مقالات سياسية

السيناريو الاماراتي المصري الاسرائيلي الروسي القادم: حل قوات الدعم للجيش واطاحة حميدتي…

 بكري الصائغ

١-
 في يوم السبت القادم ٢٥/ اكتوبر تجئ ذكري مرور (١٦) شهر علي انقلاب البرهان في عام ٢٠٢١، وهو الانقلاب الذي ظل البرهان طوال مدة (482) يوم ينكر بشدة  انه انقلاب وانما “حركة تصحيحية”، ولما لم   يجد الانقلاب الدموي الفاشل القبول والرضا من السودانيين والتاييد من المجتمع الدولي، سارع في يوم الاحد ١٨/ فبراير واعترف قيامه بالانقلاب بحجة اصلاح حال السودان!!، اضطر رغم انفه الاعتراف بفشل الانقلاب بعد ان لمس فشل كل الحلول لابقاء الشرعية علي نظامه العسكري، بل واقسي ما المه ووجعه ان نائبه “حميدتي” الذي كان يعتبره رفيق دربه طوال السنوات الماضية بعد سقوط نظام الانقاذ، يجده قد تبرأ من الانقلاب، “حميدتي” ابدي ندماً واضحاً من المشاركة فيه وقال انه كان غير ناجحاً معرباً عن أسفه من حدوث ذلك، بحيث انه فتح الباب لعودة الفلول.
 ٢-
 كل ماهي مكتوب اعلاه معروف ولا جديد فيه، وسبق ان نشرت الصحف السودانية والاجنبية الكثيرعن ما جري  بين الجنرالين المتساويين في الرتبة العسكرية (وهو شيء نادر الحدوث ان يكون نائب رئيس الدولة في نفس رتبة رئيسه العسكري)!! من خلافات واتهامات وطعن علي المكشوف، وهو امر غريب وشاذ لم نعرفه من قبل ان رئيس الدولة ونائبه وهما في السلطة يتبادلان التصريحات الجارحة!!
 ٣-
هناك ايضآ مشكلة كبيرة لم تخفي عن العيون، وهي ان غالبية القادة العسكريين والضباط  في المؤسسة العسكرية اظهروا غضب واضح تجاه تصرفات البرهان الانفرادية، وفي انه كلما حلت عليه وعلي مجلس السيادة مشكلة ما لا يبدي اي رغبة في الاستعانة بهم ولا يعترف بهم (رفقاء السلاح )!!، ولا يرغب في الجلوس معهم للتفاكر ودراسة انجع الطرق للحلول ، بل يسارع  بلا خجل الي المخابرات المصرية للمساعدة في حلها !!، لهذا لم يكن بالغريب ان مقابلات البرهان مع اللواء/ عباس كامل الذي زار الخرطوم في كثيرمن المرات فاقت عدد مقابلاته مع قادة القوات المسلحة!!
٤-
 البرهان يعيش هذه الايام اسوأ ايام حياته بعد ان فقد الاحترام الشعبي والدولي ونبذته حكومات كثيرة رفضت الاعتراف به كرئيس دولة (وهذا ما لمسناه عند سافر الي بريطانيا للمشاركة في تشييع الملكة اليزابيث الثانية، ورفضت ادارة مراسم قصر وستمنستر اعتباره رئيس دولة وانما قائد عسكري لا اكثر ولااقل)!!، البرهان حاول من خلال بعض الزيارات لبعض دول الجوار ان يصنع لنفسه هيبة ومكانة ولم ينجح لانه رئيس غير معترف به عالميآ.
٥-
البرهان يعرف حق المعرفة انه لايستطيع البقاء في السلطة الا بارتكاب حماقة شبيهة بالاولي والقيام بعمل انقلاب جديد علي انقلابه الحالي وذلك بمساعدة الامارات التي تكره الديمقراطية، ومصر التي يهمها بقاء الحكم العسكري، واسرائيل التي لا تستطيع “التطبيع” الا في ظل حكم البرهان، وروسيا التي عندها جماعة “فاغنر” وتهريب ذهب دارفور لروسيا”!!
 ٥-
