البوبار في بيت البكاء!!..تغيير المفردات وعرض القدرات

الخرطوم: هويدا المكي :

لم يعد هنالك اختلاف كبير بين صيوانات الافراح والاتراح الا الزينة، فقد اصبحت صيوانات البكاء تزدان بالكراسي الفاخرة والمكيفات المتحركة، وبات البعض يستجلب طاقماً من الصفرجية وموظفي الخدمات لاستقبال وخدمة الضيوف وتوزيع الاكل والشرب التى يهتم بها اهل المتوفى قبل دفنه، فلم يعد التمييز بين البكاء والزواج الا في رفع الايدي لقراءة الفاتحة او بتعالي بعض الاصوات النسائية بالبكاء بين الحين والآخر. رحتى دلالات الاسماء اخذت في التغيير، فمثلاً في السابق كان يطلق عليها بيوت الفراش وتجاوزتها الى بيت البكاء ثم بيوت العزاء، لأن تسمية بيت الفراش كانت دلالة على افتراش الارض عندما كانت توضع السباتات المصنوعة من «السعف» طوال الاربعين يوما التى تراجعت ايامها الى اسبوعين ثم اسبوع وثلاثة ايام الى يومين في الغالب حالياً، بينما يكتفي البعض بيوم واحد.
وهناك مجموعة من الظواهر السالبة اخذت طريقها الى بيت البكاء، وتحدثت لـ «الصحافة» عرفة الماحي عما يحدث في بيوت البكاء حالياً من تباهٍ وتظاهر لا يتماشى مع القيم والاخلاق والاعراف، مبينةً ما يحدث من بذخ فى المأكل والمشرب، وتحكي عما يحدث منذ وفاة الميت بأن الهم الاكبر صار هو تحضير ما يلزم الاكل، وليس أكلاً عادياً بل يشبه اكل الافراح الذي تعددت اصنافه، فى وقت كانت فيه وجبة بيت البكاء فى اليوم الاول على الجيران ومكونة من صحن واحد، اضافة الى البوبار بين النساء بالثياب الفاخرة والتحلى الحلي ووضع العطور النفاذة.
وتقاطعها الاستاذة نجوى فرج الله معلقة بأنه لم يعد في القلوب ادنى حزن وتألم على فقد الاموات بخلاف ما كان في الزمن الماضي، عندما كان كل الاحباب والجيران يحزنون، وإن كان هناك بعض الايجابيات مثل اختفاء الاصرار على الحداد لفترة طويلة وبصورة مفرطة ومبالغ فيها، والبكاء بتوصيف الميت وتعديد محاسنه حتى ما لم تكن فيه.. وهناك نساء عرفن بذلك على مستوى العائلات، لدرجة ان البعض يسأل عن حضور فلانة وغيابها، ومن الناس من يحضر لسماع وصفها للميت، وهن متخصصات وقادرات على تحريك القلوب المتحجرة، وتقول كذلك إن مشاركة الحداد او البكاء على الميت كانت تبدأ بوضع الرماد على هامة الرأس والسير حافية القدمين، لكن الآن اختلفت الصورة، فالنساء يتجمعن وتتعالى اصواتهن بالضحك والحديث عن آخر الصيحات فى الملابس والاكسسوارات والحناء وتغيير اثاثات المنزل، ولا يضعن اى اعتبار لأهل المتوفى. وتحكي لنا الحاجة سكينة أن «طشت» من الرماد كان يوضع عند مدخل بيت البكاء، وكل امرأة داخلة يجب عليها ان تكشف رأسها وتضع كمية من الرماد فيه، وتحكي ان امرأة كانت تبدو مجاملة بعض الشيء شاركت احدى جاراتها فبكت وكالت الرماد على رأسها، ولكن عندما توفي اخوها جاءتها جارتها لتعزيها بدون ان تضع الرماد على رأسها، وهنا اقتادتها الى مكان الطشت وكشفت رأسها وكالت عليه الرماد. وقالت نحمد الله أن انتهت هذه المظاهر الجاهلية، لكنها رجعت وقالت إن ما يحدث الآن فى بيوت البكاء من بوبار ومظاهر سالبة لا يرضيها.
وعن صيوانات العزاء يقول الشاب أسامة عثمان إن ثقافة العصر الحالي لا تتماشى مع الجلوس أرضاً، كما أن اختيار الكراسي المريحة وجلب المكيفات لا علاقة له بالترف إطلاقاً، وهو نوع من إكرام الضيوف وإنزالهم أحسن منزل. ولكن لم يفت عليه أن ينتقد المناقشات السياسية وأحاديث الرياضة، ووصف أولئك بالجالسين في المجالس فكرية أو منابر الرأي.

