مقالات وآراء سياسية

خواطر تاريخية حول الهوية

أكرم إبراهيم البكري

ظللنا ومنذ وقت بعيد نعيد النظر كره كل حين حال وجودنا نحن كسودانيين قمنا من غفوتنا ننظر الى ماضينا باحتقار نتبرأ من لون بشرتنا ونقحم أنفسنا غصباً واقتدار في رحم ثقافة اخري ارهقتنا وارهقنها لتقبل وجودنا من ضمن عناصرها على مضض وهى التي تحط من قدر أصحاب البشرة السوداء وتعتبرهم عبيدا وترى في اللون الأسود رمزا للتشاؤم في الطيور والدواب والبشر ومرادفا للبؤس والشقاء وعلامة على دونية الحسب ووضاعة النسب وانحطاط المكانة بل والنجاسة أيضا بحسب الحديث الذي يقول بأن المرأة والحمار والكلب الأسود يبطلون الصلاة إن مروا من أمام المصلي هكذا كانت الثقافة العربية تتحدث .ونحن نرتمي في احضانها وهى تعاف من وجودنا الشاذ والغريب فيها .
نخفي حقيقتنا الشاخصة امامنا ونحاول بقدر الإمكان تجاهل ماضينا وتاريخنا ونستدعي روح اجدادنا فقط من باب التباهي وليس الإحساس (ترهاقا … بعانخي … الخ)
الامر الذي جعلنا مسخرة الشعوب الزنجية والافريقية وهم ينتظرون منا الكثير فنسلهم ينحدر منا واجدادهم منذ حضارة وادي النيل الاولي هم اجدادنا الذين خضع العالم لنا يوما نتنكر لهويتنا يقول شيخ انتا ديوب (من الضروري ان يعكف الافارقة على دراسة تاريخهم وحضارتهم لكي يتعرفوا على أنفسهم على نحو أفضل ويتواصلوا خلال الدراية بماضيهم)
من نحن …؟
وما هي حقيقتنا ……؟
وما تـــــــــــــــــــاريخنا …؟
لماذا تم بتر حاضرنا عن ماضينا … شعب السودان مسيرة الحرمان والتوهان في صحراء قاحلة وجرداء.
لماذا لم يخبروننا بان حضارة وادي النيل كانت لنا منذ ما قبل التاريخ وكيف تم تزوير هذا التاريخ…والحاقنا كاتباع بالأخرين.
لماذا لم نخبر أنفسنا كيف تم تدمير حضارة الأجداد ودكها دكاً بسوبا عاصمة مملكة علوه حتى أصبحت مضرب المثل لنا …؟
كيف كانت حضارة تلك الممالك المسيحية التي ضربها الوافد البربري الرحال من بلد الى اخر بالاتحاد مع عرق زنجي اخر كيف كانت تلك الحضارة وشكل العمران …؟
وما هى اللغة التي كانت سائدة وما هو النمط الاجتماعي وكيف تم تدبير مكيدة بواسطة إحدى النساء التي تدعي عجوبه والتي استخدمت في لفظ الكيد والدسائس (عجوبه الخربت سوبا) وهنا تستحضرني مسرحية الرائع خالد ابوالروس في تجسيد تلك الشخصية
مملكة علوه وعاصمتها سوبا، مملكة ونوباتيا وعاصمتها فرس مملكة المقرة وعاصمتها دنقلا العجوز تاريخ الممالك المسيحية في السودان حضارة عمرها الالف السنين وأي توثيق لتلك الممالك الثلاث التي ظهرت بعد سقوط مملكة مروي فقد كانت مملكة المقرة وتشمل كل جنوب مصر الحالي وشمال السودان حتى الحدود مع مملكة علوه، بعد ان ضمت اليها مملكة نوباتيا التي كانت حدودها من شمال اسوان الحالية في وقت لاحق
يقول التاريخ ان بداية انحطاط الحضارة النيلية بدأت بعد الصراع بين الوافدين القادمين من اسيا وشمال افريقيا وبدو العرب على مصر السفلي (مصر السفلي هي المنطقة الشمالية من مصر الحالية وتشمل مدن إقليم دلتا النيل والتي تبدأ من منطقة العياط ودهشور، وجنوب القاهرة ومدن مصر المطلة على البحر الأبيض المتوسط وهذه للعلم هي حدود مصر الحالية (بلد الملونين) حتى حكم محمد على باشا، وبعد هجمات المقدونيين والفرس والرومان والهكسوس انحدر بعض السكان الأصليين جنوبا.