سيناريو الانقلاب البرهاني الاماراتي المصري الروسي الاسرائيلي القادم سيقع شاء من شاء وأبى من أبى لان الاجواء السودانية القاتمة والخلافات التي ضربت الجميع  مهيا تمامآ قيام الجيش بانقلاب وهو مطمئن!! ، اولي ما في سيناريو بعد الانقلاب هوعزل “حميدتي” من مجلس السيادة وانهاء عمله بالدعم ، وايضآ عزل شقيقه عبدالرحيم من الرتبة العسكرية والطرد من الخدمة وتاتي اخطوة الثانية وهي تنفيذ خطة حل قوات “الدعم السريع” حل نهائي ودمج الضباط والجنود في القوات المسلحة ، بعدها يبقي البرهان في السلطة تحت امرة من ساعدوه في المغامرة الانقلابية، ويصبح حاله مثل حال الرئيس السوري بشار الاسد محمي بقوة من روسيا وايران وكوريا الشمالية!!
٦-
 خلال الثلاثة اعوام  و(١٠) شهور الماضية بعد الاطاحة بحكم الرئيس المخلوع وقعت في البلاد خمسة محاولات انقلابية كان اخرها محاولة انقلاب البكراوي في يوم ٢١/ سبتمبر ٢٠٢١، والتي بعدها بشهر واحد وقع انقلاب البرهان!!، وهنا اسال، في ظل هذه الانقلابات الكثيرة التي وقعت خلال الاعوام الاربعة الماضية (٢٠١٩- ٢٠٢١) ما الذي يمنع وقوع انقلاب سادس؟!!
 ٧-
 اعرف ان هناك من القراء من يعتبر هذا المقال نوع من انواع افلام الخيال العلمي او خطرفة أثر التَّخدير أو بسبب حرارة الحُمَّى، ولكن من تابع بدقة واهتمام تاريخ الانقلابات العسكرية التي وصل عددها الي (٣٢ ) ما بين انقلابات ناجحة وعشرات اخري فاشلة وحركات تمرد ،  يجد ان السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي يمكن ان يقع فيه انقلاب بكل سهولة  ويسر(انقلاب البرهان مثالآ)!!، بل قمة المهزلة في انقلابات السودان، ان المقدم/ حسن حسين قام بانقلاب عسكري في يوم ٥/ سبتمبر ١٩٧٥وهو يقود دبابة خرج بها من القيادة العامة وحتي الاذاعة، وهناك اذاع بيانه العسكري رقم واحد!!.. محاولة انقلاب حسن حسين دخلت التاريخ علي اعتبار انها اول محاولة انقلاب تمت في التاريخ العسكري بدبابة واحدة فقط لاغير!!
 ٨-
هناك توقعات كثيرة تؤكد، انه ان لم يقع انقلاب خلال الايام القليلة القادمة، فحتمآ قد يلجأ البرهان المسنود بقوة من دول اجنبية معروفة، الي عزل “حميدتي” من مناصبه الكثيرة التي يشغلها حاليآ (والتي هي اصلا كانت هبة او “رشوة” للبقاء في المجلس)، والقيام بتعيين شمس الدين الكباشي مكانة في منصب نائب رئيس مجلس السيادة!!
 ٩-
 اخر خبر جديد عن التمهيد للانقلاب القادم:
مصادر خاصة تكشف أسباب الخلاف بين البرهان وحميدتي

تعليق واحد

  1. الصائغ ياكاتب محترف قادر على تطويع الكلام. كم استمتع بقراءة مقالاتك. اخي الكريم حميدتي يعلم تمام العلم ان المؤسسة العسكرية لاترغب في وجوده البتة بهذه الشكلية. ويعلم تمام العلم ان الجيش هو شوكة حوت في خاصرتة لحكم السودان.وان احس بااي غدر فعل السودان السلام دائما مااقول ان هلاك أمة السودان في هذا لحميدتي. البرهان اما غبي او جاهل لوفكر في منازلة حميدتي هنا وقوات حميدتي مدسوسة في عواصم الولايات وتأخذ من المدنيين دروع بشرية هل للجيش خطة واضحة للتخلص منة وهو في وسط وشرق وشمال السودان الله اعلم. اللذي اعلمة ان الحريق قد اتي الأبواب وليستعد الكل النزال. ومشكور على تقبل الرأي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..