رصاصة إسحق في مخيلته وليس في جيبه

*هناك شخصيات لايمكن النظر إليها إلا من خلال الجماعة التي ينتمي إليها?خاصة عندما ينصب نفسه مدافعاً عنها حتى عندما تحيد عن الطريق الذي إنتمى إليها من أجله? من هذه الشخصيات المثيرة للجدل الكاتب الصحفي إسحق أحمد فضل الله.
*هذا الكلام بمناسبة الحوار “فوق العادة” الذي أجراه معه ضياء الدين بلال في قناة الشروق وقال في مقدمته انه يخوض هذا الحوار باحذية المطر وبواق من الرصاص? وخرج منه بإفادات مهمة تستحق إعادة القراءة لأنها لاتعبر عن شخصه وإنما عن تيار موجود في الساحة السودانية.
*لن أتوقف كثيراً عند ارائه ومواقفه المعروفة التي ينشرها على الملأ ومن حقه الدفاع عنها والتبشير لها? لكن لابد من التوقف عند حالة الحدة المزاجية التي نسبها للنظام وللعالم الذي تخلى عن المنطق في رأيه.
*من حقه أيضاً أن يحب أسامة بن لادن لانه في رأيه “رجل واحد دوخ الغرب كله .. كتر خيره” وأن يصرح بأن مزاجه الحاد إستمده من”ساحات الفداء” ? وأنه سعى للعيش في أفغانستان وأنه حارب في جنوب السودان” كايس حورية في الجنة” وأن يعتبر “الحب في حياته مثل المرض.. مذلة” وأن “المرأة أستغلت لتدمير العالم” !!.
*المشكلة أن إسحق أصبح مسكوناً بالهواجس والمؤامرات التي يؤلفها ثم يصدقها حتى على نفسه? لذلك يحمل مسدسه في جيبه لأن ” هناك جهة خارجية تستعين بجهة داخلية تستهدفه”? .. هذا الكلام ذكرني بموقف شهدته ضمن الوفد الصحفي الذي زار إرتريا بدعوة من سفير السودان هناك ماجد يوسف لحضور إحتفالاتها بعيدهم الوطني.
*فاجأنا إسحق أحمد فضل الله الذي لم يستمتع معنا – الدكتور عبد اللطيف البوني ومحمد لطيف وراشد عبد الرحيم والطاهر حسن التوم وشخصي – ببرنامج الاحتفالات الشعبية في الهواء الطلق? بل حبس نفسه في غرفته بالفندق وقال أنه لم يستطع النوم ولابد من إعادته للخرطوم? وعندما أستجيب لطلبه وعاد للخرطوم أول ما كتبه كان عن هواجسه من التامر الإريتري ضد السودان!!.
*لابد من القول هنا أن سفير السودان في أريتريا ماجد يوسف كان قد نظم للوفد الصحفي السوداني لقاءً مع الرئيس الأريتري أسياس أفورقي اللصيق الصلة بالسودان وبقيادة الإنقاذ التي ساندته منذ سنوات سطوة الشيخ الدكتور حسن الترابي رغم خلافها العقدي والسياسي مع “الجبهة الشعبية” الإريترية التي كانت محسوبة على اليسار.
*شهد الوفد الصحفي السوداني النقد الصريح الذي وجهته للرئيس الأريتري أسياس أفورقي دون ان أحس بهذه الهواجس والمخاوف التي تجعل إسحق فضل الله يحمل رصاصته في مخيلته وليس في جيبه.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..