اما مصر العليا فهي ارض (الاقواس مملكة تاسيتي) وتبدأ من جنوب القاهرة الى شمال الخرطوم.
لقد شهد عصر ما قبل التاريخ وجود مملكتان رئيسيتان تمتدّان على نهر النِّيل الى ان تم توحيد القطر في مملكة واحدة على يد الملك مينا (نارمر) تحت حُكم واحد، وحاكم واحد يتولى شؤونهما، وكان هذا إيذاناً لبداية حضارة وادي النيل القديمة
الصورة ألمصاحبة للمقال هي للملك نـــــــــــــــــــارمر مينا موحد مصر العليا والسفلي عزيزي القاري انظر الى تلك التفاصيل الى الانف الافطس والجبهة العريضة والاذن الكبيرة والفم المكتظ واعد النظر مرة اخري فروح الأجداد تحلق بنا من كل صوب والعار يضرب عميقاً يلتحف خذلان الاسلاف لأجدادهم والتنكر لهم
يقول شيخ ديوب في كتابه الأصول الزنجية للحضارة المصرية ونقل حديثة هنا ليس بتجرد
( من الضروري ان يعرف أي شعب تاريخه وأن يحافظ على ثقافته القومية ولا يعني ذلك ان يختلق جمل وتفاصيلا تاريخيا اجمل من تاريخ الشعوب الأخرى كي يتخدر الشعب معنوياً ، ولكن ننطلق من تلك الفكرة البديهية الا وهى ان لكل شعب تاريخاً ، فمما لا غني عنه لشعب ما لكي يواجه تطوره ان يكون على درأيه بأصوله أيا كانت ولو تصادف ان كان تاريخنا اجمل مما نتوقع فلن يكون ذلك سوي تفاصيل مفرحة ) هكذا تكلم شيخ ديوب ونضيف عليه ان تلك التفاصيل المفرحة هي التي تحدد توجه تطورنا بعد معرفه حقيقتنا باننا اول حضارة على وجه هذه البسيطة ومن سبط تلك الحضارة التي خلقها الانسان الأسود فقد كانت افريقيا الام نواه العالم لذلك يجب ان لا نشعر بالحرج بالانتماء للعرق الزنجي .
وهو تاريخنا بكل مرارته واحزانه فالعام 1504 م ميلادية هو البداية الحقيقية للوجود العربي داخل الأراضي السودانية وبداية النكسة بالانتماء لثقافة الاعراب المترهلة.
لماذا حدثونا وأخبرونا بان وجود العرب كان مع عبدالله بن ابى السرح فقد ذكرت بعض المراجع بعد دخول العرب الى ارض مصر السفلي فقد تعاقب قبل العرب عليها الفرس في عام 525 ق م وجاء من بعدهم المقدونيين بقيادة الاسكندر وخلفهم الرومان بقيادة يوليوس قيصر سنه 50 ق. م ودخل بعدهم العرب في القرن السابع الميلادي ثم كان الاتراك في القرن السادس عشر الميلادي ثم اتى الفرنسيون بقيادة نابليون ثم الانجليز البريطانيين لذلك من المعقول ان نقول ان العرق المصري الموجود اليوم ما هو الا نتاج خليط لتلك الدماء الغازية وعند قدوم العرب الى مصر كانت تحت سيطرة الرومان، لم يدخل العرب الى السودان والذي كان معروفا من اسوان والى الجنوب فهم أصحاب البشرة السوداء لم يأتي الاعراب الى السودان بتلك الطريقة التي اخبرونا بها فلم يكن لوجودهم اصل الا في جماعات صغيرة وفشلت كل الحروب التي دارت بين (سود البشرة) وهم شعب مملكة نوباتيا المسيحية التي اشرنا اليها في بداية المقال لم يتوغل العرب الى الجنوب  فقد صدهم النوبيين على حدود اسوان ووقعوا اتفاق سلام سنة 651 ميلادية واصر النوبيين على كتابة هدنة بلغة غير العربية فالبقط تعنى ( اتفاقية ) باللغة النوبية وبعض المصادر اشارت الى انها باللغة اللاتينية او اليونانية ولكنها لم تكن باللغة العربية  قلى رعاك الله كيف يتم كتابه اتفاق سلام بلغة غير لغة المنتصر  لم يذكروا لنا في هذه الاتفاقية الا بند تسليم 360 عبدا وقد ذكر ان الهدنة قامت على ان تمدهم بعدد من الرقيق أي عدة رؤوس من السبي معلومة من ما يسبى هذا النوبة من الممالك المجاور للمسلمين –من غيرهم من ممالك السودان
