قصة تشبه قصة

قصة تشبه قصة
كمال كرار
حكاية تشكيل المؤتمر الوطني للجنة مهمتها محاسبة الفاسدين تشبه قصة من قصص كليلة ودمنة أو الأساطير اليونانية .
يحكي أن الأسد عاث في الغابة فساداً ، فإن أراد القرد التسكع قرب النهر مع خطيبته القردة لابد أن يأتي بأرنب سمين مدوعل لزوم فتح شهية الأسد . أما إذا أراد ? الغزال ? أن ينام تحت ظل شجرة ظليلة بعد يوم مضني فعليه أن يبحث عن أي أبو قدح أو حمل من أجل ? فكة ريق ? الأسد .
وإذا احتاج أي حيوان لأي شئ في غابة الأسد فمطلوب منه دفع المعلوم علي شكل ? كراع ? أو سمكة أو ما شابه
ليس هذا فحسب بل كان الأسد قد سمع نصيحة النمر في الإنتخابات الأخيرة لاختيار رئيس جمهورية الغابة فانطلقت دعايته قبل شهر بلافتات مضيئة كتب عليها ? انتخبوا القوي الأمين ? .
ومن ثم تشكلت مفوضية الانتخابات من سدنة الأسد علي شاكلة الضبعة والكديس والأرنب .
جاء في قانون المفوضية أن الترشيح يقتصر فقط علي من يسكن في بيت يسمي العرين ، ويحظر علي كل من ليس له ? لبدة ? الترشح ، واختير عرين الأسد مقراً للمفوضية .
بالطبع لم تنطبق هذه الشروط إلا علي الأسد واللبوة التي تنازلت عن الترشيح قبل فتح بابه .
أصبح الأسد فائزاً بالتزكية بعد أن رفضت المفوضية طلب ترشيح الفهد بحجة عدم مطابقة المواصفات
ومن بعد الانتخابات ? المضروبة ? جاءت انتخابات مجلس ? الشعب ? وصفته برلمان الغابة والمكون من ثلاث مقاعد فاز بها سدنة الأسد وهم النمر والضبعة والكديس ..
وكان آخرون قد ترشحوا ضد السدنة ، إلا أن بلطجية الأسد تمكنوا من ? خج ? الصناديق وعليه اكتسح حزب الأسد الانتخابات دون ? شوشرة ? .
وحالما دانت السلطة للأسد منح اللبوة الميدان الوحيد بالغابة والذي كان مخصصاً للاحتفالات ، فسورته وخصخصته وطلبت من أي حيوان دفع جزية مقابل الرقص في ميدان الست اللبوة .
كما منح شبله الكبير ضفتي النهر الوحيد بالغابة فصار الدخول للنهر للصيد أو الحمام مقابل رسوم وضرائب يتحصلها سدنة صغار .
لما انتشر فساد الأسد وعائلته ، أراد النمر أن يحسن من صورة النظام الفاسد فاقترح علي رأس النظام أن يشكل مفوضية للفساد من أجل راحة العباد .
وهمس في أذن الأسد ? لا تخف فهي علي وزن مفوضية الانتخابات ? ، وأعلن في إذاعة الغابة عن تكوين مفوضية الفساد برئاسة النمر .
أول شكوي للمفوضية كانت من الغزال ، التي طعنت في منح الميدان لزوجة الأسد دون وجه حق . فاحتفلت المفوضية مع الأسد في نهاية ذلك اليوم بزواج الشبل ، حيث كان العشاء من لحم الغزال الشهي .
الميدان