الصحافة

تعليق واحد

  1. شي عجيب صراحة في مجتمعنا السوداني الشي الغريب ايضا رقم الفقر والغلاء موجود التباهي موجود من اين لهم هذا على العموم حسبي الله ونعم الوكيل

  2. السلام عليكم ورحمة الله
    ياأخواتنا السودانيات تبن الى الله واستغفرن ربكم( ويوم لا ينفع مال ولابنون)(ويوم يجعل الولدان شيبا)

  3. عن ياتو بيوت بكاء بتتكلمو!! يمكن بيوت بي كوز ومن معهم,…قال اكل فاخر!! الناس مالاقيه حق التمباك!… كالعاده الاخبار الزي دي نوع من الغش والتضليل للناس الغرض منها عكس واقع وهمي بان الناس عايشين في ترف وسعاده حد البوبار في البكيات.

  4. عن أي بيوت بكا بتتكلموا ؟؟؟؟!!!! في ح شعبي ولا حي ناس مرتاحين !!!! هو الناس بقيت بتفرش يوم واحد وبيتمو بالدين واخوي واخوك …..

  5. ارد على تعليق ( أبوحسن) هههههههههههه كويس انك قلتها ودا اعتراف واضح بقولك ( شي عجيب صراحة في مجتمعنا السوداني الشي الغريب ايضا رقم الفقر والغلاء موجود التباهي موجود من اين لهم هذا ) يعني معناها الناس حتى لو ما عندها قروش ووضعها تعبان لكن يتقطعوا تقطيع ويجازفوا ويبزروا ومابكون في توفير للقروش لشراء الحاجات المهمه زي الغذاء اليومي والعلاجات وغيرها من الحاجات المهمه , واكيد طبعا الكلام دا مقصود بيو ————————-> الناس البكوركوا ويقولوا (( جوعت الناس يارقاص )) !

  6. رحم الله شيخنا بدرى ذلك الواعظ التقى الورع الزاهد فى دنياه فقد جاء فى سبعينيات القرن الماضى وقضى اكثر من عشر سنوات يجوب ولاية نهر النيل شرقا وغربا بين مدينتى شندى وعطبرة وقد ذهبت لكل القرى التى زارها هذا الشيخ وشاركناهم اتراحهم ورأيت العجب العجاب . اصبح المأتم يعمه الحزن دون العويل واندثرت عادة ضرب الخدود وشق الجيوب وقد اختفت تلك النساء وتلك العادات ومنها ذر الرماد على الراس والزغاريد والصياح الذى كان يحصل فى السابق فتجد زوجة المتوفى او امه او اخته جالسين على الارض ويدعون لميتهم دون صياح ودون غبار وشاهدت بيوت بكاء فى الخرطوم ولكن بكل اسف كلها صياح والنساء لا زالن تقومن بوضع الرماد والتراب على رؤؤسهن ويصفن الميت بأوصاف لا تنتهى وحمدت الله على السلوك الحضارى والاسلامى عندنا بنهر النيل فى مثل هذه المناسبات الحزينة وأسأل الله ان يجعل ذلك كله فى ميزان حسنات المرحوم الشيخ بدرى طيب الله ثراه فهى صدقة جارية يسعد بمشيئة الله بحلاوتها وطيبتها فى قبره .

  7. و قصه انابه الخدم واظنهم الحبش لتقديم واجب العزاء نيابه عن صاحبات البيت والادهى من ذلك البكاء بصوت جهوور حتى لا يشعرن اهل الفقيد او الفقيده بغياب الجاره او من كلفت الحادمه بذات التكليف ^ عجبي ^ ف اظن أن كاتب المقال لم يتطرق لهذه العاده الدخيله جداااااااا علينا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..