مقالات سياسية

رمضان وكورونا 

يوسف السندي

أهل علي بلدنا شهر الخير والبركات شهر رمضان المعظم ، ولكنه يهل هذه المرة في ظروف مختلفة وواقع مغاير عن كل السنين السابقة ، ظروف انتشار الكورونا وواقع التعامل معها . رمضان مناسبة دينية ولكنه في السودان يمثل ايضا مناسبة اجتماعية بامتياز ، يلتقي فيها الناس في أوقات النهار والصلوات والإفطار والعشاء والسحور، رمضان في السودان شهر (لمة) ، لمة الاهل والأسر والجيران ، وهي جميعها عادات وتقاليد تخالف الاحتياطات والاحترازات الواجب تطبيقها في ظل تفشي فيروس كورونا ، لهذا سيكون العنوان الأبرز لرمضان هذا العام (رمضان بلا لمات).
من أشهر عادات السودانيين في رمضان هي ( لمة ) الافطار في الطرقات ، وهي عادة يجتمع فيها كل اهل الحي (كل زول بصينيته ) ، ورغم مافي هذه العادة من قيم تراحم وتكافل الا انها في هذه السنة قد تكون مدخلا خطيرا للوباء، لذلك ندعو الجميع إلى عدم الافطار في الطرقات مع الآخرين ، كل بيت يفطر أفراده داخله ، بالطبع هذه ليست دعوة للبخل ولا لنسيان الفقراء والمحتاجين، لن ينسى شعبنا واهلنا الفضل بينهم ، يعرف الناس في احيائهم ومناطقهم وقراهم الفقراء والضعفاء ، وسهل جدا ان يتفق جميع اهل الحي او القرية بالتلفونات على اعانة المحتاجين وتقسيم هذا الدور بينهم طيلة الشهر الفضيل ، على أن يتم تنفيذ هذا الدور بطرق لا تكون مدخلا لنقل العدوى بين السكان.
وزارة الأوقاف أعلنت إيقاف الجمع والجماعات ف المساجد وهذا يسري على صلاة التراويح والتهجد في رمضان ، وذلك لأنها تجمع بين الناس من مختلف المناطق وقد تكون سببا لانتقال العدوى وانتشار الوباء ، وبالتالي اذا استمر هذا الوباء ساريا بشكله الراهن فلا مجال لإقامة الجماعات والتراويح والاعتكاف في المساجد ، كل شخص منزله مسجده ، وأرجو أن لا تأخذ الناس الحمية حمية الجاهلية في هذا الأمر فيظنون ان الامر مناف للدين ، بل هو أمر الدين ، وجميعكم رأي البارحة المسجد الحرام بيت الله وقبلة المسلمين بلا تراويح وبلا جماعة ، وحتى العدد الذي بلغ خمسة أفراد في صلاة التراويح وقفوا متباعدين يفصل بين كل منهم أكثر من متر ، وكل ذلك تبيانا بأن الحفاظ على النفس والروح هي مقصد الدين وشرعه .
( لمة ) الكتشينة والضمنة والليدو وونسات رمضان ، مافي طريقة هذه المرة ، توقفوا عن كل هذه الأشياء ، وابتكروا في منازلكم وبيوتكم طرق أخرى للترويح عن النفس ، ابعدوا عن التجمعات ، لا تخرجوا من المنازل ان لم يكن لامر طاريء ، حافظوا على انفسكم وعلى اصدقائكم وأهلكم بالتباعد الاجتماعي ، حتى تعلن السلطات انتهاء الوباء .
تقبل الله صيامكم وقيامكم ونسأل الله أن يكون في شهره الفضيل نهاية هذا الوباء وعودة الحياة لطبيعتها في بلادنا الحبيبة وفي العالم أجمع .
يوسف السندي

تعليق واحد

  1. الشيطان ملك الجن أبناءه لا يرضون فيفطرون فيزورهم جياع وهو مصفد فيطعموه فيخرج مصفد فالعزة لله ورسوله والمؤمنين اما نحن معشر الجن فمصيرنا النار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..