بورتسودان مدينة أمنة وبعيدة عن الحرب: لماذا اذا اطفال النزوح يموتون فيها جوعا؟!!

العنوان اعلاه ليس من عندي وانما مقتبس من خبر نشر في صحيفة “سودان تريبون” بتاريخ يوم الأربعاء ١١/ أبريل الجاري ٢٠٢٤م تحت عنوان:- “النازحون في بورتسودان.. شبح مجاعة ووفيات وسط الأطفال” وجاء فيه:
(…- زينب لم تكن الوحيدة التي تسببت حرب الجيش والدعم السريع في معاناتها، عدد من النساء عشن معاناة نفسية كبيرة ، فهاهي عوضية من منطقة الفتيحاب جنوبي مدينة أم درمان نزحت إلى مدينة بورتسودان بعد شهور من حصار الدعم السريع للمنطقة ، وقد عاشت أيام صعبة للغاية حسبما ذكرت بسبب الحصار الذي منع دخول السلع الضرورية للمنطقة مع انقطاع كامل لخدمات المياه والكهرباء ، نزحت عوضية إلى بورتسودان حيث ضمتها معسكرات النزوح وعاشت معاناة ثانية في ولاية آمنة من الخوف لكنها لم تأمنها من الجوع. تقول عوضية إن معسكر النازحين هنا يفتقد لأبسط مقومات الحياة ، فلا مياه صالحة للشرب ولا وجبات غذائية ولا بيئة صحية ، تعيش في معسكر تحاصره النفايات وتسكنه أسراب الذباب المنتشر هذه الأيام في المدينة وتختلط فيه مياه الصرف الصحي بمياه الشرب التي يتحصل عليها النازحين بصعوبة بالغة. لكن هذه المعاناة أيضاً رصدتها الراكوبة في المناطق الآمنة وظهور شبح المجاعة بصورة جلية داخل معسكرات النزوح حيث تقول زهرة محمد سعيد إنها فقدت طفلها الرضيع بعد أن أصيب بالأنيميا بسبب الجوع وجفاف ثديها من اللبن ، فارق طفلها الحياة بعد أن فقد مورد غذائه الوحيد بسبب جوع والدته فيما أصيبت طفلتها ذات الثلاثة أعوام بسوء التغذية لذات السبب.).- إنتهي-
حال المدينة لم تتوقف فيها حالات أخري مزرية للغاية بعد وصول البرهان اليها في نهاية شهر أغسطس الماضي ، فبعد أن فر البرهان من القيادة العامة (هي معلومة ليست جديدة ولا من عندي) هربا من المشاركة في المعارك التي دارت وقتها في العاصمة المثلثة وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ولجأ الي بورتسودان التي فر اليها قبله كبار بعض قادة الحركات المسلحة (مناوي وجبريل وعقار) ، وايضا أعضاء مجلس السيادة ووزراء الحكومة الانتقالية المؤقتة،… ثم لحقهم (يا للهول) الفريق أول ركن/ كباشي ، الذي سلمه البرهان قبل هروبه الي بورتسودان كل المسؤوليات داخل القيادة العامة في الخرطوم ، ووكله بالاشراف التام علي سير المعارك وتنظيم الامور العسكرية والادارية.
وبعد أن اكتمل شمل “الشلة العسكرية المدنية” مرة أخري بعد فراق وخضعت مدينة بورتسودان لسيطرتهم التامة تحت إشراف الرئيس الهارب ، تم الإعلان في عجالة شديدة عن “العاصمة الجديدة” بورتسودان ، وكان هناك اقتراح سابق قد صدر بعد شهر من اندلاع المعارك في أبريل ٢٠١٩م أن تكون عطبرة او ودمدني العاصمة الجديدة المؤقتة.
كانت أولى القرارات العسكرية التي صدرت في بورتسودان وتمت في عجالة سريعة لتأمين المدينة تامين كامل وشامل في كل أوجه الحياة خاصة ويسكنها البرهان و”علية القوم”!!، أن تشرف الاستخبارات العسكرية علي أمن وأمان العاصمة الجديدة بسلطات كاملة ومطلقة مازالت سارية حتي اليوم!! .