فالاتفاق بين العرب وشعب النوبة المسيحي لم يكن بعد حرب ولم يحاصر عبد الله بن السرح عاصمة مملكة المقرة ولم تطأ اقدام العرب أراضي النوبة بعد حرب مفصلية بها منتصر ومهزوم ولكن كانت اتفاق يغلب عليه الناحية النفعية الاقتصادية للجانين وتسوده ملامح التسامح الديني وقد اجبر العرب والمسلمين الى تلك الهدنة بعد حروب امتدت الى سنوات
ففي حربهم تلك قال أحدهم فيما قال عندما راي ضراوة النوبة دعوهم والله ان باسهم شديد ومغنهم قليل فقد اذاق النوبة الزنوج شعب نوباتيا سليل مملكة مروي العرب الباس بالنبال وما تسمية رماة الحدق ببعيد فقد اجمعت كل الروايات على أن الاتفاق الذي تم بين ابن أبي سرح والنوبة عبارة عن هدنة أمان  فقد جاءت بنود النقطة الأولى في هذه الهدنة (إن عبد الله صالحهم على هدنة بينهم، على أنهم لا يغزونهم، ولا يغزوا النوبة المسلمين إنما الصلح بيننا وبين النوبة على أن لا نقاتلهم ولا يقاتلوننا)
اما البند الثاني فقد كان كما ذكرت كل المصادر – أن يقدم المسلمون مؤن غذائية مقابل الرقيق. وأتت الاختلافات فقط في عدد الرقيق وتفاصيل المؤن الغذائية.
ومن خلال ما ورد في كثير من المصادر الإسلامية نفسها نستطيع ان ناكد عدم وقوع معركة فاصلة بين جيوش المسلمين والنوبة عام 31هـو لم تتوغل جيوش المسلمين في أرض النوبة، بل كانت الحرب سجالاً بين الطرفين لم يرد أن المسلمين هاجموا أو احتلوا أي مدينة نوبية
فالمعارك كانت متواصلة بين النوبة والعرب على حدود مصر جنوباً  شمال اسوان الحالية وفي تلك الفترة كان يساكن مصر شعب الملونين الذي وقع  تحت الحكم الروماني وسمي سكانها بالأقباط الى ان جاء عمر بن العاص بعد ان اقنع عمر بن الخطاب بعد حرب الروم في سوريا بضرورة التوجه الى مصر   وبعد دخول العرب المسلمين الى ارض الاقباط مصر السفلي كانت الحروب والغارات متواصلة  بين الجانبين  الى  ان ابن أبي سرح انهي معهم تلك الحروب بقبول هدنة بين الطرفين التزم فيها النوبة بتقديم الرقيق للمسلمين، والتزم فيها المسلمون بتقديم المؤن للنوبة. هذا هو فقط اتفاق عبد الله بن أبي سرح مع النوبة مملكة نوباتيا التي كانت في جنوب مصر الحالية (الا انها اتحدت مع مملكة المقرة وانتقل العاصمة الى دنقلا العجوز ى فترة لاحقة بسبب الخطر الإسلامي المتلاحق وتضارب المصالح السياسية بعد الخلافة الراشدة وتكون ما يعرف بخلافة البيوت الاموية والعباسية)
لم يكن للعرب أي وجود حقيقي بالمعني في أراضي النوبة ولم يدخل النوبة والزنوج الإسلام لسماحة التاجر العربي وانما لانهم كانوا أصحاب حضارة وفكر وعلم تقتضي البحث عن حقيقة الواحد الاحد وفى ذلك ننقل بتجرد ما سطره الصحفي محمود السعدني عن والى مصر نهاية حقبة بنى امية عام 132 هجرية وفرارة الى الجنوب خوفاً من بطش العباسيين فقد خرج بجيش يتبعه الخدم والحشم وخرج من حدود مصر المعروفة للخلافة الإسلامية تمت استضافته وتركه بخدمة وحشمة الى ان اتى اليه ملك المملكة ذو بشرة سوداء وقامة طويلة يرتدي ما يرتديه ما يميزه عن العامة ولا يتبختر وقف بين يدي والي ولاية مصر الهارب وانصت اليه ثم قال له ( انى اعلم ان دينكم يحث على التواضع ورفعه الاخلاق ولكنكم اخذتكم اموركم وفسدت اخلاقكم ، واني امهلك انت وعشيرتك ثلاث أيام في هذه الأرض وترحل مع انتهاء مهلتك فأخاف ان تفسد مانت فيه من ترف شعبي )
وهذا الحديث يدل على انه وحتى نهاية الدولة الاموية لم يكن للعرب وجود حقيقي في ارض حضارة وادي النيل وان شعب تلك الجغرافيا فيهم من الخلق الكثير.
