مقالات وآراء سياسية

النفخ) المُفضي للإنفجار ..!

هيثم الفضل

على ما يرِد من إنتقادات (نزيهة) وعداوات كيدية (مُفبركة) موجَّهة ضِد الحكومة الإنتقالية ، في شتى عموميات وتفاصيل توجُّهاتها الرئيسية وإجراءاتها وتدابيرها الفرعية في كثيرِ من الوقائع والمُناسبات ، أصابنا الكثير من التشويش في إستوثاق  مدى صحة محتوى الإنتقادات والإتهامات وما إذا كان مقصوداً بها التقويم والمصلحة العامة أم تعتريها أغراضٌ أخرى ، فيما أن إحتمالات نسجها كشائعة أو إبتداعهِا ككذبة وتفسيرها بما لا تحتمل من شكليات ومضامين يظل وارداً تحت طائلة الإنتفاع السياسي والمصالح المادية  و(المُنافسات والضغائن) الشخصية.
قبل أيام ضجَّت وسائل التواصل الإجتماعي بالكثير من الإحتجاجات والإنتقادات المُتعلٍّقة بأعداد وكميات الوفود التي سافرت إلى جوبا لحضور توقيع إتفاقية السلام مع الجبهة الثورية ، وللحقيقة فقد ظننتُ لأول وهلة أن الأمر فيه مُبالغة ، أو حتى عدم إستوثاق من المعلومة الخاصة بالعدد الحقيقي للمدعوين من جهات مُختلفة ، خصوصاً وأن بعضها غير حكومي ، كما أن (حُسن الظن) أيضاً قادني إلى الإعتقاد  بأن بعض الذين سافروا لم تتكفَّل لهم الحكومة بمصاريف السفر والإقامة التي كانت في أقل الحدود 48 ساعة في جوبا إن لم تتجاوز ، غير أني وبعد الكثير من الإستقصاءات واللهث من أجل الحصول على معلومات من جهات مُطلٍّعة ، تأكَّد لي أن عدد الذين سافروا وأقاموا على حساب (الدولة والشعب السوداني) في فنادق جوبا الفخمة لم يكونوا أقل من 700 مع إحتمالات وصول العدد إلى الـ 1000 شخص.
ومن باب أن (السفه) والمُبالغة وتجاوز الواجبات والحقوق المُستحقة لحدود المعقولية ، دائماً ما يعمل على تشويه الفضائل والقيَّم النبيلة والمحافل المُقدّسة ، إتضح بما لا يدع مجالاً للشك (صدق) من ينتقدون الحكومة الإنتقالية ويتَّهمونها بأنها تسير في ذات الطريق الذي كانت تسير عليه الإنقاذ البائدة ، فمن أهم مميَّزات العهد البائد قُدرتهُ ومهاراتهُ (الإستثنائية) في صناعة الإحتفالات والمهرجانات الوهمية ، وهو غارق في مُستنقعات المآسي والأزمات ، فمهما كان قدر الحدث الذي إحتضنتهُ جوبا والذي لا يختلف عليه إثنان ، لم يكُن هناك مُبرِّراً واحداً يدفع الحكومة إلى إنهاك ميزانية الدولة بهذا الكم الهائل من المدعوين ، والذين بحسب إطَّلاعاتي على أسمائهم وما نشروه من صور وفيديوهات لا يمُّتون إلى الموضوع بصلة إستثنائية تٌُميِّزهُم عن عامة الشعب السوداني ، والذي كان وقت هذا الإحتفال (يهدِر) كرامتهُ وكبريائهُ وعرقهُ الطاهر في طوابير الوقود والغاز والخبز مُتجَّرِعاً المررارات.
كيف تقنِعون الشعب السوداني الذي بذل التضحيات من أجل السلام والإنعتاق من قبضة الظلم ومواجع الفقر والحاجة ، بأنكم تصنعون السلام من أجل التنمية المٌستدامة وإستجلاب سُبل العيش الكريم للمواطن والبسيط وقد كانت ضربة بدايتكُم في أمر تدشينهِ (تبديد) كُل هذه الأموال التي بحسب تعليقات (الممغوصين) كانت تكفي لبناء مدرسة أو مُستشفى أو حتى ترميم عدد من بيوت الذين فقدوا المأوى بعد فيضانات وخريف هذا العام ، الأعمال ذات الأسماء والعناوين الجليلة والكبيرة لن تُجدي نفعاً للوطن والشعب السوداني إلا عبر توظيف (مضامينها) في خدمة المصلحة العامة وفي مُقدمتها ترشيد وخفض تكلفتها ومُنصرفاتها ، أما (الإفراط) في ( نفخ) شكلياتها من أجل التأثير على الرأي العام (قسراً وبُهتاناً) ، ليس سوى (تضليل) وإشارات لا تقبل الشك في مغبة الإستهوان بالأغلبية الصامتة التي تتابع (تُرَّهاتكم) عن كثب ، و(تستعد) للأدلاء بقولها الفصل فيما تعملون.
هيثم الفضل ( الأربعاء ٧ أكتوبر  ٢٠٢٠ ) <[email protected]>
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..