سبق أن كتبت مقال من قبل ونشر في صحيفة “الراكوبة” بتاريخ يوم ٢٨/ يناير الماضي ٢٠٢٤م ، تحت عنوان-:
(بعد خمسة شهور من هروبه إلي بورتسودان : ماذا حقق البرهان من إنجازات خلالها ؟!!.).، وصفت حال بورتسودان المزري في ظل حكم البرهان ، واقتبس جزء مما جاء فيه لعلاقته بالمقال الحالي:
-(…- من رصد بدقة يوميات البرهان بعد وصوله مدينة بورتسودان ، إنه صب كل اهتماماته بالسعي الجاد لأعطاء نفسه هيبة جديدة ، (وكاريزما) بدل التي ضاعت منه بسبب الهروب ، إن اكثر ما يزعجه- بحسب روايات المقربين منه- كميات الهجوم اللاذع والسخريات منه التي ملأت الشارع وشوهت صورته محليا وعالميا ، ومن المقالات الساخنة الممعنة في تحقير شخصيته ، وصور الكاريكاتيرات التي مازالت الصحف والمواقع السودانية والأجنبية تنشرها بلا توقف . قام البرهان في محاولة منه لاعطاء نفسه شخصية من يحكم السودان بالسفر الي تسعة دول أفريقية وعربية وهي سفريات لم تحقق له اي إنجاز شخصي علي اعتبار انه اصلا ليس رئيس دولة وانما (انقلابي) حصل علي السلطة بالانقلاب علي وضع ديمقراطي كان قائم في البلاد ، وأن هذه الزيارات -كما كتبت أغلب الصحف- كانت مجرد استجمام وراحة من بعد طول البقاء في بدرون القيادة.
إحدي الصحف كتبت بسخرية شديدة ، أن الواجب كان علي البرهان أن يعود مجددا للحاق بالضباط والجنود في القيادة الذين حار بهم الدليل في فك حصار القيادة العامة وتحقيق انتصارات في معارك تدخل قريبا شهرها الثامن ، أن يعود لقيادة القوات المسلحة التي أصبحت ثكناتها تتهاوى واحدة وراء الأخرى لتلحقها فيما بعد ولايات ومدن ، كان الواجب العسكري عليه اولا وقبل كل شيء ، أن يلحق بتجميع شتات جيشه الذي أصبح الضباط والجنود فيه يهربون من مواقعهم القتالية ويفرون منها للمناطق الامنة وما حدث في دارفور ليست بعيدة عن الاذهان فرار (٣٠٠) جندي الي تشاد بسبب نقص المؤن والذخيرة ببعيدة عن الأذهان … ولا قصة لجوء ضباط القوات المسلحة تسليم مدينة ودمدني للدعامة دون إطلاق ولو رصاصة واحدة في شهر ديسمبر ٢٠٢٣م .
بل والأسوأ من كل هذا ، أن بورتسودان التي فتحت ابوابها لاستقبال الجنرال الهارب من أرض المعارك في الخرطوم ، أحال حياة المواطنين فيها الي جحيم بمعنى الكلمة ، ومن رصد أخبار ما نشرتها الصحف عن الحياة في بورتسودان بعد يوم الجمعة ٢٥/ أغسطس الماضي ، يجد أنها أخبار مليئة بمعاناة السكان الذين أصبحت تحكمهم الاستخبارات العسكرية بقسوة بالغة فاقت كل الحدود ، وأصبح كل عرضة للاعتقال بتهمة التعاون لصالح قوات “الدعم السريع”، قامت الاستخبارات العسكرية بفرض حالة الطوارئ، والي ولاية البحر الأحمر المكلف اللواء ركن م مصطفى محمد نور محمد أمر أصدر طوارئ رقم (١٦ ) لسنة ٢٠٢٣م والخاص بحظر التجوال في محلية بورتسودان ، والقانون الجائر نص علي كل من يخالف أحكام هذا الأمر يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنة أو الغرامة مبلغ لا يتجاوز(٣،٠٠٠،٠٠٠) جنيه فقط ثلاثة مليون جنيه أو العقوبتين معاً وفي حالة عدم الدفع السجن مدة لا تزيد عن ستة أشهر..
وليت الامر وقف فقط عند سطوة الاستخبارات العسكرية ، بل مما زاد من معاناة المواطنين تعاون أعضاء تنظيم “براء بن مالك” مع الاستخبارات العسكرية في قمع المواطنين ، وتم منع التجمعات واقامة الندوات ايا كان نوعها سياسية او ثقافية!!… كل هذه الإجراءات الأمنية والحزبية من قبل الحركة الإسلامية ومازالت جارية وتزداد كل يوم اكثر حدة ، لا لشيء الا لان البرهان الهارب من أرض المعارك والقتال يقيم في بورتسودان ، ولابد من إجراءات حماية له بالغة الشدة والصرامة … سكان مدينة بورتسودان قالوا ، أن مدينتهم لم تشهد مثل هذه الاجراءات من قبل ، ولا عرفت لها مثيل منذ أن تأسست المدينة.