وكما ذكرنا سابقاً فان العام 1504 كان هو البداية لتكوين سلطنة اخري سميت بالسلطنة الزرقاء في ارض السود بعد اتحاد سياسي بين الفارين من اوربا بعد سقوط اخر ولاية في الاندلس فقد تقسمت الاندلس بعد تلاشي الدولة الاموية وأصبحت دول صغيرة تنهشها التحالفات الاوربية المسيحية الى ان سقطت غرناطة وتشتت جمع المسلمين فيها الى الجنوب وصل منهم ليس بالقليل الى ارض السودان ونتيجة لذلك التوافد وبعد انهيار الدولة العباسية في بغداد 1258 أصبحت الدولة الإسلامية محافظة على مفهوم الخلافة فقط كرمز حتى 1517 وسيطر المماليك على كنف الدولة ونتيجة لذلك التمزق ومع توافد العرب جنوبا والصراعات الداخلية ازداد أيضا عدد الفارين من تلك الحروب ونتيجة لذلك قام اغرب تحالف بين العرب عبدالله جماع مع زعيم العنج لأزاله مملكة علوه المسيحية استخدمت فيه كل أساليب الخسة والمؤامرة التي كانت في قصور الخلافات الإسلامية تم دك حضارة مملكة علوه كما دكت قرطبة وغرناطة من قبل أعاد العرب والمسلمين ما فعل بهم من قبل الفرنجة المسيحيين على دولة علوه وبنفس طريقة محو تاريخ الاندلس تم محو حضارة وادي النيل .
وبالرغم ما تم نقلة من العلوم في الاندلس الا اننا مازلنا والى الان نجهل ماهية حضارة الممالك المسيحية الا ما نقل الينا من الاخر
وقد يتبادر سؤال مهم هرب المسلمين من جبروت مذابح الصليبين التطهير في الاندلس اين ذهب شعب وسكان حضارة وادي النيل وما هي علومهم وكيف كان عمرانهم وكنائسهم
والى بدايات السلطنة الزرقاء لم تكن العروبة هي مقياس للحكم او الرفعة وكانت اللغة العربية ليست ذات أهمية فقد كانت غاية في الركاكة وحتى بعد تمدد السلطنة الزرقاء لم تكن اللغة بذلك المحتوي الكبير انظر كتاب الطبقات ( طبقات ود ضيف الله ) وركاكة الشعر فيه وانتشار خرافة الدين ورجاله هناك واستغلال الإسلام اسوء استغلال .
ولنا بقية خواطر حول الهوية
اكرم ابراهيم البكري
صورة الملك ميناء موحد مصر العليا والسفلي
أكرم إبراهيم البكري
ظللنا ومنذ وقت بعيد نعيد النظر كره كل حين حال وجودنا نحن كسودانيين قمنا من غفوتنا ننظر الى ماضينا باحتقار نتبرأ من لون بشرتنا ونقحم أنفسنا غصباً واقتدار في رحم ثقافة اخري ارهقتنا وارهقنها لتقبل وجودنا من ضمن عناصرها على مضض وهى التي تحط من قدر أصحاب البشرة السوداء وتعتبرهم عبيدا وترى في اللون الأسود رمزا للتشاؤم في الطيور والدواب والبشر ومرادفا للبؤس والشقاء وعلامة على دونية الحسب ووضاعة النسب وانحطاط المكانة بل والنجاسة أيضا بحسب الحديث الذي يقول بأن المرأة والحمار والكلب الأسود يبطلون الصلاة إن مروا من أمام المصلي هكذا كانت الثقافة العربية تتحدث .ونحن نرتمي في احضانها وهى تعاف من وجودنا الشاذ والغريب فيها .
