مقالات وآراء

يحدث في وادي حلفا

 

عصب الشارع
صفاء الفحل

لم أكن أنوي كتابة عمود والناس تستعد لعيد الفطر المبارك ولكن الأمر هزني كثيرا وكان لزاما أن يعلم الجميع المأساة التي يعيشها إخوة لهم مرضى وعجزة بوادي حلفا فقد استطاع بعض أفراد شرطة وادي حلفا من ذوي القلوب الحية القبض على شبكة تعمل في بيع التأشيرات المصرية تصل قيمتها إلى أكثر من ثلاثة آلاف دولار. وخلال البلاغ وردت أسماء لموظفين مصريين داخل القنصلية يتعاملون مع تلك الشبكة الواسعة وكالة النيابة المختصة هناك قامت بما يمليه عليها ضميرها وخاطبت خارجية بورتسودان لتفيدهم بموقف الحصانات قبل أكثر من شهر إلا أن الخارجية تجاهلت الأمر تماما.

أما الأسوأ من ذلك كان موقف شرطة وادي حلفا والتي ظلت تعمل على عرقلة الإجراءات عن عمد بأسلوب واضح لحماية هؤلاء الفاسدين ليتكشف بعد ذلك أن الشرطة نفسها لديها حصة أسبوعية من هذه التأشيرات، وهي أكثر من حصة مرضى الأمراض المزمنة من سرطانات وفشل كلوي وغيرها والذين تتكدس بهم المستشفيات هناك في ظروف بالغة القسوة، من انعدام لفرص الغسيل والأدوية والرعاية الصحية.

بينما وصلت حسابات عديمي الضمير من متهمي تلك المافيا داخل البنوك إلى مبالغ خرافية دون أن يكون لهم نشاط اقتصادي واضح يتطابق مع حركة الحسابات المليارية التي جنوها من المتاجرة في ظروف المرضى والمجبرين على الدفع إنقاذا لحياتهم أما الذين لا يملكون فإنهم ينتظرون بالشهور الطويلة ولدينا إحصائيات لأعداد ضخمة رحلوا نتيجة لذلك بينهم أطفالا وكبارا في السن.

في وادي حلفا يتعرض المواطن السوداني المغلوب على أمره لأبشع أنواع الاستغلال، تتعاون في ذلك السلطات الأمنية التي تخاف ضياع حصتها من تلك التأشيرات مع بعض أفراد القنصلية المصرية وبعض السماسرة الذين لا ضمير ولا أخلاق لهم بينما تخاف سلطة الأمر الواقع في بورتسودان والتي تعلم تماما ما يجري من تأثير الأمر على علاقتها بالحكومة المصرية خاصة وأن العلاقات تمضي نحو التوتر خلال هذه الفترة.

أما الحكومة المصرية فقد تكون لا تعلم بما يجري أو أنها لا يهمها الأمر.

وآخر ما ورد ولتغطية الأمر فإن حكومة الأمر الواقع وبالتعاون مع السلطات الأمنية بوادي حلفا قامت بالتجريد من الرتب والتغريم لمجموعة ضباط الصف الذين قاموا بفتح ومتابعة البلاغ رغم أنهم كانوا قد رفضوا مبالغ ضخمة لشطب ذلك البلاغ لفتح الطريق لاستمرار عمل تلك المافيا حتى الآن، مما يدل بأن الأمر أوسع من السيطرة عليه وان زعماءها من قيادات كيزانية نافذة من ذوي السلطة والقوة.

وبدورنا لن نناشد سلطة الأمر الواقع في بورتسودان بفتح تحقيق حول الأمر فنحن ندرك بأنها هي الحامي الأول لذلك الفساد كما ليس من حقنا مناشدة السلطات المصرية بالتحقيق مع أفراد بعثتها الدبلوماسية بوادي حلفا ومراجعة حساباتهم البنكية ولكننا سنترك الأمر للعلي القدير في ختام هذا الشهر الكريم ليرينا عظيم قدرته وعدله فيهم ونحسب أن المرضى الذين ماتوا جراء هذا العمل القذر شهداء سينصرهم الله بالقصاص العدل يوم لا ينفع مال ولابنين– والله في
وثورة العدالة لن تتوقف
والقصاص قادم لا محالة
والرحمة والخلود لشهداء الثورة الابرار.
الجريدة

