحض عليها الدين الذي إتخذوه مطية لإذلال تلك المجتمعات ومحاربتها في رزقها وأمنها الذي يعتبر عظم الظهر لاسيما في منطقة الخليج التي يتعايش فيها أجناس من شتى ديانات العالم في سلم إجتماعي متوازن مابين الحقوق والواجبات لايمكن التفريط فيه ..بفتح المجال للإفراط في التطرف والتشدد الذي قد يثير فتناً لن تسمح بها أنظمة المنطقة السياسية التي تجمع في وقار شديد مابين سلطة الدولة ونفوذ العشائر !
لذا فقد جنت براغش الإسلاميين على نفسها وأهلها حينما عوت قريباً من أرجل تلك الأنظمة الثابتة والمسالمة .. !
هاهي قيادات الجماعة تدفع الثمن متمثلاً في إرتمائهم على أحضان بعضهم خوفاً رغم سنوات الفرقة والتناحر والتنابذ، ولعل هذا التقارب الذي نشهده بين المؤتمرين الوطني والشعبي عندنا في السودا ن إلا دليلاً على زيادة الرجفة التي تعتريهم جميعا وهم يسمعون وقع سوط السعودية على ظهر تنظيمهم بحسبانه حسب القرار الآخير تنظيماً أرهابياً مثلما فعلت السلطة الجديدة في مصر و أهتزت قبله أرجل كرسي أردوغان في تركيا الذي أقحم نفسه مندفعاً في صراع محور الشد على زعامة المنطقة على الخط مع ايران من ناخية وضد السعودية من جانب آخر .. !
من هنا شعر أخوان السودان على وجه الخصوص بقرب نهايتهم فوحدهم الخوف مثلما فرقتهم المصالح ..!
[email][email protected][/email]
وهذا مما حدى بأبراهيم السنوسى ( النسخة النجاتيف ) فى الشكل وليس فى المضمون لشيخه ..أقول مما حدى به أن يسرع الخطى لينبرى ويتصدى لللأجراءات الحاسمة التى إتخذتها السعودية فى تضييق دائرة الخناق على هذه المجموعات التى أتخذت من الدين الحنيف سلعة يمكن تسويقها بالوكالة فى كل اركان الدنيا ..الآن فقط سينضب معين تلكم التنظيمات الشيطانية من دول الخليج التى كانت تغدق عليهم بكل أريحية بعد أن إنكشف الستر وأنيط اللثام عن إتخاذهم الأرهاب طريقا سالكا لترسيخ مبادئهم ..فعندهم قتل كل بريئ هو الوسيلة لأرساء دعائم حكوهم والأستيلاء على السلطة بأى وسيلة هو هدفهم الأسمى ..