نخفي حقيقتنا الشاخصة امامنا ونحاول بقدر الإمكان تجاهل ماضينا وتاريخنا ونستدعي روح اجدادنا فقط من باب التباهي وليس الإحساس (ترهاقا … بعانخي … الخ)
الامر الذي جعلنا مسخرة الشعوب الزنجية والافريقية وهم ينتظرون منا الكثير فنسلهم ينحدر منا واجدادهم منذ حضارة وادي النيل الاولي هم اجدادنا الذين خضع العالم لنا يوما نتنكر لهويتنا يقول شيخ انتا ديوب (من الضروري ان يعكف الافارقة على دراسة تاريخهم وحضارتهم لكي يتعرفوا على أنفسهم على نحو أفضل ويتواصلوا خلال الدراية بماضيهم)
من نحن …؟
وما هي حقيقتنا ……؟
وما تـــــــــــــــــــاريخنا …؟
لماذا تم بتر حاضرنا عن ماضينا … شعب السودان مسيرة الحرمان والتوهان في صحراء قاحلة وجرداء.
لماذا لم يخبروننا بان حضارة وادي النيل كانت لنا منذ ما قبل التاريخ وكيف تم تزوير هذا التاريخ…والحاقنا كاتباع بالأخرين.
لماذا لم نخبر أنفسنا كيف تم تدمير حضارة الأجداد ودكها دكاً بسوبا عاصمة مملكة علوه حتى أصبحت مضرب المثل لنا …؟
كيف كانت حضارة تلك الممالك المسيحية التي ضربها الوافد البربري الرحال من بلد الى اخر بالاتحاد مع عرق زنجي اخر كيف كانت تلك الحضارة وشكل العمران …؟
وما هى اللغة التي كانت سائدة وما هو النمط الاجتماعي وكيف تم تدبير مكيدة بواسطة إحدى النساء التي تدعي عجوبه والتي استخدمت في لفظ الكيد والدسائس (عجوبه الخربت سوبا) وهنا تستحضرني مسرحية الرائع خالد ابوالروس في تجسيد تلك الشخصية
مملكة علوه وعاصمتها سوبا، مملكة ونوباتيا وعاصمتها فرس مملكة المقرة وعاصمتها دنقلا العجوز تاريخ الممالك المسيحية في السودان حضارة عمرها الالف السنين وأي توثيق لتلك الممالك الثلاث التي ظهرت بعد سقوط مملكة مروي فقد كانت مملكة المقرة وتشمل كل جنوب مصر الحالي وشمال السودان حتى الحدود مع مملكة علوه، بعد ان ضمت اليها مملكة نوباتيا التي كانت حدودها من شمال اسوان الحالية في وقت لاحق
يقول التاريخ ان بداية انحطاط الحضارة النيلية بدأت بعد الصراع بين الوافدين القادمين من اسيا وشمال افريقيا وبدو العرب على مصر السفلي (مصر السفلي هي المنطقة الشمالية من مصر الحالية وتشمل مدن إقليم دلتا النيل والتي تبدأ من منطقة العياط ودهشور، وجنوب القاهرة ومدن مصر المطلة على البحر الأبيض المتوسط وهذه للعلم هي حدود مصر الحالية (بلد الملونين) حتى حكم محمد على باشا، وبعد هجمات المقدونيين والفرس والرومان والهكسوس انحدر بعض السكان الأصليين جنوبا.
اما مصر العليا فهي ارض (الاقواس مملكة تاسيتي) وتبدأ من جنوب القاهرة الى شمال الخرطوم.