بل والأغرب من كل هذا في حالة نادرة وغريبة ، أن البرهان منذ لجوءه في بورتسودان لم يلتقي صحفي سوداني او مراسل أجنبي او مندوب من احدي الوكالات أو المحطات الفضائية العالمية!! ، اغلق ابواب اللقاء معهم ، ولكنه أجرى بعض اللقاءات القليلة مع بعض الصحفيين الأجانب أثناء تواجده في بعض من هذه الدول التي زارها ، والغريب في تصرفات ايضا ، إنه عندما كان في زيارة مصر وتركيا وقطر رفض عقد لقاءات صحفية مع الصحفيين والمراسلين يطلعهم علي نتائج الزيارات.
البرهان قضي خمسة شهور في مدينة بورتسودان انشغل فيها وما زل يشغل نفسه بأمور إدارية وتعيينات واقالات وتصريحات بتنقلات مسؤولين من موقع الي أخر بعيدا عن الشأن العسكري ، وماعاد يهتم كثيرا بما يجري في ساحة المعارك وترك أمرها لعلي كرتي ليواصل الحرب!!، وترك البرهان إدارة الشؤون السياسية واوكلها الي نائبه كباشي وزير الخارجية الفعلي!!، وأعطي الجنرال/ ياسر العطا حرية الادلاء باي تصريحات أيا كان نوعها حتي وإن مست دول صديقة!!
خمسة شهور مرت منذ أن منذ أن هرب البرهان من القيادة العامة ، ولم تشهد خلال هذه ال(١٥٢) يوم ولا انجاز واحد سياسي او عسكري، او حتي إنجاز إيجابي يدخل في السيرة الذاتية!!.).
– انتهى الاقتباس من المقال ، وجاء بعده تعليق من الحبوب/ الفاتح صديق البيلي بتاريخ يوم ٢٨/ يناير الماضي ، وكتب:
(…- بعد خمسة أشهر من هروبه العظيم ولا تزال فضائح الفساد تطارد برهان الهارب وآخرها ما هو متداول رائج هذه الايام بين الناس وفي الاعلام ..
الاقتباس:
تابعات : البلاد
كشفت مصادر عن معلوماتٍ مهمة بوصول المحامي حسن البرهان ، شقيق القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان وأسرته المكونة من شقيقاته وأشقاؤه وأبنائهم إلى مصر بعد أن غادروا مدينة شندي نهاية شهر ديسمبر الماضي ودخلوا إلى مصر عبر معبر أرقين .
وأفاد المصدر العسكري عالي الموثوقية – برتبة لواء في القوات المسلحة – لـ (سودان توداي) أنه تم استقبالهم من قبل المقدم علاء الدين محمد عثمان مستشار البرهان وأحد أذرعه اليمنى التي يعتمد عليها في إدارة ملفاته الشخصية والأسرية.
10 ملايين دولار:
ووفقاً للمصدر العسكري فإنه تم ضبط مبلغ 10 ملايين دولار نقداً مع المحامي حسن البرهان وتم حجزها من قبل الأمن المصري ، وتم التدخل من قبل المقدم علاء الدين محمد عثمان لدى المخابرات المصرية وتم الإفراج عن المبلغ وتسليمه إلى حسن البرهان فوراً .
سيارات القنصلية :
وأشار المصدر العسكري إلى أنه تم إستقبال حسن البرهان وأسرته بسيارات القنصلية السودانية في مدينة أسوان ولاحقاً سافروا من أسوان إلى القاهرة جواً ، وتم تأمين حراساتٍ خاصة لهم من قبل أمن السفارة والمخابرات المصرية .
مجمع سكني:
وتأكد إقامة حسن البرهان وبقية أسرة عبدالفتاح البرهان رفقة عدد من أسر قادة القوات المسلحة مثل الفريق أول ياسر العطا والفريق أول شمس الدين كباشي في مجمع سكني واحد بالقاهرة ومعهم أسر كبار القادة العسكريين .
