سودانيات تزوجن أجانب..ما هي دوافعهن؟..فتاة : كانت لي علاقة مع أستاذي بالكلية التي أدرس بها وهذه أصعب لحظة مرحلة إقناع الأسرة بالأمر

سودانيات تزوجن أجانب..ما هي دوافعهن؟(1-2)
ظاهرة أصبحت تُلقي بظلالها على المجتمع، وهي زواج السُّودانيات بالأجانب، البعض يرفضها ويضع أسبابه لذلك والبعض يقبلها ويتمناها ويرى فيها تحقيقاً لأحلامه الضائعة…بعض الفتيات خُضن التجربة ويعشن حياةً سعيدةً وأُخريات حذرن منها ومن عواقبها…نحن أخذنا برأي الطرفين بأسباب القبول والرفض واحتكمنا إلى مختصين قانونيين واجتماعيين فكان هذا التحقيق:

طلب زواج
أصابها اليأس من طول انتظار.. تجاوز عمرها السّابعة والثلاثين ولم يتقدم أحدٌ لخطبتها.. لم تعد تحسب نفسها من شباب جيلها.. فقطار الزواج يكاد يتجاوزها.. وكلّما مرّت الأيام ازداد قلقها وقلق أسرتها على مصيرها المجهول…تنظر إلى ما حولها من أبناء جيلها فلا تجد منهم شيئاً يدل على الأمل في إيجاد المخرج.. نظرات الناس من حولها تزيد من أعبائها في البحث عن شريك الحياة من الأسرة التي تحلم بها صباح مساء.. فلا تجد ما ينير الطريق إلى ذلك.
كانت تعمل في شركة أجنبية.. تقدّم لخطبتها شابٌ يبلغ من العمر سبعة وأربعين عاماً.. ألماني الجنسية ومسلم.. لم تتعد إقامته في السودان سوى العامين.. فوافقت على الزواج منه.. سألناها عن أسباب موافقتها فقالت:-
«عملت معه قرابة العامين في شركة واحدة ووجدته يتمتّع بأخلاق وكرم السودانيين ولا يختلف عنهم كثيراً.. فقط كانت لغته العربية ركيكة ولأني أجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة كانت له متعة في الحديث معي حول العادات والتقاليد السودانية التي أُعجب بها.. فطلب مني الزواج وقد فوجئت بهذا الطلب في بادئ الأمر وسألته عن أسباب اختياري دون غيري كشريكة لحياته؟ فذكر لي حينها أسباباً عديدة ولكن كان من ضمنها أنّه حسب عمله الذي يتطلّب التجوال في دول عربية عديدة قرّر الزواج من عربية تساعده وتسهل مهمته في التعامل مع هذه المجتمعات فوافقته على عرضه لي بالزواج بعد تفكيرٍ طويلٍ»..

