أولويات

عاود مرض الملاريا الظهور مجددًا، الملاريا التي لم تفارق أجساد الكثير من السودانيين قبل عامين، عادت بقوة واعترفت وزارة الصحة بتراجع دعم مشروعات مكافحة الملاريا خلال السنوات الماضية وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدل الإصابة، 2016 قالت وزارة الصحة إنها تسلمت أكثر من 30 مليون دولار، من الصندوق العالمي لمكافحة الملاريا والإيدز والدرن.

خلال ذات الفترة كشف تقريرٌ نصف سنويٍّ صادر من وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن إصابة أكثر من 63 ألف شخصًا بالملاريا خلال نصف العام 2015م، في التقرير إقرار بزيادة معدل الإصابة بالملاريا عن العام السابق. مجلس الوزراء ناقش تقارير الملاريا، واعتبر أن المرض لا يزال المشكلة الصحية الأولى بالبلاد، وتقديرات منظمة الصحة العالمية أشارت في وقت سابق ليس بعيد إلى أن 75% من سكان السودان معرضون للإصابة بالملاريا.

ارتفعت معدلات الإصابة بالملاريا خلال الفترة الأخيرة بشكل لافت، ويبدو أن ذلك العهد الذي سادت فيه الملاريا ودخلت كل البيوت ولا يكاد يخلو بيت من مريض بالملاريا، تلك الأيام يبدو أنها قريبة من العودة، 75% من السكان معرضون للإصابة بالملاريا، كان ذلك قبل ثلاث سنوات وذات الملامح تتفشى الآن فهل زادت هذه النسبة أو تناقصت.

السودان تذيَّل قوائم العالم في انتشار الأمراض (إيدز، سرطان، سوء تغذية ثم عودة الملاريا الفتاكة وحالات كوليرا)..

ظل القطاع الصحي طيلة سنوات البشير يتذيل ميزانية الدولة مع قطاع التعليم وهذا نتيجته لا تحتاج سرد واستعراض الأدلة والبينات. الصحة والتعليم يعكسان تقدم أو تضعضع الأمم وهما يمثلان مؤشرين حقيقيين، إذا صحت فإن الشعوب في الطريق الصحيح وإن أصبحت في آخر قائمة الاهتمامات فالحال كما هو، القطاع الصحي في السودان لم يتبقَّ له من التردي شيء، وما لحق به كحال كل القطاعات، إلا أن الصحة وضعها المرتبط بأرواح الناس ينبغي أن يجعلها في قائمة الأولويات.

الانهيار المشهود في هذا القطاع وكذلك التعليم وخدمات المياه والكهرباء ينبغي أن تفرض حكومات ما بعد الثورة، ثورة داخل موازنة الدولة، تجعل الصحة في أول قائمة الأولويات حتى نتخلص من أمراض الملاريا والكوليرا وسوء التغذية.

لا معلومة حول الدعم الذي يتوفر من الخارج لمثل هذه البرامج، لكن نحتاج على وجه السرعة أن لا نلتفت إليه كثيرًا، نحتاج الانتقال سريعًا إلى إيلاء هذا القطاع الاهتمام الذي يستحقه الإنسان.

التيار