سلفاكير في الخرطوم اليوم: أمن ونفط وتمرُّد متبادل

الخرطوم ــ علوية مختار

يصل إلى الخرطوم صباح اليوم، السبت، رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في زيارة تستمر لساعات، يبحث خلالها مع الرئيس عمر البشير جملة من الملفات العالقة بين البلدين على رأسها الترتيبات الأمنية وملف النفط.
وتعد زيارة الرئيس الجنوبي، الأولى له بعد اندلاع الحرب الأهلية التي شهدتها بلاده على خلفية المحاولة الانقلابية منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال سفير دولة جنوب السودان في الخرطوم، ميان دوت، لـ”العربي الجديد”، إن سلفاكير سيصل إلى الخرطوم على رأس وفد رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراء على رأسهم وزيرا النفط والدفاع، ستيفن ديو داو وجون ميانق جوك، لمتابعة تنفيذ القضايا المتعلقة باتفاقيات التعاون التي وقعها الطرفان في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، العام الماضي.
وأشار دوت إلى أن الزيارة ستكون مقتضبة، بينما سيظل الوفد المرافق في الخرطوم لمواصلة الحوار مع المسؤولين هناك، نافياً أن تكون للزيارة علاقة بالوضع المضطرب في بلاده، باعتبار أن قضية الجنوب تناقش عبر منظمة الايغاد، والخرطوم جزء من تلك المنظومة.

حلقة متشابكة
وجاءت زيارة سلفاكير إلى الخرطوم بعد تهديدات نائبه السابق رياك مشار، الذي يقود تمرداً ضده حالياً، بالسيطرة على أنابيب النفط، وبعد قرارات دول منظمة “الايغاد” بسحب القوات الأوغندية من الجنوب واستبدالها بقوة مشتركة من المنظمة، وإلزام جوبا بالموافقة على إشراك سبعة من قيادات الحركة الشعبية التاريخية، كانت تحتجزهم بتهمة المشاركة في المحاولة الانقلابية للإطاحة بالرئيس سلفاكير، وأطلقتهم تحت ضغط دولي وإقليمي.
وقال المحاضر في جامعة هارفرد الأميركية، القيادي الجنوبي لوكا بيونق، إن “ملفات النفط والترتيبات الأمنية ستكون الأجندة الأساسية على طاولة الرئيسين البشير وسلفاكير، إلى جانب محاولة جوبا كسب تأييد الخرطوم لموقفها الرافض لإشراك المعتقلين المفرج عنهم في المفاوضات الجارية حالياً في أديس ابابا وحصرها فقط في مجموعة رياك مشار.
ويرى بيونق أن زيارة سلفاكير إلى الخرطوم تهدف إلى تقوية موقف جوبا في “الإيغاد”، لا سيما بعد العزلة التي وجدت نفسها فيها بعد رفضها مشاركة المعتقلين المفرج عنهم في المفاوضات.
وقال بيونق، لـ”العربي الجديد”، إن الهدف الأول من الزيارة محاولة جوبا إقرار هدنة أمنية مع الخرطوم للمحافظة على الحدود، لا سيما الحدود المحاذية لآبار النفط، إلى جانب سد أي نافذة لمساعدات تقدمها الخرطوم للمتمردين عليها، خاصة بعد تسرب معلومات عن اتصال للخرطوم مع مجموعة مشار المتمردة عبر دولة إرتيريا.
ورجح أن تخرج الزيارة بتفاهم عسكري بين الدولتين لحماية مناطق البترول ومساعدة الخرطوم لجوبا في ملء الفراغ الذي سيحدثه انسحاب القوات الأوغندية من الجنوب.
وأوضح أن “لجوبا شكوكاً في قوة الحماية التي أقرتها “الايغاد” لتحل محل القوات الأوغندية وفي سرعة تكوينها وانتشارها”. وأكد بيونق أن جوبا ستمنح الخرطوم ضمانات تتعلق بالتزامها بتدفق النفط عبر خطوطها، والتراجع عن القرار الذي اتخذته إبان احتدام الأزمة بين البلدين، بالبحث عن خطوط أنابيب جديدة عبر كينيا أو إثيوبيا.

تحالفات مرحلية

ويرى المحلل السياسي ونائب رئيس جمعية الاخوة السودانية “الشمالية / الجنوبية”، البرفسور الطيب زين العابدين، أن التقارب بين الخرطوم وجوبا حصل قبل اندلاع الحرب في الجنوب، أي عقب إصدار سلفاكير عدداً من القرارات أبعد بموجبها مَن عُرفوا باسم “أولاد قرنق (نسبة إلى أتباع زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق)، وعلى رأٍسهم باقان أموم ودينق ألور.
وترى الخرطوم أن هؤلاء الأشخاص لعبوا دوراً معرقلاً في العلاقات مع الجنوب، وأنهم الداعم الرئيس لحركات التمرد في شمال السودان، لا سيما الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال.
ورجّح زين العابدين، أثناء تصريحات له لـ”العربي الجديد”، ألا تخرج أجندة البشير وسلفاكير، في اجتماعات اليوم، عن مناقشة تنفيذ الاتفاقيات التي وقعها الطرفان أخيراً، إضافة لاستفسار الخرطوم عن مشاركة حركة العدل والمساواة الدارفورية في الصراع بدولة الجنوب إلى جانب جوبا، الأمر الذي تعتبره الخرطوم يقوّي من مواقف الحركة عسكرياً ويشكل تهديداً مباشراً لها.
وأكد أن الخرطوم ستطلب استفساراً آخر بشأن التوترات التي شهدتها منطقة أبيي، المتنازع عليها، والتقارير الواردة بشأن وجود أعداد ضخمة من الجيش الجنوبي هناك.

العربي الجديد

تعليق واحد

  1. (وأكد بيونق أن جوبا ستمنح الخرطوم ضمانات تتعلق بالتزامها بتدفق النفط عبر خطوطها، والتراجع عن القرار الذي اتخذته إبان احتدام الأزمة بين البلدين، بالبحث عن خطوط أنابيب جديدة عبر كينيا أو إثيوبيا)مثل هذا المتعجرف بيونق وكل من شاكلته هم من اوردو شعبهم الهلاك.ليس ل سلفاكير اى حلول اخرى غير السودان الشمالى,ولو عندنا رجال دوله حقيقتا ويفهمون سياسه صاح ممكن تحل كل العقبات مع الجنوب فى ظل الوضع الحالى لسلفا.ولكن دائما نظرتنا للامور تحت اقدامنا فقط.!!!

  2. يا خوى سلفا فيفتى فيفتى ونودى ليك جيش عرمرم ونخلصك من حاجه اسمها مشار للابد …عشان نحن كمان نتقوى ونخلص من الدفع الرباعى اللى مش قادر يطلع قوز الرمله…..اها قت شنوا يا ابن الجنوب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..