تخوف أسري

كان تخوف إيمان الوحيد هو عدم موافقة أسرتها على هذه الزيجة، وخاصّة أنّ أسرتها تتمتّع بالالتزام والتدين، ووالدتها التي يعرف عنها تمسكها بالقيم السودانية فمجرد التفكير في زواج ابنتهم من أجنبي وغير عربي كان مرفوضاً..
محاولات للإقناع
يعلق والدها على هذه النقطة قائلاً:"في بادئ الأمر رفضنا الموضوع جملةً وتفصيلاً.. ولكن والحق يُقال فوجئت بزيارة مستر «ر» لمنزلنا عدة مرات وأُعجبت بالتزامه بصلواته ومعرفته لأمور دينه أكثر من شباب جيله السودانيين.. وتأكّد لي أنّه سيصون ابنتي ويحفظها بما له من أخلاقٍ.. وهي الأسباب التي أقنعت بها والدة «إيمان»، وبأنّه قسمتها ونصيبها الذي لا فرار منه، خاصّةً وأنّها قد تجاوزت السابعة والثلاثين فوافقنا على إتمام الزواج بعد التزامه بزيارة السودان كل عامين.
موافقة السفارة
وعن الخطوات التي تُتخذ من الأسرة لإتمام زواج السودانية بالأجنبي سألنا الأستاذ عبد المنعم مبارك يوسف المحامي فأجاب قائلاً:"يقوم الأجنبي بتقديم طلب بذلك للمحكمة المختصة بجواز سفر يحمل إقامته.. وعلى محكمة الأحوال الشخصية كتابة خطاب لسفارة الدولة التي ينتمي لها الزوج.. فموافقة السفارة شرطٌ أساسي لإتمام العقد وذلك منعاً للآثار السالبة التي ربما تنجم عن عدم الموافقة.
إبعاد وطلاق
ولكن لماذا تشترط المحكمة حصول الموافقة من السفارة، وما هي الآثار السالبة التي قد تنجم عن الزواج بالأجنبي؟!يواصل الأستاذ عبد المنعم مبارك يوسف المحامي تفصيل ذلك بقوله"ربما كان الأجنبي متزوجاً بأربعة في بلده، أو ربما كان مبعداً أو مجرماً مطلوباً في بلده، فيجب التأكُّد من جميع هذه الأشياء مجتمعةً إضافةً إلى أسباب أخرى للرفض لا نستطيع أن نسأل عنها السفارة.. أمّا عن الآثار السالبة فربما لا تُمنح الزوجة تأشيرة لدخول بلد الزوج مما يترتّب عليه أن يترك زوجته ويهجرها عائداً إلى وطنه وعندها يكون ذلك الأجنبي قد تزوج زواج «متعة»، كما أنّ هنالك آثاراً سالبة مرتبطة عن الطلاق وما يترتب عنه، فلابد للسفارة أن تكون على علمٍ بكل ذلك…و بعد موافقة السفارة تقوم المحكمة بعقد الزواج أو أن تكتب خطاباً لمأذون المنطقة التي تنتمي لها الفتاة للقيام بذلك.
وصفوني بالمجنونة
وكالنموذج السابق، فإنّ فتيات كثيرات وافقن على زواج الأجانب ومن مختلف الجنسيات، فمنهم الألماني والأسباني والإنجليزي ومنهم السوريون والمصريون من العرب.. اختلفت الأسباب والجنسيات ولكن كانت النتيجة واحدة زواج أجنبي بسودانية قلباً وقالباً تقول «م.م» عن تجربتها:
" أصعب لحظة في زواج الأجنبي هي مرحلة إقناع الأسرة بالأمر.. فأنا كنت أدرس في الخارج وكانت لي علاقة مع أستاذي بالكلية التي أدرس بها.. وعرض عليّ الأمر وطلب مني إقناع عمي وهو ولي أمري بعد وفاة أبي بصفته المسئول عني والحمد لله كان العم متفهماً لموقفي فوافق على قبول الزواج، وقد اشترط عمي إقامة العرس في السودان فوافق على ذلك دون تردد.. ولا أنسى حتى الآن رد فعل المدعوين وأنا جالسةٌ بجوار زوجي في ليلة زفافي وهو يختلف عني بلون بشرته البيضاء وعيونه الخضراء.. البعض حسبني مجنونة والبعض الآخر تقبّل الأمر على مضضٍ والبعض حسدني على ذلك… والشيء الذي أقلق الحبوبات بالطبع رفضه «للحناء» و«الجرتق» العادات والتقاليد العادية للعرس السوداني لعدم إقتناعه بهذا، ولكن ما عدا ذلك كل شيء جرى على ما يرام."
أمر طبيعي
