أخبار السياسة الدولية

المشهد الإثيوبي يتعقد.. مدنيون يحملون السلاح وينخرطون في القتال

ساعة بساعة يتابع العالم تطور الأوضاع المتوترة في إثيوبيا، البلد الذي يعيش صراعا مسلحا منذ أشهر عدة، فيما تتبادل قوات الحكومة وقوات المتمردين من جبهة تحرير تيغراي، السيطرة على مدن وقرى على طول خط الصراع.

ومؤخرا، انضم آلاف المدنيين من الرجال والنساء إلى قوات الطرفين المتحاربين، مع اقتراب متمردي جبهة التحرير من مشارف العاصمة، مما أثار مخاوف من تحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة.

وقالت صحيفة وال ستريت جورنال إن آلاف المعلمين وأصحاب المتاجر والطلاب والجنود السابقين انضموا إلى الجيش الإثيوبي، فيما انضم آلاف المدنيين الآخرين إلى قوات المتمردين.

بطلا الأولمبيات إثيوبيان، العداء هايلي جبرسيلاسي، وزميلته فييسا ليليسا، عبرا عن دعمهما لرئيس الوزراء، آبي أحمد، الذي يقود الصراع، والذي دعا مواطني بلاده إلى “الالتفاف حول القوات المسلحة الحكومية”.

ويظهر أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام، في وسائل الإعلام مؤخرا وهو يرتدي الملابس العسكرية من الخطوط الأمامية للقتال.

وعلى الخط الآخر من الجبهة، تقول الصحيفة إن “مؤيدي جبهة تحرير تيغراي انضموا إلى القتال بعد أن اجتاحت القوات الحكومية مناطقهم في وقت سابق من هذا العام”.

ويثير دخول المدنيين في الصراع مخاوف من صعوبة السيطرة على الميليشيات غير المدربة، والتي ينقصها الانضباط غالبا وتتمتع بـ”الحماسة” مما قد يؤجج الصراع العرقي.

ويهدد اندلاع صراع شامل بتكرار الاضطرابات التي أصابت البلاد في الثمانينيات.

وحذرت الامم المتحدة من ان القتال المستمر منذ عام تسبب بالفعل بنزوح ملايين الأشخاص من منازلهم حيث يعيش 400 ألف شخص في ظروف تشبه المجاعة.

ونقلت الصحيفة عن، إدوارد هوبي، وقال إدوارد هوبي-همشر، محلل شؤون أفريقيا في شركة قوله إن “عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين المقاتلين والمدنيين يزيد من خطر انتهاكات حقوق الإنسان وصعوبة محاسبة الجناة”.

وأضاف أن “حقيقة كون هذا يحدث في بلد له انقسامات عرقية عميقة هو أمر مشؤوم بشكل خاص”.

انتهاكات من الطرفين

وتزداد المخاوف بين المحللين من حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان، وهي مخاوف مستندة إلى تاريخ من الانتهاكات في المعارك بين الجانبين.

وقالت جبهة تحرير تيغراي إن بعض مؤيديها تعرضوا إلى “التعذيب والاعتداء الجنسي والقتل على أيدي القوات الإثيوبية وحلفائها الإريتريين”.

وتقول منظمات حقوقية إن هذه الادعاءات صحيحة.

وفي المقابل، تتهم جبهة التحرير بالقيام بانتهاكات مماثلة.

وقالت هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها الجمعة، إن المتمردين نفذوا عشرات الإعدامات.

وأضافت المنظمة أن المقاتلين “أعدموا بإجراءات موجزة 49 شخصا فى قرية تشينا وبلدة كوبو في منطقة أمهرة الشمالية خلال الفترة من 31 اغسطس الى 9 سبتمبر”.

وفى تشينا، قتل متمردو تيغراي على مدى خمسة أيام 26 مدنيا في 15 مناسبة منفصلة قبل مغادرتهم القرية يوم 4 سبتمبر، وفقا للتقرير، ومن بين القتلى مزارعون ومسنون ومزارعون رفضوا ذبح ماشيتهم لإطعام المقاتلين.

وفى كوبو أعدم المتمردون 23 شخصا من بينهم مزارعون عائدون إلى منازلهم.

ويحارب الآن جنود سابقون، خدموا فيما مضى في الجيش ذاته ضد بعضهم البعض.

ونقلت وال ستريت جورنال عن ضابط إثيوبي سابق عاد إلى الخدمة قوله إنه “متحمس” لمقاتلة العصابات.

فيما انضم جندي سابق من تيغراي إلى قوات المتمردين.

ويحمل رفاق السلاح القدامى هؤلاء السلاح ضد بعضهم البعض الآن.

وشنت قوات الجبهة، مدعومة بالميليشيات، الشهر الماضي غارة على بلدة ديبري سينا الاستراتيجية، على بعد 180 كيلومترا تقريبا من أديس أبابا، مما أدى إلى تراجع القوات الحكومية.

ويقول قادة المتمردين إن تقدمهم في ساحة المعركة يأتي من مزيج من المجندين الجدد والتدريب المتفوق من القادة ذوي الخبرة الذين كانوا، حتى وقت قريب نسبيا، يضطلعون بأدوار عليا في القوات المسلحة الإثيوبية.

وفي الجانب المقابل ساعد المتطوعون القوات الإثيوبية في طرد المتمردين من بلدات إستراتيجية، محققين بعض المكاسب لقوات الحكومة المتعثرة في الفترة الأخيرة.

نهاية غير واضحة

وفيما تتعثر الجهود الدولية لإنهاء الصراع، وتزداد المعارك على الأرض وطأة، يتبادل جانبا المعركة السيطرة على مدن وقرى رئيسية.

وقال شهود عيان لرويترز، الأحد، إن قوات تيغراي المتمردة استعادت السيطرة على بلدة لاليبيلا الإثيوبية بعد أقل من أسبوعين من سيطرة الجيش وحلفائه عليها.

ولاليبيلا هي مدينة في منطقة أمهرة على الحدود مع المنطقة الشمالية من تيغراي وتشتهر بكنائسها المنحوتة من كتل صخرية واحدة وتم تصنيفها كموقع للتراث العالمي للأمم المتحدة.

وأدى الصراع المستمر منذ عام بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تيغراي إلى مقتل آلاف المدنيين، وإجبار الملايين على الفرار من ديارهم، وجعل أكثر من 9 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية.

وفيما يستمر الصراع، بدون أمل في انخراط جانبيه في حوار، يهدد انخراط المدنيين فيه بالتوسع ويعقد التوصل إلى حلول.

الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..