مقالات وآراء سياسية

وبمعيار “خلوها مستورة” كانت مخرجات مؤتمر المائدة المثلثة

أسامة ضي النعيم

 

المائدة المستديرة صاحبة الاسم و(الشنة والرنة) عقدت في الفترة من 16 – 29 مارس 1965م ، عملت في زمانها علي وضع أسس حل مشكلة جنوب السودان انئذ ، ترأس اللجنة البروفسير النذير دفع الله -عليه رحمة الله- مدير جامعة الخرطوم في يومها ، وضعت في مخرجاتها ضوابط وأسس وسعت الي توفير جو ودي ولقاءات حبية بين القادة السياسيين في الشمال والجنوب ، خرجت منها لجنة الاثني عشر ، مائدة الشيخ الطيب الجد في أغسطس 2022م يصح تسميتها المائدة المثلثة لبعدها عن خصائص تلك المستديرة ، يتربع في زواياها البرهان وعلي كرتي والطيب الجد شيخ الطريقة ، غاب عن رئاستها اساتذة الجامعات وأصحاب الفكر في السودان ، هي اذا تختلف عن المائدة المستديرة حيث لها أركان ممسوكة وتغيب في رئاستها حكمة وحملة الفكر من أهل السودان.

مخرجات المائدة المثلثة لم تذهب في أولي توصياتها لتوحيد الجيوش الثلاثة عشر في السودان ، تلك أولى اهتمامات الشعب السوداني وثواره وكذا العالم الخارجي ، في الداخل لتحقيق الامن بعد أن انفرط عقده وصار نهبا مسلحا وفي ضوء الصباح ، تحمي النهب المسلح هشاشة البنية الامنية اذا أحسنا الظن ، ينظر العالم الخارجي الي الاستقرار الامني للدفع بمساهماته في مجال الاستثمار ودعم ثورة السودان ، تجربة تغول المليشيات علي الامن الداخلي في بعض الانظمة ، يرقبها العالم الخارجي في لبنان وليبيا واليمن وسوريا ، الانهيار المصرفي في لبنان سببه وجود المليشيات المسلحة تعضل الدولة وتغتصب مهامها وتسيرها بارادة نصر الله ، تكرار التجربة في السودان لا تجد التشجيع الداخلي والخارجي.

المائدة المثلثة لم تضع معايير لكيف يحكم السودان ، تكوين جيش قومي واحد ، تحقيق أرضية لجمع الفرقاء والوقوف عاليا كممثل وقائدا قوميا لأمة السودان جميعها، حادت مخرجات المائدة المثلثة عن الخط القومي ، ركزت من غير حياء علي الانتصار للملأ من الاخوان ، توصيات بإعادة ما نهبته العصبة من عتاة التنظيم، حتي في ذلك ظلم علي الضعاف من هتيفة ورجرجة الاخوان وكما يقول المثل (خرجوا من موسم الغنائم بدون حمص) ، الملأ من الاخوان حملوا المنهوبات الي دول مثل تركيا ودبي بينما يعجز ضعاف الاخوان حتي عن السفر بين المدن داخل السودان ويتنقلون بين منازل الايجار .

كان تمليك الاراضي في السودان يراعي حق الاجيال القادمة ، لا تمنح مئات قطع الاراضي لشخص واحد ، لتوزيع ومنح الاراضي معايير ولجان فحص تضم الرسميين وكذا المشايخ والعمد ، جامعة الخرطوم وأراضيها يتجاوز عمرها المائة عام وتعد ارث تأريخي ، لا تسام أراضيها وأملاكها في السوق مهما علت القيمة المقدمة لأنه ببساطة تمثل تأريخ الامة السودانية ، في عهدالاخوان تملك بعض النافذين أراضي تخص جامعة الخرطوم ، غفل مؤتمر المائدة المثلثة عن افراد فقرة في مخرجاته لمعالجة التغول علي تأريخ وارث أمة السودان  تحمله جامعة الخرطوم ، جاءت التوصية بمراجعة قرارات لجنة ازالة التمكين أي ضمنيا اعادة المسروقات من الاراضي التاريخية لمن أغتصبها ، لم يسمع العالم وحتى في دول الخليج بامتلاك أفراد أو قبيلة في دولة ما لثروات باطن الارض ، في السودان تملك مليشيات وشركات الامن مناجم الذهب وما خفى من المعادن ، تسكت المائدة المثلثة في مخرجاتها عن  التوصية بمراجعة ثروات باطن الارض وحيازتها.

مخرجات المائدة المثلثة في مرحلة التوصيات ، اذا ارتفعت همة البرهان ليصبح قائدا لامة السودان فليعجل بحفظ تلك التشوهات ، يعمد الي تمليك أهل الحكمة والرأى أمر المبادرات القومية ، يتفرغ شيوخ الطرق الصوفية لتشجيع الحيران علي الزراعة واطعام الفقراء من طلاب الخلاوي والمجاعة تطرق الابواب ، رعاية الطلاب من الشيوخ المتنمرين وإبعاد الشاذين منهم بعيدا عن الاطفال . علي كرتي وبعض من دفعوا بأموال شعب السودان الي البنوك التركية ، عليهم مراجعة كسبهم خلال فترة الانقاذ ، تقييم تجربة الحكم تحت شعار الدعوة للإسلام بذريعة الجهاد وما نتج عنه دولة مسيحية كانت من مفاخر هيلدا جونسون التي أكلت عقل شيخهم علي عثمان وانتصرت للعالم المسيحي بفصل الجنوب.

المائدة المثلثة ومن يقف عند زواياها الثلاث هي من بين فقه التقية ومعيار”خلوها مستورة”.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

 

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..