أمل محمد أحمد باحثة اجتماعية تُعلِّق على تردد الأسر في القبول بزواج ابنتهم بأجنبي بقولها:"بالطبع في بادئ الأمر يحدث تخوف من الأسرة على إعطاء ابنتهم للعيش مع أجنبي مختلف عنهم في العادات والتقاليد وذلك لعدة أسباب من أهمها غياب ابنتهم وسفرها إلى الخارج في أغلب الأحيان ونظرة المجتمع والخوف من الآثار السالبة لهذه التجربة.. ولكن هنالك بعض الأسر ترضخ لرغبة البنت إن هي أصرّت على إتمام الزواج…
نموذج آخر
حياة آدم عبد الرحيم من مواليد الفاشر تروي قصة زواجها من سردار على باكستاني الجنسية قالت:"تعرفت عليه في مدينة الفاشر حيث كان يعمل في شركة (ريكي) الايطالية مهندساً كهربائياً وكنت أنا أعمل في الشركة أثناء دراستي في الثانوية العامة ..في البدء جذبني إليه بأخلاقه العالية وحبه للسودان ولكن عندما عرض عليّ الزواج بعد شهرين من بداية علاقتي به كنت متخوفة من اختلاف العادات والتقاليد وكانت تدور في مخيلتي بعض التساؤلات التي كانت تحيرني قليلاً عن مدى قبول أهلي له وبعد الزواج هل سيتركني ويسافر ولا يعود للسودان مرة أخرى ..ولكنه حاول إقناعي بأن كل هذه المخاوف توجسات لن تحدث …وبعدها جاءت مرحلة إقناع أسرتها التي كانت متخوفة من هذه الزيجة ..فهذه ستكون أول تجربة زواج سودانية بأجنبي في مدينة الفاشر …".
اقتناع الأسرة
عمي أبو حمد حسب الله برلماني قديم ومن أوائل السودانيين الذين درسوا في جامعة أكسفورد كان متقبلاً للموضوع وقام بإقناع أسرتي ..وتمت كل مراسم الزواج بالتقاليد السودانية وسافرنا إلى مصر وكينيا لشهر العسل …زوجي كان حكيماً معي حيث استطاع أن يمتص اختلاف العادات بيننا ..تعلمت منه الكثير وهو الذي ساعدني لأصبح سيدة أعمال ناجحة ..كما ساعدني في تكملة دراستي الجامعية والدراسات العليا ..وكان متفهماً لسفري في الخارج للمشاركة في مفاوضات السلام في ابوجا ودارفور ..وهو وطني غيور يحب السودان وأهله ..إن طبيعة عمل زوجي تتطلب سفر الكثير فكان يزور السفارة السودانية في كل دولة يزورها ويتعرف على الجالية السودانية هنالك ويحضر كل احتفالتها ..ومن حبه للسودان استطاع الحصول على الجنسية السودانية ..وبالتالي بناتي ومضة وضحى أصبحتا سودانيات بالجنسية ".
أسباب الرفض
كثيرٌ من الأسر ترفض تزويج بناتها للأجانب.. استطلعنا بعض الأسر الرافضة لمثل هذا الزواج فكانت أسباب الرفض مُختلفة، نحن نجملها في الآتي:
? التخوف من الآثار السّالبة التي من الممكن أن تنجم عن هذا الزواج ونظرة المجتمع والأهل وكيفية التعامل والتخاطب مع هذا الزائر الجديد.
? عدم معرفة الأسرة لسلوكيات وأخلاق الزوج المتقدم لخطبة ابنتهم بصفته الأجنبية وباعتباره من بلد ومجتمع مختلف لا يعرف عنه الكثير.
? اختلاف العادات والتقاليد بين السودانيين والأجناس الأخرى ربما كان ذلك عقبة تلقي بظلالها السالبة فتؤدي مستقبلاً إلى عواقب لا يمكن تداركها.
? حرص الأسر السودانية على خطبة ابنتهم من أسرة فاضلة وكريمة ونسب يلجأ إلى الاحتكام إليه حال حصول مشاكل بين الزوجين وهو الأمر الذي يصعب توفره في مثل هذه الزيجة.
? نشأة الأبناء في بلد أجنبي سيتعلّمون لغة وعادات مجتمع مخالف يصعب من بعده إيجاد أرضية للتعامل بها في بلدهم إنْ هم عادوا إليها مرة أخرى.
? زواج الابن من أجنبية يمكن أن يفرض العودة إلى السودان ولكن زواج السودانية من أجنبي يحتم عليها السفر مع زوجها إلى بلده ووجود العصمة في يده، ولربما يؤدي إلى هجرها وتطليقها وربما كان للأجنبي سوء نية بهذا الخصوص.