لقد شهد عصر ما قبل التاريخ وجود مملكتان رئيسيتان تمتدّان على نهر النِّيل الى ان تم توحيد القطر في مملكة واحدة على يد الملك مينا (نارمر) تحت حُكم واحد، وحاكم واحد يتولى شؤونهما، وكان هذا إيذاناً لبداية حضارة وادي النيل القديمة
الصورة ألمصاحبة للمقال هي للملك نـــــــــــــــــــارمر مينا موحد مصر العليا والسفلي عزيزي القاري انظر الى تلك التفاصيل الى الانف الافطس والجبهة العريضة والاذن الكبيرة والفم المكتظ واعد النظر مرة اخري فروح الأجداد تحلق بنا من كل صوب والعار يضرب عميقاً يلتحف خذلان الاسلاف لأجدادهم والتنكر لهم
يقول شيخ ديوب في كتابه الأصول الزنجية للحضارة المصرية ونقل حديثة هنا ليس بتجرد
( من الضروري ان يعرف أي شعب تاريخه وأن يحافظ على ثقافته القومية ولا يعني ذلك ان يختلق جمل وتفاصيلا تاريخيا اجمل من تاريخ الشعوب الأخرى كي يتخدر الشعب معنوياً ، ولكن ننطلق من تلك الفكرة البديهية الا وهى ان لكل شعب تاريخاً ، فمما لا غني عنه لشعب ما لكي يواجه تطوره ان يكون على درأيه بأصوله أيا كانت ولو تصادف ان كان تاريخنا اجمل مما نتوقع فلن يكون ذلك سوي تفاصيل مفرحة ) هكذا تكلم شيخ ديوب ونضيف عليه ان تلك التفاصيل المفرحة هي التي تحدد توجه تطورنا بعد معرفه حقيقتنا باننا اول حضارة على وجه هذه البسيطة ومن سبط تلك الحضارة التي خلقها الانسان الأسود فقد كانت افريقيا الام نواه العالم لذلك يجب ان لا نشعر بالحرج بالانتماء للعرق الزنجي .
وهو تاريخنا بكل مرارته واحزانه فالعام 1504 م ميلادية هو البداية الحقيقية للوجود العربي داخل الأراضي السودانية وبداية النكسة بالانتماء لثقافة الاعراب المترهلة.
لماذا حدثونا وأخبرونا بان وجود العرب كان مع عبدالله بن ابى السرح فقد ذكرت بعض المراجع بعد دخول العرب الى ارض مصر السفلي فقد تعاقب قبل العرب عليها الفرس في عام 525 ق م وجاء من بعدهم المقدونيين بقيادة الاسكندر وخلفهم الرومان بقيادة يوليوس قيصر سنه 50 ق. م ودخل بعدهم العرب في القرن السابع الميلادي ثم كان الاتراك في القرن السادس عشر الميلادي ثم اتى الفرنسيون بقيادة نابليون ثم الانجليز البريطانيين لذلك من المعقول ان نقول ان العرق المصري الموجود اليوم ما هو الا نتاج خليط لتلك الدماء الغازية وعند قدوم العرب الى مصر كانت تحت سيطرة الرومان، لم يدخل العرب الى السودان والذي كان معروفا من اسوان والى الجنوب فهم أصحاب البشرة السوداء لم يأتي الاعراب الى السودان بتلك الطريقة التي اخبرونا بها فلم يكن لوجودهم اصل الا في جماعات صغيرة وفشلت كل الحروب التي دارت بين (سود البشرة) وهم شعب مملكة نوباتيا المسيحية التي اشرنا اليها في بداية المقال لم يتوغل العرب الى الجنوب  فقد صدهم النوبيين على حدود اسوان ووقعوا اتفاق سلام سنة 651 ميلادية واصر النوبيين على كتابة هدنة بلغة غير العربية فالبقط تعنى ( اتفاقية ) باللغة النوبية وبعض المصادر اشارت الى انها باللغة اللاتينية او اليونانية ولكنها لم تكن باللغة العربية  قلى رعاك الله كيف يتم كتابه اتفاق سلام بلغة غير لغة المنتصر  لم يذكروا لنا في هذه الاتفاقية الا بند تسليم 360 عبدا وقد ذكر ان الهدنة قامت على ان تمدهم بعدد من الرقيق أي عدة رؤوس من السبي معلومة من ما يسبى هذا النوبة من الممالك المجاور للمسلمين –من غيرهم من ممالك السودان
