مقالات وآراء سياسية

ناصح

موسى محمد الخوجلي

شهادتي في الأخ الوالي إسماعيل وراق شهادة أظنها مستوفية الشروط .معرفة وثيقة وحادثات بعيدة وثقة وفيرة .. كل ذلك بالتجربة وليس العاطفة .. هذا على المستوى الشخصي .. أما على مستوى الجمع .. فهو صاحب رؤية ومن أوائل من سعى لبث الوعي والمطالبة بالحقوق ومنبره العامر منتديات النيل الأبيض كان المرشد لكل ناشطي الولاية .. تعلمنا فيه الحوار وعرفنا فيه معظم نشطاء الولاية بمختلف ميولهم السياسية .. أتاح ذلك المنبر للجميع التعارف الشخصي وتخطاه إلى الأسري فكنا نتشارك في كل الإجتماعيات أفراح وأحزان .. عرفت سليمان الصلحي ووعد الصدق وشعبان الكليس وكجنكي وحمد البله قبل أن يكون دلدوم ومحمد الشيخ وراكوبة الحمودي وعنبر أبو الفال وأم لينة وهلمجرا .. كنا نتشاكس ونتفق .. نتحاور ونختلف .. وبقي ترادف الأيام وقتذاك هو الفيصل ليزداد التناغم وتضيق الفروق .. كان وراق يقود هذا الإختلاف بوعي كبير ووسطية ساعدت في إطفاء كثير من النيران .. شهادتي أنه لم يكن يوماً سباباً ولا لعاناً ولم يختلف مع أحد لذا وجد منبره صدى وصوت وكان مؤثراً جداً أيام نور الله والشنبلي وقد كان نعم العون للجميع في الوعي النضالي والذي أفرز أقلاماً عديدة أصبحت الآن يشار اليها في الكتابة .. شهادتي أنه كان ديمقراطياً وترك للجميع فرصة إختيار المشرفين فكان الصادق بشارة وفضل الصادق وغالب الهواري وآخرين قد نالوا ثقة الأعضاء مما جعل للمنبر حيوية ونشاط وتركيز عال في الموضوعات المطروحة .. لم يكن يستخدم نفوذ الآدمن إلا قليلاً وعلى مشاكستنا حينها لم ننال عقاباً رغم إستحقاقنا له ..

وقد أخصبت تلك السياسة وأنبتت الكثير من التلاحم بين الأعضاء فخرجنا برضى إلى دوحة أكبر وأوسع إنتشاراً والشهادة لله كان له الحق أن يرفض أو يشترط إدارته لتلك النقلة للفيس بوك ولكنه آثر أن لا يشق الصف فظل يكتب معنا كعضو عادي لم ينتصر لفكرته التي رأى البعض أنها قد سرقت لكنه كان كثير التضحية حاثاُ على الوحدة فانسحب على أدب وعف بكلمته عن الخلاف والتزم الوفاء للأخوة وآثر أن يكون كبيراً كما كان متمسكاً بالعطاء ونزاهة الضمير وصدق القول .. لم يكن ضعيفاً كما يظن كثيرين فمكتبته شاهقة باقية ما تزال في منبر سودانيز أون لاين وظل يجلس ناحية ما بعد المنتديات مشاركاً وفاعلاً في الكتابة عن هموم الولاية ..

وراق الذي عرفت وخبرت صاحب رؤية مذ عرفته وقد ترجمها في برنامج شامل وكامل خاصة فيما يتعلق بالزراعة والصناعة ولكن الحالة الإقتصادية السيئة قد تنسف ذلك المشروع وتجعل الحلم وما يتحصل من رؤيته إلا كالغربال من دقيق الخبز يمسك القشر ويفلت لبابه .. وذلك ما لا ريب فيه .. لا أقول ذلك ترضي أو تزلف ولكنني كنت قد عاهدت نفسي ونذرت أنني سأقف مع فكرة حكم الشباب وهم كثر يملأون الأسافير وتلك مرحلة حلمنا جميعنا بها .. والسبب أننا لم نكون نعرف سابقاً من أين تفرخ حواء الساسة عموماً والحاكمين خصوصاً فكانت تأتي بهم الوجاهة الإجتماعية أو الولاء الحزبي والعقدي أو جلسات خاصة فيخرج لنا مسؤولين ضعاف شوهوا صورة المعتمد والوزير .. صعود وراق لهذا المرتقى السياسي فيه نصر كبير للشباب وذلك ما يجعل المسؤولية مضاعفة وتحتاج للنقد الكثير من الشباب والتقبل بصدر رحب من وراق فتلك فرصتنا إن أضعناها ضعنا وسط هذه الأحراش والمفاسد الظاهرة في الحياة السياسية والإجتماعية فلأول مرة تركز الناس على النقد الصحيح لأنه ولله الحمد الوالي يملك سيرة شريفة بعيدة عن الشبهات وذلك نصر آخر يؤرق الساسة فلا رجعة للرذائل والواسطات والرشاوي في مكتب الوالي ولا أراضي ولا إستثناءات .. صحيح أنه لا جديد على مستوى معاش الناس ولكنه الحالة العامة كما أسلفنا قد قادت لهذا التردي ..

قاعدتي أن أستحسن ما بدا حسناً وأنتهز الفرصة لأقول له عليك بالنزول للأسواق والمعابر الحدودية في جودة والشقيق وغرب الولاية ففكرة جلوس الوالي في المكتب غير عملية في فترة ما بعد الثورة وكل جولة خارج المكتب ستكتب رؤية وفكرة وتوجيه وخوف من المسؤولين .. فكلكم راع وولايتنا تركها السابقين جسداً بلا روح وأصبحت كأنها خرافة تاريخية لا يقرأ صفحاتها إلا صاحب وجعة .. وعوداً على بدء اللجنة الإقتصادية من كبار رجال الأعمال والتجار كما إقترحتها عليك سابقا فهي المخرج من ندرة الدقيق والغاز والمواد البترولية …

أبو أروى ..الرياض

 

موسى محمد الخوجلي

<[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..