من ينصفك ايها المعلم ؟ا

من ينصفك ايها المعلم ؟

سيف الاقرع لندن
[email protected]

تملكني الحزن واعتصر قلبي وانا انظر اليه وسط زحام السيارات متأبطا كتابا كما عهدناه دائما وهو يبحث عن سبيلا ليعبر به الشارع الى الناحية الاخري التي تقف فيها حافلات الركاب .. مغبرا منهكا علاه الشيب حذاءه قديم بالي مجتهدا ان يكون مظهره محترما كما هو .. بلغ من العمر عتيا .. حاولت ان اوقف سيارتي لاذهب اليه واحمله اينما يريد .. ولكن السيارات من خلفي لم تعطني الفرصة .. ناديته بصوت مرتفع .. ياستاذ .. يا استاذ .. لم يسمعني غاب بين الزحام وذهب في حال سبيله وذهبت متمكنا مني حزن عظيم ..

هو استاذي في المرحلة المتوسطه كان مدير المدرسة .. مربيا عطوفا ومعلما حريصا محترما من الجميع وصديقا للاساتذه والتلاميذ.. كان نموزجا للمربي الجليل .. وحقيقة جميعهم كانوا لنا اباء وموجهين الى الاخلاق الحميدة والى الفضيلة .. استعجبت كيف لا تكون له سيارة وهو الذي تخرجت على يديه اجيالا يركبون افخر انواع السيارات وافخمها واغلاها كيف لا ننصف من ربونا واجتهدوا في تعليمنا …. من احق منهم في ان ينال احسن الامتيازات في السودان غاطبة .. ماذا فعلت انت وانا (وزعيط ومعيط ونطاط الحيط ) للسودان .. ماذا قدمت له حتى تجلس في المقعد الخلفي في تلك السياره الحكوميه الفارهة وتسكن في بيت حكومي يقاس بالفدادين وحديقته يمكن ان تكون حديقة عامة .. ماذا قدمت حتى تسافر اجازاتك خارج السودان على حساب الحكومة انت واسرتك .. وتتعالج على حساب الحكومة وحتى الدواء تصرفة على حساب الحكومة وتلبس وتأكل وتشرب على حساب الحكومة .. اانت احق بهذا .. ام المعلم الذي علمك مالم تكن تعلم .. اليس واجبا عليك اخي ان تنصف هذا المعلم اذا ماتبوأت مركز القرار .. كم رئيس اتى الى هذا البلد ولم ينصف معلمه .. وكم وزيرا تعاقب على الوزارات ولم يحركوا ابدا ساكنا في انصافك ايها المعلم الكادح المسكين كم عالما فذا يشار اليه بالبنان وقف امامك في ذات يوم كان فيه تلميذا مطأطاً راسه يسمع الى توجيهاتك ونصائحك الغالية في ادب واحترام .. اين ذهب الادب والاحترام .. كلهم ظلموك سيدي المعلم .. كلهم جحدوا فضلك عليهم .. كلهم انكروك .. هل نحن امة جاحدة تتكبر على من صنعوها لا ننصف من زرعوا فينا العدل والانصاف والعلم والفضيلة والدين الى هذا بلغ بنا الجحد والنكران ان نتجاهل من ربونا واحسنوا الينا وهدونا الى سراط مستقيم .. والى متى تصير مهنة التدريس مهنة طاردة بدلا من ان ننميها ونعتني بها ونفخر بها .. اذا اردنا ان نخلق جيلا معافى سليما متعلما .. من يبني الوطن غير المعلم بتأهيل الابناء وكيف نربي ابنائا على الفضيله والاخلاق الحميدة والخصال الطيبه ونحن نحط من قدر المعلم الذي لايجد مايأكل ولا مايلبس ولا يسكن سكنا مريحا محترما ولا يجد قوت عياله ولا علاجهم .. كيف نطلب منه ان يبدع ويتفانى ويتجرد ويعلم ويخلص .. يقدم لنا الحصص الاضافية والحصص الصباحية وذهنه مشغول شارد او على عاتقه دين لا يدري من اين يسده .. اين انت يا احمد شوقي لتعيد ما قلته من قبل على اسماع المسؤلين .. ( قف للمعلم ووفه التبجيلا … كاد المعلم ان يكون رسولا) ونحن لا ننصف من يعلمهم ويربيهم ..
يجب ان اردنا النهضة والتقدم والعلم والحضارة ان نعتني بهذا المناضل ( نعم هو والله المناضل في زمن اصبح لامناضل فيه ولا نضال ..) .. يجب ان نوفر له كل مايحتاجة اولا وقبل اي موظف اخر .. يجب ان تكون الاولوية القصوى للعلم وللمعلم وللادوات المدرسية من هو اولى بالتقدير والاحترام من هو اولى بالترقيات بل من هو احق .. وهنا اذكر استاذي بالثانوية العليا محمد الحافظ مرزوق رحمه الله يناشد وزارة التربية لترقيته لدرجة ( B ) .. فقال B ابدأوا جلساتكم لتقسموا درجات (B ) .. ترى كم كان يجلس في الدرجة التي كانت قبل B .. وهذا يعني ان تجاهل العلم والمعلمين قديما قدم التعليم في السودان .. ولا يزال .. ( عجبي ) هجر المعلمون المهنة ووزارة التربية والتعليم لتعم فوضى المدارس الخاصة .. وليتفاخرن الامهات بأني ادفع لمدرسة ابني في السنة مبلغ كذا مليون جنيه وكذلك الاباء .. اليس المعلمين احق بهذه الملايين .. اليس هذا حرام .. ان لا ننصف المعلم .. واعنيك انت سيدي المسؤل وسيدي الوزير وسيدي الوكيل سيدي الذي يضع الميزانية اين ميزانية العلم والمعلم .. اليس حراما علينا ان نكون جاحدين ظالمين لمن علمونا حتى تبؤنا تلك المناصب العليا التي نحن فيها الان .. اليس من حقهم علينا وحق العلم علينا وحق الوطن علينا ان نضع حتى ولو 10% من الدخل القومي ( للتعليم ) حتى نكون بارين ببلادنا ومعلمينا وننهض بالعلم والمعلم وبالاجيال القادمة ونكون في مصاف الدول المتقدمة .. وكيف تقدمت الامم التي تقدمت اليس بالعلم .. حتى ولو على حساب ميزانيات اخرى ايها المسؤل يجب ان نصرف على العلم والمعلم في السودان اكبر منصرف اليس هذا امرا مهما غاية في الاهمية لمستقبل ابنائنا ومستقبل بلادنا حتى ننهض بها بالعلم والعلم فقط وليس بشيء اخر .. من هنا اناشد المسوؤلين ان يكون اكبر مرتب على الاطلاق واكرر على الاطلاق في السودان للمعلم لا لاحد سواه وافضل الامتيازات والبيوت الحكومية للمعلم وافضل علاج ورحلات خارجية للمعلم وافضل سيارات ايضا للمعلم ثم تأتي بعده المهن الاخرى حسب اهميتها للبلاد وللعباد ..