فالاتفاق بين العرب وشعب النوبة المسيحي لم يكن بعد حرب ولم يحاصر عبد الله بن السرح عاصمة مملكة المقرة ولم تطأ اقدام العرب أراضي النوبة بعد حرب مفصلية بها منتصر ومهزوم ولكن كانت اتفاق يغلب عليه الناحية النفعية الاقتصادية للجانين وتسوده ملامح التسامح الديني وقد اجبر العرب والمسلمين الى تلك الهدنة بعد حروب امتدت الى سنوات
ففي حربهم تلك قال أحدهم فيما قال عندما راي ضراوة النوبة دعوهم والله ان باسهم شديد ومغنهم قليل فقد اذاق النوبة الزنوج شعب نوباتيا سليل مملكة مروي العرب الباس بالنبال وما تسمية رماة الحدق ببعيد فقد اجمعت كل الروايات على أن الاتفاق الذي تم بين ابن أبي سرح والنوبة عبارة عن هدنة أمان  فقد جاءت بنود النقطة الأولى في هذه الهدنة (إن عبد الله صالحهم على هدنة بينهم، على أنهم لا يغزونهم، ولا يغزوا النوبة المسلمين إنما الصلح بيننا وبين النوبة على أن لا نقاتلهم ولا يقاتلوننا)
اما البند الثاني فقد كان كما ذكرت كل المصادر – أن يقدم المسلمون مؤن غذائية مقابل الرقيق. وأتت الاختلافات فقط في عدد الرقيق وتفاصيل المؤن الغذائية.
ومن خلال ما ورد في كثير من المصادر الإسلامية نفسها نستطيع ان ناكد عدم وقوع معركة فاصلة بين جيوش المسلمين والنوبة عام 31هـو لم تتوغل جيوش المسلمين في أرض النوبة، بل كانت الحرب سجالاً بين الطرفين لم يرد أن المسلمين هاجموا أو احتلوا أي مدينة نوبية
فالمعارك كانت متواصلة بين النوبة والعرب على حدود مصر جنوباً  شمال اسوان الحالية وفي تلك الفترة كان يساكن مصر شعب الملونين الذي وقع  تحت الحكم الروماني وسمي سكانها بالأقباط الى ان جاء عمر بن العاص بعد ان اقنع عمر بن الخطاب بعد حرب الروم في سوريا بضرورة التوجه الى مصر   وبعد دخول العرب المسلمين الى ارض الاقباط مصر السفلي كانت الحروب والغارات متواصلة  بين الجانبين  الى  ان ابن أبي سرح انهي معهم تلك الحروب بقبول هدنة بين الطرفين التزم فيها النوبة بتقديم الرقيق للمسلمين، والتزم فيها المسلمون بتقديم المؤن للنوبة. هذا هو فقط اتفاق عبد الله بن أبي سرح مع النوبة مملكة نوباتيا التي كانت في جنوب مصر الحالية (الا انها اتحدت مع مملكة المقرة وانتقل العاصمة الى دنقلا العجوز ى فترة لاحقة بسبب الخطر الإسلامي المتلاحق وتضارب المصالح السياسية بعد الخلافة الراشدة وتكون ما يعرف بخلافة البيوت الاموية والعباسية)
لم يكن للعرب أي وجود حقيقي بالمعني في أراضي النوبة ولم يدخل النوبة والزنوج الإسلام لسماحة التاجر العربي وانما لانهم كانوا أصحاب حضارة وفكر وعلم تقتضي البحث عن حقيقة الواحد الاحد وفى ذلك ننقل بتجرد ما سطره الصحفي محمود السعدني عن والى مصر نهاية حقبة بنى امية عام 132 هجرية وفرارة الى الجنوب خوفاً من بطش العباسيين فقد خرج بجيش يتبعه الخدم والحشم وخرج من حدود مصر المعروفة للخلافة الإسلامية تمت استضافته وتركه بخدمة وحشمة الى ان اتى اليه ملك المملكة ذو بشرة سوداء وقامة طويلة يرتدي ما يرتديه ما يميزه عن العامة ولا يتبختر وقف بين يدي والي ولاية مصر الهارب وانصت اليه ثم قال له ( انى اعلم ان دينكم يحث على التواضع ورفعه الاخلاق ولكنكم اخذتكم اموركم وفسدت اخلاقكم ، واني امهلك انت وعشيرتك ثلاث أيام في هذه الأرض وترحل مع انتهاء مهلتك فأخاف ان تفسد مانت فيه من ترف شعبي )
وهذا الحديث يدل على انه وحتى نهاية الدولة الاموية لم يكن للعرب وجود حقيقي في ارض حضارة وادي النيل وان شعب تلك الجغرافيا فيهم من الخلق الكثير.
