آخر (صيوف!).. بورتسودان..!ا

حديث المدينة
آخر (صيوف!).. بورتسودان..!!
عثمان ميرغني
يزور السيد رئيس الجمهورية اليوم مدينة بورتسودان.. وسيجدها في أشد حالات العُسر المائي.. بعد أن ضربها العطش وجفاف الماء خلال الأسابيع الماضية للدرجة التي وصلت حداً بالبعض الخروج بغضب والتظاهر في الشارع.. ورغم (ضراوة الإعصار).. إعصار العطش إلا أن الأمل كبير ? جداً ? أن يكون هذ الصيف آخر (صيوف) العطش.. فالأزمة في طريقها للحل الجذري.. الذي كان يفترض أن يحدث منذ منتصف الثمانينيات.. ومشكلة الماء في بورتسودان قديمة، من سبعينيات القرن الماضي وما كان يجب أن تظل كل هذه السنوات.. وأذكر أن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي (مقره الكويت) الذي يرأس مجلس إدارته السيد عبد اللطيف الحمد، قدم قرضاً لحل مشكلة الماء في بورتسودان في العام 1988.. لكن القرض لم يستفد منه أحد.. كانت الحكومة في ذلك الوقت مشغولة حتى عن استثمار القروض التي تقدم إليها.. رغم أن الجميع كان يعلم أن (خور أربعات) الذي تشرب منه المدينة محكوم بكميات الأمطار التي تهطل كل عام.. ولم يعد يكفي في أفضل حالاته لضمان الإمداد المائي للمدينة طوال العام.. حتى مع محطات التحلية التي أقيمت وموارد الآبار.. إذ يبلغ إجمالي ما تحصل عليه المدينة الآن حوالي (35) ألف متر مكعب من مياه الشرب في اليوم. بينما تبلغ حاجة المدينة حوالي (80) ألف متر مكعب.. أي أقل من النصف.. ولم يعد من بد إلا التفكير في مصدرين آخرين.. مياه نهر النيل.. ومياه البحر الأحمر.. مياه النيل تحتاج إلى أنبوب يمتد لمسافة (470) من النيل إلى بورتسودان وهو مشروع يفترض أن تكمله الشركة الصينية في مارس من العام القادم بتكلفة (386) مليون دولار.. ويوفر المشروع الماء لتسع مدن ومجموعة من القرى في ولاية البحر الأحمر. والمصدر الثاني مياه البحر الأحمر وهي في حاجة لمحطات تحلية أكبر من الموجودة حالياً التي تنتج أقل من (10) آلاف متر مكعب في اليوم.. والماء في بورتسودان ليس لمجرد شرب واستهلاك أهلها.. بل لتطوير السياحة والتجارة فيها.. فبورتسودان مدينة (ثرية) إذا ما أتيحت لها فرصة الاستقرار المائي و الكهربائي.. بل في تقديري أنها تصلح مركز تنمية يضارع الخرطوم نفسها، خاصة إذا اكتمل ربطها بالطريق البري مع مصر.. ومن هنا وجب الاهتمام ? مركزياً ? بتنميتها.. فكل قرش يصرف على ولاية البحر الأحمر يرتد سريعاً بعائده على الوطن كله.. تحتاج بورتسودان ? وبأعجل ما تيسر ? لتحويلها إلى عاصمة ثانية للسودان.. وذلك بالسماح وتشجيع خطوط الطيران الأجنبية على استخدام مطار بورتسودان. ذلك أدعى لتسهيل النقل والانتقال إليها لمزيد من الحراك التجاري والسكاني المدرّ للمال. أتمنى أن يكون صيف هذا العام.. آخر (صيوف العطش) في البحر الأحمر..
التيار
البشير كان بقول عايزين بورسودان تكون دبى افريقيا .المرة دى قال عيزينها شنغهاى افريقيا.وشنقهاى فى لغة الرندوك معناها المقلب او الشنقة والوعد الكاذب. ولا اظنه كذلك. ولكن هناك خط طوله 1610 كيلو متر من بورسودان وحتى بانتيو لنقل خام البترول…حسنايمكن للحكومة ان تسترجع ما ستخسره ان هى قامت بتوصيل المياه لكل منزل فى الولاية وذلك عن طريق عداد الدفع المقدم مثلما اراحت الحكومة الناس من مشكلة الكهربا …وناس بورسودان على اتم الاستعداد لشراء الماءلانو اساسا بنشترى من السقا فما بالك بتوصيلها للمناذل.. وبالله عليك ان تسال الوزير كمال عبد اللطيف فهو من ابناء بورسودان…كانت هناك عدادات مربوطة مع الحنفية داخل المناذل
حتى نهاية السبعينات وفى ناس محتفظين بالعدادات دى للذكرى.
يبدو أن كاتب المقال متفائل أكثر من اللازم و أرجو أن أكون مخطئاً و لكن الشواهد لا تبشر بخير. ماذا نقول عندما يكون "المسئول" غير مسئول.هل مشكلة مياه بورتسودان طلسم أو لغز؟ المشكلة معلومة و كذلك الحل و لكن ……..
الحكومة شاطرة في تقديم الوعود الخلب و لكن فعلها صفر كبير. تسمع جعجعة و لا ترى طحناً. أما أهل بورتسودان فنسأل الله لهم الصبر و "الانكرابة" على "هذه الابتلاءات"