أسباب القبول
تقول «ر.أ» معلِّقةً على أسباب قبولها الزواج بأجنبي…الأجنبي لا ينظر إلى أسرتك من تكون، ولا تعليمك ولا يسأل عن تجاربك السابقة.. فقط ينظر إليكِ أنتِ ككيان أعجب بك، كما أنّه لا ينتمي إلى أسرة تشترط عليه أو تتحكّم به وتطالبه بإقامة حفل زفاف أو الصرف البذخي أو المجاملة دون حساب.. باختصار لا يضع اعتباراً إلاّ للفتاة التي يود الارتباط بها وهذا في اعتقادي الخاص أفضل من أيِّ اعتبار آخر.

أسباب القبول
من خلال استطلاعنا لزوجات أجانب وبعض الفتيات غير المتزوجات ممن أبدين قبولهن بزواج الأجانب إذا سنحت لهنّ الفرصة كانت أسباب القبول مجملة في الآتي:-
o تواجد الأجانب في السودان محدودٌ وقليلٌ إلاّ من المسئولين أعضاء السلك الدبلوماسي والشركات الأجنبيّة العامّة والخاصّة والتجار من الدول العربية والذين يمتازون بـوضع اجتماعي رفيع يُوفِّر للفتاة مستوىً راقياً تحسد عليه وهذا ما يُقلِّل من الآثار السالبة لمثل هذه الزيجات.
o الأجنبي لا يضع في الاعتبار الكثير من الأمور مثار اهتمام الشباب السوداني مثل وضع أسرة الفتاة وقبيلتها وتعليمها وتجاربها السابقة وعمرها وشكلها ومدى قبول أسرتها من عدمه.
o زواج الأجنبي فرصة لمعظم الفتيات للسفر إلى خارج السودان أو تحقيق أغراض أخرى إضافةً إلى الزواج مثل الدراسة والعمل والسياحة ومعايشة مجتمعات أخرى وتحقيق وضع جديد وحصول الأبناء على جنسيات لها وزنها تساعدهم في التغلب على مَشاكل الحياة.
o موافقة بعض الأُسر على زواج بناتهم من أجانب لوجود أصل أجنبي في الأسرة أو سبق للوالد أو الوالدة خوض التجربة بنجاح أو بحكم الدراسة والعمل في بلدٍ أجنبي لمدة طويلة مما استدعى قبول الطلب.
في الحلقة القادمة :
? منال حامدين"نحج زوجي بالخروج بأبنائي إلى فلسطين والآن أطارده بالانتربول"
? مطلقة "أشبعت ضرباً من عربيد مجنون وكان آخرها (المرمطة) في المحاكم"
? زوجة "في الخارج تتم مراسم الزواج دون (الشكليات) التي تسبب العنوسة "
? قانوني"لا تملك المحكمة سلطات إرجاع الأبناء من الخارج إلا إذا.."

حاتم دينار
الرائد

تعليق واحد

  1. غريبة كلمة دوافع الفي بداية الموضوع
    هل تفسير الكاتب لحياة سعيدة ان يحاول ان يعرف الدوافع
    واحدة منهم الانتقال للحياة مع انسان يفهم معني ان الزوجة شركة حياة وليست مخلوق مسخر لخدمته كما يفكر غالبية الشباب السوداني والعربي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..