زعماء الاحزاب عندنا كثر ، في بواكير عهد الاستقلال كان هم البعض منهم الوحدة تحت التاج المصري والحاكم الملك فاروق ، لهذه الغاية تكون حزب هدفه التبشير بالاتحاد مع مصر ، ما يزال اسم الاتحادي يضاف اليه في التعريف ، قضية الاتحاد مع مصر أم السودان للسودانيين أخذت وقتا كبيرا من العصف الذهني السوداني من غير مبرر وفي غياب مشروع وطني سوداني بعيدا عن الاتحاد مع مصر.
ثم كانت مايو 1969م ، لم تبعد كثيرا عن فكرة الاتحاد مع مصر ، وفي استحياء سارت علي النهج المصري ، التأميم والمصادرات لأموال المستثمرين الاجانب بشكل رئيسي ، تمكن العسكر من تلك الشركات والمؤسسات التجارية الناجحة وحولوها الي خراب، ثم أتي نظام مايو بالاتحاد الاشتراكي خديج من التجربة المصرية ، زاد في الكيل الاتحاد بين مصر وليبيا ، أيضا ضاعت ستة عشر عاما نلوك فيها الافكار المصرية الفاشلة في ديارها ويغيب عن قادتنا مشروع وطني سوداني يفرز قائدا للأمة في قامة تشرشل أو ديجول أو ابراهام لنكولن.
مع موجة (الاخوان) مصرية المنبت كان لنا في يونيو1989م ليل حل علينا ينبئنا أن الحركة الاسلامية المصرية هي الام ، ثم في السودان لها أتباع وحواريين لها تبع و هي في مصرها الاصل والناقة الام ، غاب أيضا المشروع الوطني السوداني الذي يفرز قيادة من رحم سوداني ، مجمل التجارب هنا وهناك بوصلتها وهديها شمالا.
تمخضت تجارب الحكم السودانية المعمرة عند نميري والترابي والبشير ولم تلد الا نسخا مشوهه من تجارب مصرية ، القومية العربية والناصرية وأخوانجية بديلة للتصوف السوداني المسالم وتنحو للتمكن في الحكم بحد السيف كما في شعارهم، ثم سرنا مع وحدة العرب من المحيط الهادرالي الخليج الثائر ، غاب عنا رفع شعار الوحدة من نمولي الي حلفا والعمل علي تحقيقه في أرض الواقع. نهضت دارفور بجبهتها في ستينات القرن الماضي ولم تجد القائد الوطني السوداني الذي يعمر دارفور وينهض بأقاليم السودان المختلفة في تنمية متوازنة. الحرب في جنوب السودان حولناها الي طارد للوحدة واجتماع شمل الامة ، لم ينهض قائد وطني سوداني بمشروع يلوم فيه تقصير الحكم في حق الجنوب ودارفوروجنوب كردفان والنيل الازرق وشرق السودان ويرفعها خفاقة راية وحدة وتنمية أقاليم السودان.
ما نفتقده في السودان هوعقل قائد وطني له مشروع يوحد الامة وفق ممسكات متوافق عليها، زعيم وطني لا ينظر بعين قسمة الثروة علي جماعة حزبه ومن والاه، بل يحقق العدل في توزيعها ويسقيها قبل أن تطلب بورتسودان السقيا بينما تموت الخرطوم غرقا ، يستبدل داية الحبل في دارفور بآخري نالت قسطا من التدريب قبل أن تصبح قضية (النفاسة) مطلب مرشح الدائرة في البرلمان ومن قبل كانت عنوانا لحملته ألانتخابية . معسكرات الجذام في كاودة يلحق القساوسة الاجانب بعناصر سودانية تعني بالمرضي ، طريق الحج بين بورتسودان الجنينية لا يتركه الزعيم لبطانته الذين يعتاشون من سرقة الاعانات والمساعدات وتجنيب أموال الحكومة. قائد يقيم العدل كما هو سيدنا عمر بن الخطاب يلاححه الصحابي كما في قصة الثوب الاشهر ومن داخل مسجد المصطفي عليه أفضل الصلاة والتسليم.
القائد الوطني السوداني ليس مطلبا غاليا ولو أفسحنا المجال لدكتور عبد الله حمدوك لحصل السودان علي زعيم وطني في قامة تشرشل ، يعيد للأمة وحدتها وللسودان ألقه ، تلك السهام تنتاش الرجل وهو لا يهرول هربا من وقع السنان ، يحاول تضميد الجروح المتقيحة من ثلاثين سنة ، تعاملت الانقاذ مع أهل الوجعة براجمات الصواريخ وقنابل البارود من علي الطائرات تقذفها ، دكتور حمدوك يسير بين جيران السودان بتؤده لان يعضا منهم لا يريد للسودان حكما تتوزع فيه مجالس الحكم ودرجاته ، يريده كما حكم الباشبوزق علي هؤلاء السمر ، يحمل العصا ويسيرهم لتلك الحروب أو ينزع منهم بعض الاراضي ليوطن فيها ذاك المنبوذ أو تلك السفاح، عودة للسودان الذي كانت ترسل لدحره وتطويعه الحملات و لجلب الرجال للجندية وريش النعام والذهب.
وتقبلوا أطيب تحياتي
مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد
حمدوكك هذا متغرب الهوى والثقافة والوجدان بل يحمل بالفعل جواز سفر أجنبي وبالتالي ولاءه لتلك الدولة التي يحمل جواز سفرها أشد من ولائه إلى مسقط رأسه ولهذا لا ننتظر نحن من ورائه خيراً وأحرى بك أن لا تنتظر منه مشروع رجل وطني عظيم كشارل ديجول أو وينستون تشرشل حسبما تظن.
ياخي اسمع بعدونا من السياسة وفروا القوت وبس تجار سياسين سجم رماد وفروا للناس ما تأكله عشان ما تموت قهر وتجاركم بيحلهم الحلا بلا حتمشوا وين يعني الدولار وصل كم 300 وحسا راجع تاني حيصل 500 طبعا لا عشان كدا بس وفروا القوت وما ترحموا فيه سودان واحد فقط لتوفير القوت والقوات حاجة بسيطة تسندنا عيش ذرة رز المهم حاجة تمنعنا نشحت ونتسول الأصحاب الموايد العامرة
بالمناسبة التمر ليس قوت عشان كدا ما تتعبوا كتير القوت معروف شنو الحاجة البتتمزج مع الما وتحتاج نار عشان تظبط زي القمح الذرة الأرز وشكرا