 

‫6 تعليقات

  1. الاستاذة/ صفاء.
    تحية طيبة، وكل عام وانتم في صحيفة “الجريدة” في تقدم مستمر ونجاحات وسؤدد.
    عمك -كاتب التعليق- من سكان وادي حلفا وأهلي يعرفون كل خفايا واسرار ما يدور في المدينة وفي معبر “أرقين” ويعرفون بالاسماء والالقاب سماسرة بيع تأشيرات الدخول مصر، أخر معلومة وصلتني أن عدد الذين حصلوا علي تأشيرات قدر عددهم بحوالي (٤٠) ألف شخص، واخيرا ارتفعت قيمة التاشيرة لتكون بالذهب والمصوغات او (٥) ألف دولار عدا ونقدا!!، هناك تعاون وثيق وقوي بين السماسرة السودانيين المنتشرين في كل مكان وما بين بعض الكبار في القنصلية المصرية الذين لا تطالهم قوانين ولا مساءلات. وبما أن هناك اعداد كبيرة تقدر بعشرات الآلاف من الراغبين في الدخول لمصر فمن المتوقع أن ترتفع سعر التاشيرة الي (٧ الي ٨) ألف دولار!!
    سكان وادي حلفا لا احد فيهم يرغب في السفر فهم والحمد لله مستورين ” ماكلين وشاربين وعايشين في أمان الله في بيوتهم”، ولكن الذين نزحوا من مناطق القتال وغرباء في وادي حلفا وهم الذين ينطبق عليهم قول طارق بن زياد “أيها الناس، أين المفر؟!! البحر من ورائكم، والعدو أمامكم”.
    وطارق بن زياد هنا القنصلية المصرية!!

  2. يا أستاذة صفاء السفلة الفلول فى سلطة الامر الواقع حيمولوا حربهم دى كيف اذا ما استعملوا كل الاساليب الاجرامية لتغطية الصرف على المليشيات و البلد مفلسة تماما بسبب الحرب, و سيدخلوا تجارة المخدرات كمورد لهم أيضا و دى طبعا ما غريبة عليهم عملوها قبل كدا!!

  3. اي كلام بقى يجينا من صحفية الامر الواقع هذه لا نصدقه
    فنحن لا نزال نتذكر مقالها عن أن سفارة السودان في مصر تطلب من الطالبات اللائي يتقدمن للدراسة بمصر فحص عذرية بهدف الحصول على موارد مالية منهن!! وهو كلام في قمة البلادة، فحتى ولو فرضنا وهو افتلااض بليد ان الفنصلية طلبت كشف الفحص فهل ستباشر الفحص هي أم جهات اخرى ستحرمها من الحصول على المقابل المالي- وادعت انها تملك مستندات لذلك
    فجاءها تكذيب قاسي من السفارة ومن الكثير من المتضررين من مقالها المخزي فاختبأت وراء الصمت المهين!

    1. بدر الدين عبدالله، الذي مسك القلم لا يكتب نفسه شقي أنت تريد من سفارة الفساد و النهب أن تعترف و تثبت على نفسها التهمة؟ متى كان الكيزان يؤمنون بالقوانين و العقوبات؟ متى كان الكيزان يقفون مع الحق؟ عندما أثبت الفساد في التنظيم شرعوا فقه التحلل لأن الدين و القوانين عند الكيزان مثل إله العجوة، فساد القنصلية في وادي حلفا موجود و مثبت و مشهود عليه ولا ينفيه ما تقول من خطرفات.

  4. الفساد المالي و الاداري في السودان ليس وليد اللحظة فهو منتشر و مستشري منذ زمن طويل و كلنا شاهدنا في فيضان عام 88 الخيم و الاغاثات تباع في الاسواق فهذه الظاهرة عامة غير مرتبطة بحزب أو قبيلة…انها النفس البشرية أمارة بالسوء.

  5. وان السلطات قامت بتجريد وتغريم أفراد الشرطة الذين قاموا بفتح البلاغ والقبض علي اللصوص والمحتالين؟!!!!! لا حول ولا قوة الا بالله…والله وصلنا مرحلة من الحضيض وقوة عين وبجاحة ما عادية !!!!!!تبا لكم…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..