وستمد الركشة لسانها لـ?أبو شنب? في كل مكان..!!

قرارات تنظيم المدن وإزالة المخالفات القانونية هي في توجهاتها العامة قرارات بناء وتنمية وتطوير وبالتالي فالغاية منها من الممكن أن تكون غاية سامية.
لكن وبسبب التسرع والانفعال وعدم التخطيط السليم تفشل مثل تلك القرارات بل تتحول في الكثير من الأحيان إلى قرارات هدم للاستقرار الاجتماعي وتعطيل للحراك الاقتصادي وليست قرارات بناء.
سوء التخطيط وسوء التقدير يجعل الكثير من محاولات التنظيم والتطوير تفشل وتموت في مهدها لأنها لم تكن تراعي ضرورة التدرج والمعالجات العلمية لآثارها وأبعادها الاجتماعية وأضرارها على حياة الناس ومعيشتهم.
قرار مثل قرار منع مرور الـتكتوك وعربات الكارو في شوارع رئيسة بمحلية الخرطوم ومنع بيع المواشي في الطرقات الرئيسة والساحات، وإيقاف البيع المتجول بالتقاطعات المرورية، وافتراش المأكولات والبضائع على الأرض بالأسواق وغيرها من تلك القرارات التي أعلن عنها معتمد الخرطوم أول أمس مثل قرار إزالة الهياكل الحديدية من الشوارع والسياجات حول المنازل والمحلات التجارية وإلزام جميع أصحاب قطع الأراضي الخالية بتسويرها.. وغيرها من حزمة الإجراءات الأخرى.. هي في توجهها العام قرارات صحيحة ومطلوبة لتغيير وجه العاصمة لكن مثل تلك الإجراءات كي تحقق الغاية منها كانت تتطلب اتخاذها ليس على مستوى محلية الخرطوم أو بواسطة معتمد بل تكون شاملة لكل المحليات في ولاية الخرطوم ويتم اتخاذها على مستوى قيادة الولاية..
وذلك لعدة أسباب أهمها إجراء التخطيط السليم لها ولآثارها والذي يهتم بتجنب الأضرار الاجتماعية لهذه المعالجات بجانب التخطيط الشامل لواجهة جديدة للولاية يستصحب هذا التخطيط تنظيم وتأهيل هذه الطرق المنهارة من الأساس قبل التفكير في تجميل شكل الوجود البشري في تلك الشوارع من باعة متجولين أو غير ذلك.
وفي ما يخص إزالة الأنقاض والهياكل والسياجات من أمام المنازل والمحلات التجارية يجب أن يهتم صاحب قرار التنظيم والتجميل هذا ـ والذي من المفترض أن يكون هو والي الخرطوم ـ يهتم بمعالجة نظام نقل النفايات في ولايته أولاً فهو أمر سابق وأهم وأولى من ازالة السياجات والهياكل الحديدية.
وحين يتحدث المسؤول عن تنظيم حركة الركشات والذي يعني تضييق على وجود وحجم هذه المركبات التي تملا العاصمة فعليه أن يوفر وسائل المواصلات البديلة بشكل كافٍ أولاً..
بعدها يمكن أن نعتبر مثل تلك الإجراءات وغيرها هي إجراءات شاملة وصحيحة وجادة وبناءة تحقق هدفاً متفقاً على أهميته.. أما أن يترك الوالي الأمر للمعتمدين ليقوموا باجتهادات فردية ضعيفة المناعة وعديمة الجدوى ويتركهم يتنافسون على تاليف القصائد كما التلاميذ في مسابقات المدارس فإن ذلك لا يعدو كونه تضييعاً لوقت البلاد ولا ينتج عنه في نهاية المطاف إلا باباً أو أبواباً جديدة للجبايات والفساد المصاحب لعمليات تنفيذ مثل هذه الإجراءات العشوائية ثم بعد كل ذلك تعود المحلية بعد حين وتتراجع عن كل هذه الإجراءات بعد أن تصطدم بعراقيل عملية في تنفيذ هذه القرارات غير المدروسة وغير المخطط لها بشكل علمي، كما يحدث في كل مرة من مرات التجريب الممل هذا.
فالركشات مثلاً وبرغم الحملات والقرارات الصادرة في فترات مختلفة لتخفيف مخاطرها والتي وصلت في وقت من الأوقات درجة وقف ترخيصها وربما استيرادها عادت تتسيد الطرق وتتقدم قائمة المواصلات الشعبية بل دخل التكتوك كتطوير جيني جديد لهذا الكائن الذي يسمى ركشة.. وستبقى هذه الركشة وتمد لسانها لمثل قراركم هذا يا سيد أبو شنب.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..