أموال طائلة :
والجدير بالذكر أن المحامي حسن البرهان يعمل مع بعض شركات التعدين بتسهيلاتٍ من شقيقه القائد العام للقوات المسلحة ويدير أعماله وحقق من ذلك أرباح طائلة لمنفعته الشخصية وأيضاً تلقي أموال من شركات التعدين مقابل منحها مربعات للتعدين.
– انتهى الاقتباس..
واصل الفاتح صديق تعليقه:
“ولا يسعنا الا ان نعيد قول القائل حكيم البلاد الراحل الطيب صالح:
من أين جاء هؤلاء الناس؟!! السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب؟).
يا برهان!!
بورتسودان مدينة أمنة وبعيدة عن الحرب لماذا اطفال النزوح يموتون جوعا؟!!
هل ياتري ما نشر في خبر صحيفة “الراكوبة” في يوم السبت ١٣/ أبريل الجاري تحت عنوان-“سيناتور أمريكي يدعو لفرض عقوبات فورية على البرهان وحميدتي” لها علاقة بالجوع الذي ضرب كل مرابع البلاد وحتى في العاصمة الجديدة؟!!
ماذا كتبت الاقلام ، ونشرت الصحف والمواقع السودانية والأجنبية
عن حال مدينة بورتسودان بعد وصول البرهان إليها واللجوء فيها؟!!
-(عناوين أخبار دون الدخول في تفاصيل بعضها بسبب حجم المحتوى)-
١- 17 سبتمبر 2023م:- مخابرات بورتسودان تعتقل
والي سابق ومجموعة من الناشطين لساعات.
٢-25.11.م 2023:- إعتقالات بالجملة في مطار بورتسودان.
٣- 18/09/2023:
المخابرات تعتقل 25 شخصا من لقاء تفاكري ببورتسودان
(وصف معتقلون جرى الإفراج عنهم بأن عمليات الاعتقالات تمت على أساس انتقائي عنصري).
٤- رصد: – إعتقالات الاستخبارات العسكرية عمّقت كراهية الشعب للجيش.
٥- 1 يناير 2024م:- حمّل الجيش مسؤولية سلامتهم .. المؤتمر
السوداني يدين إعتقال منسوبيه بولاية البحر الأحمر.
٦- مارس 1 2024م:- فرض حالة الطوارئ ببورتسودان
وأنباء عن اعتقال قيادات بقوى الحرية والتغيير.
٧- 25.12.2023 :- قيادي يتهم استخبارات الجيش
باعتقال مواطنين على أساس عنصري.
٨- 30 نوفمبر 2023م:- قوات سلطة الأمر الواقع تقتحم
ميناء عثمان دقنة وأنباء عن اعتقال مدير الميناء.
٩- 06.06.2023 :- قوة تتبع للدعم السريع ، حاولت اعتقال الناظر ترك ببورتسودان.
١٠- 27 مايو 2023م :- اعتقال الناطق الرسمي بأسم تجمع المهنيين من قبل الاستخبارات العسكرية.
١١- سبتمبر 27 2023م:- تفاصيل اعتقال المتحدث
باسم لجنة المعلمين سامي الباقر في بورتسودان.
١٢-01.01.2024:- أنباء عن اعتقال محامي وسياسي بارز بمدينة بورتسودان.
١٣- 10 أشهر من القتال و”كارثة جوع” تقترب بالسودان..
تحقيق لـCNN يكشف بيع مساعدات إنسانية في السوق السوداء:
https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/02/15/sudan-humanitarian-aid-investigative-report
١٤-
23.08.2023 :- السودانيون يواجهون
واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم.
١٥- الأطفال يموتون بالجوع ، والكيزان يهتفون: “بل بس!”.
09.02.2024
١٦-18/9/2023:- اشتباكات في بورتسودان
للمرة الأولى واشتعال مبان حكومية بالخرطوم.
١٧- 21.09.2023 :- تردي بالغ وانتشار مرض جلدي معدٍ في مركز إيواء بشرق السودان.
١٨- 07.03.2024 :- أطعمة شوارع ملوثة ولحوم حيوانات نافقة في بورتسودان.
١٩-21 فبراير 2024م:- “سي إن إن” : بيع مساعدات إنسانية في بورتسودان وشبح المجاعة يطل برأسه.(صورة).
سي إن إن: بيع مساعدات إنسانية في بورتسودان وشبح المجاعة يطل برأسه
٢٠- 27 أغسطس 2023م:- بورتسودان .. أزمة
جديدة تضرب “الملاذ الآمن للسودانيين”.