saifalagraa
سيف الاقرع لندن

تعليق واحد

  1. سلامات اخى الاقرع ورواد الراكوبه
    بتقرا افكارنا ولا شنو تعرف عمى عمل فى مجال التعليم لاكثر من 35عام وصل فيها لدرجة كبيرة (حاليا معاشه لسنة لايكفى شهر واحد )
    بخصوص موضوع العربة اليك هذه القصة المثيرة هو واحد من اول اتنين ركبو عربات فى عطبره وقع ليك يوم المعلم معلم اشترى له ابناؤه بعد الاغتراب عربة ليقوم بمشاويريه وواجباته الاجتماعيه باعتبار المعاش وفى احداها مناسبة حفل والكوريلا متوقفة خارج الاسفلت متوقفة تماما اذا باحدهم من المتنفذين الكبار واظنه ابن وزير الطاقة والجاز (حلوة الجاز دى )سابقا وباعلى سرعه من الفارهة ذات الدفع الرباعى والحرس الخاص يضرب المسكينه الغلبانه كوريلتنا من الخلف والان موجوده كتذكار فقط الغريبه فتح بلاغ فى القسم نظام جيناهو فى مرمى النيران وتم حبس المعلم عمى وخارجناهو بى واسطة كمان فى حد عاقل يقرب من الجاز مابحرقو عديل اى محامى اوقاضى ماقدر يمسك الملف ده الغريبه واحد من قرايبنا شاهد عيان خوفوه بالجاز بلع الشهاده الله يسامحو
    ويالجاز العربية موجوده وعمى الله يطول فى عمرو موجود وعلى ايدينو اتخرج الاف الوزراء والضباط والقضاة ووكلاء النيابه وانت على ابواب قراشك الكثير من العربات مادايرين غير كورلتنا ويمكن يكون ماعندك خبر وامه داساهو منك كان قريت او جابو ليك خبر المقال ده رجع لينا حقنا ولا الحساب ولد يوم القيامه وياسيف لو فى مجال انت برضو ساهم معانا فى ارجاع الكورلا كلما اسمع مظلمه اتذكر الطيب صالح رحمة الله عليه من اين اتى هؤلاء
    ……………تصبحوا على وطن

  2. تسلم يا الأقرع فمن منا لا يدين للمعلم بالفضل الكبير لذلك أقترح إنشاء صندوق لدعم المعلمين في الداخل وفي الخارج وان تتكون هيئة من المعلمين أنفسهم لأنهم هم أصحاب الوجعة وأنسانا من الحكومة وما أدراك ما الحكومة

  3. ولأنهم الشمعة التي تحترق لتنير دروب الآخرين فإن مطالبهم يجب أن تحظى بكل الاهتمام والرعاية ولأننا نثمن غالياً الجهود التي يبذلونها ،فالمعلم عبر التاريخ هو قائد النضال الثقافي والعلمي والتربوي وهو الجسر الذي تعبره الأجيال إلى ضفة التقدم والرقي الحضاري والإنساني, هذه الأجيال التي سيخرج منها الأطباء والمهندسين والمعلمين ..و أضم صوتي معك في ما ذكرته بحق المعلم……لك الود و الاحترام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..