مقالات وآراء سياسية

بنسودة كبست كبسا كبسا

محمد حسن شوربجي

في الاخبار أن بعبع المحكمة الجنائية الدولية قد وصلت الخرطوم بدعوة من الحكومة الانتقالية.

وقد بدأ البعض يرتعد خوفا من هذه السيدة الجمايكية المخيفة .

وظني ان زيارتها للسودان تتعلق بقضية تسليم العصابة الخمسينية التي اتفقت على تسليمها الحكومة والحركات المسلحة في جوبا.

فلقد تم تضمين أمر التسليم في فقرة رئيسية من فقرات اتفاقية السلام الذي وقعت في جوبا .

والمشكلة ان الرئيس المخلوع وعصابته الخمسينية ينفون نفيا قاطعا مسؤوليتهم عن حرب الإبادة الجماعية في دارفور والتي تقدر الأمم المتحدة ضحاياها ب ٣٠٠ الف شخصً مسلم.

و يدعي الرئيس المخلوع وعصابته الخمسينية عدم اعترافهم بالمحكمة الدولية ولا بميثاق روما.

ويرفضون تسليم انفسهم للمحكمة بحجة أنهم دولة من حقها بسط الأمن في بلدها.

رغم أن ما جرى كان فظيعا بشهادة السكان الناجيين ومنظمة هيومن رايتس ووتش التي وثقت الاحداث لحظة بلحظة.

والهيومن رايتس ووتش تؤكد في تقريرها الذي صدر في ٧٧ صفحة أنها شاهدت القوات الحكومة والميليشيات الموالية لها وهي تفصف القرى بطائرات الانتينوف الروسية دون رحمة.

وما دام الرئيس المخلوع وعصابته الخمسينية ينكرون مسؤوليته الجنائية والاخلاقية عن هذه الجرائم البشعة والتي تقشعر لها الأبدان فهذا يعني أنهم يملكون دليل البراءة.

فلماذا إذن الهروب وكل هذا الخوف والذعر والاختباء كالفئران المذعورة منذ صدور المذكرة.

لماذا لا يسلمون أنفسهم للجنائيه الدولية ويثبتون برائتهم أمام العالم بالحجج والبراهين التي يدعون امتلاكها.

وبصراحة ما حدث في دارفور لا يقبله عقل ولا دين ولا إنسانية.

وشهادات أهل دارفور والقصص المأساوية وحرق المنازل وهروب الناس الي المعسكرات هي قصص أشبه بل وافظع من تلك التي حدثت للتوستي في رواند والأسافير مليئة بقصص ومآسي تلك الإبادة الجماعية التي كانت في دارفور.

الا انه من الأفضل الاكتفاء بقصة واحدة فقط لفظاعة الأحداث.

فقد حكي احدهم أنه عند ساعات الفجر الأولى كان يبدأ دائما المصير المشؤوم للقرية المستهدفة فتظهر المروحيات وطائرات الانتينوف في السماء وتطوّق دبابات الجيش القرية ومداخلها وتبدأ المليشيات في أداء مهمتهم القذرة. وتابع: “يُفاجأ أهل القرية بحشود غفيرة تقتحم قريتهم ممتطية الأحصنة والجمال، وتبدأ بدخول المنازل فتقتل وتنهب حتى البطاطين ثم تقوم بحرق المنازل المنهوبة”.

ولا يتوقف الأمر هنا بل يستمر أفراد الميليشيات بإخراج النساء من داخل منازلهن وتجميعهنّ في مكان وسط القرية، ومن ثم يجردوهن من ملابسهن،
ويتناوبون على اغتصابهن أمام أسرهن ومَن يعترض يُقتل على الفور.

و يروي الراوي عن مذبحة شهدتها قريته “دبس” عام 2003 ويقول: “هناك مشاهد لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي فلقد حرقوا مسجد القرية والمصلين داخله أثناء صلاة الفجر،ثم قتلوا أكثر من ألف شخص في قرية تعداد أبنائها خمسة آلاف.

و يمكنك أن تتخيل طفلاً رضيعاً يُنتزع من أمه ويلقى في النار قبل أن يغتصبوها، أو اغتصاب زوجة أو أخت أمام أهلها”.

انتهي.

هذه قطرة في بحر عن قصص تلك الإبادة الجماعية المأساوية التي امتدت لسنين في بلادنا.

وقد تم توثيق ابادات دارفور وأصبحت ضمن أفظع الابادات التي شهدها التاريخ البشري وهي ابادات عدة منها :

*** الإبادة التركية للأمن ١٩١٥
*** الإبادة الألمانية للهريرو والناما ١٩٠٤_ ١٩٠٩
*** الإبادة اليابانية في الصين ١٩٣٧
*** الإبادة السوفيتية في أوكرانيا ١٩٣٢_ ١٩٣٣
*** الإبادة في أوغندا ١٩٧١
*** الإبادة النازية لليهود ١٩٤٢-١٩٤٥
*** الإبادة في كمبوديا ١٩٧٥
*** إبادة الأكراد في العراق ١٩٨٧
إبادة التوتسي في رواندا ١٩٩٤
*** الإبادة في إلبوسنة ١٩٩٢
*** الإبادة في دارفور ٢٠٠٣

محمد حسن شوربجي

‫2 تعليقات

  1. 1..الابادة الجماعية للشعب السوداني على يد الدفتردار صهر محمد علي باشا
    2..ابادة محمود ود احمد لاهل المتم
    لماذا لا تذكرون هذه الابادات…ام اهل تلك المناطق ليسوا بني ادميين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..