وكما ذكرنا سابقاً فان العام 1504 كان هو البداية لتكوين سلطنة اخري سميت بالسلطنة الزرقاء في ارض السود بعد اتحاد سياسي بين الفارين من اوربا بعد سقوط اخر ولاية في الاندلس فقد تقسمت الاندلس بعد تلاشي الدولة الاموية وأصبحت دول صغيرة تنهشها التحالفات الاوربية المسيحية الى ان سقطت غرناطة وتشتت جمع المسلمين فيها الى الجنوب وصل منهم ليس بالقليل الى ارض السودان ونتيجة لذلك التوافد وبعد انهيار الدولة العباسية في بغداد 1258 أصبحت الدولة الإسلامية محافظة على مفهوم الخلافة فقط كرمز حتى 1517 وسيطر المماليك على كنف الدولة ونتيجة لذلك التمزق ومع توافد العرب جنوبا والصراعات الداخلية ازداد أيضا عدد الفارين من تلك الحروب ونتيجة لذلك قام اغرب تحالف بين العرب عبدالله جماع مع زعيم العنج لأزاله مملكة علوه المسيحية استخدمت فيه كل أساليب الخسة والمؤامرة التي كانت في قصور الخلافات الإسلامية تم دك حضارة مملكة علوه كما دكت قرطبة وغرناطة من قبل أعاد العرب والمسلمين ما فعل بهم من قبل الفرنجة المسيحيين على دولة علوه وبنفس طريقة محو تاريخ الاندلس تم محو حضارة وادي النيل .
وبالرغم ما تم نقلة من العلوم في الاندلس الا اننا مازلنا والى الان نجهل ماهية حضارة الممالك المسيحية الا ما نقل الينا من الاخر
وقد يتبادر سؤال مهم هرب المسلمين من جبروت مذابح الصليبين التطهير في الاندلس اين ذهب شعب وسكان حضارة وادي النيل وما هي علومهم وكيف كان عمرانهم وكنائسهم
والى بدايات السلطنة الزرقاء لم تكن العروبة هي مقياس للحكم او الرفعة وكانت اللغة العربية ليست ذات أهمية فقد كانت غاية في الركاكة وحتى بعد تمدد السلطنة الزرقاء لم تكن اللغة بذلك المحتوي الكبير انظر كتاب الطبقات ( طبقات ود ضيف الله ) وركاكة الشعر فيه وانتشار خرافة الدين ورجاله هناك واستغلال الإسلام اسوء استغلال .
ولنا بقية خواطر حول الهوية
اكرم ابراهيم البكري
صورة الملك ميناء موحد مصر العليا والسفلي
اكرم ابراهيم البكري <[email protected]>

‫3 تعليقات

  1. يااخى العزيز هذا الموضوع قد اخذ من وقت السودانيين الكثير وهو فى الحقيقة لا قيمة له فالهوية هى واقع على الارض وهويتنا هى الهوية السودانية بكل تنوعها وثرائها وارحمونا من هذا الموضوع الذى اضاع وقتنا منذ قيام مدرسة الغابة والصحراء فلا الوقت ولا الزمان يسمح لنا بمثل هذا الترف الآن

  2. يا من تؤججون العرقية بين السودانيين ..ارحموا هذا الشعب يرحمكم الله..الكاتب يحاول بكل السبل التاليب على العروبة والإسلام وبجهل يفضح صاحبه و يدعو للرثاء.. حتى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلم منه واقول له هداك الله فالكلب الأسود الذى يقطع الصلاة ليس لأنه اسود ولكن لأن الشياطين تتشكل فى صورة الكلب الأسود…. ويكفينا فخرا اسم ابونا ادم عليه السلام والذى هو ادم.. والادم وهو السمرة و التى نتصف بها نحن السودانيين …وكفاكم عنصرية…. دعوها فإنها نتنه…..حفظ الله السودان وشعبه من دعات الفتن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..