في بورتسودان نري وبكل وضوح التطبيق العملي لنموذج دولة الامارة الاسلامية السودانية في ابهي تجلياتها …
– سيطرة تجار واغنياء الحرب وتجار الدين سيطرة كاملة علي الامور.
– النهب المنظم للقليل من المساعدات العينية التي يتكرم بها العالم نهب وبيع في الاسواق.
– فساد يزكم الانوف في عقود تشييد الفلل الرئاسية.
– فساد مستفحل في الملايين التي يتم التصديق بها لاسترضاء قادة مليشيا الحركات المسحلة للخروج من الحياد والانصمام الصوري للحرب.
– اطلاق يد اجهزة القمع والمخابرات العسكرية لاعتقال كل من يشتبه ان يكون صاحب ضمير او عقل يستنكر ما يدور في عاصمة الخلافة للحفاظ علي بيضة الاسلام وحاضرة القيم الرسالية الانسانية الخالدة.
صورة مصغرة لمن يريد ان يري دولة المنظومة الخالفة الرسالية اطفال يموتون جوعاً واسراً تتضور جوعاً تجار الدين مشغوليين بتغذية حساباتهم المصرفية في الخارج بعوائد منهوبات افتصاد الحرب !!
وهي لله … هي لله لا للملك ولا للجاه !!
الحبوب، نزار عبد المحسن الشفيع.
مساكم الله بالعافية والصحة التامة.. واشكرك علي التعليق الجميل وجاء فيه:
“في بورتسودان نرى وبكل وضوح التطبيق العملي لنموذج دولة الامارة الاسلامية السودانية في أبهى تجلياتها.”.
يا حبيب،
هناك تنافس دولي اسلامي لتحويل ولاية البحر الاحمر الي امارة اسلامية، والدليل علي صحة هذه المعلومة، أن اردوغان عندما زار سواكن في يوم ٢٥/ ديسمبر ٢٠١٧ مع الرئيس المخلوع، صرح البشير لحظتها صرح منح تركيا جزيرة سواكن تديرها لفترة زمنية غير محددة. واردوغان ما صدق راح طوالي متبرع للمدينة الهاملة واقترح بناء ميناء سودانية تركية تحي ذكري سنوات ولدت في القرن السادس عشر الميلادي عندما غزاها السلطان العثماني سليم الأول وأصبحت سواكن مركزا للأسطول العثماني في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر، وفي عصور وسطى ورد اسم سواكن في مؤلفات الرحالة العرب، مثل ابن بطوطة وارتبط اسمها بأنها كانت معبرا لهروب العديد من أمراء بني أمية من بطش الدولة العباسية.
بعد التركي أردوغان دخلت دولة الإمارات العربية في منافسة مع تركيا للاستثمار بكعكة في ولاية البحر الأحمر واقترحت علي البشير تأسيس ميناء حديث ينافس ميناء بورتسودان، البشير وافق وتم توقيع عقد بين شركة إماراتية مع شركة “دل” لصاحبها اسامة داؤود، وتم اختيار المكان في منطقة “أبو عمامة”.
في عام ٢٠٢٢(بعد رحيل النظام السابق) جاءت الأخبار في يوم ١٥/ ديسمبر ٢٠٢٢ وافادت، انه قد جرى توقيع اتفاق بين الحكومة السودانية، وتحالف إماراتي -يضم شركتي “موانئ أبوظبي” و”إنفيكتوس للاستثمار” التي يديرها رجل الأعمال السوداني أسامة داود- ويقضي بتطوير ميناء “أبو عمامة” على ساحل البحر الأحمر باستثمارات تصل إلى 6 مليارات دولار.
المهم يا نزار وبعيد عن الكلام عن الجانب الاقتصادي، كان هدف اردوغان ان يعيد بناء سواكن لتكون مدخل لتركيا داخل القارة الافريقية، وكان ومازال حلم الإمارات أن يكون عندها أرض (قطاع خاص) داخل السودان اسوة بمدينة عدن في اليمن التي أصبحت إماراتية بوضع اليد بقوة، واسوة بمنطقة كبيرة في مصر.. بل الاستغراب من كده، الحكومة الإماراتية اقترحت علي الحكومة السودانية والاثيوبية اقتراح غريب لا يقبله عقل ولا منطق أن يتم تقسيم منطقة “الفشقة” الي ثلاث اقسام مناصفة بين الدول الثلاثة السودان والإمارات واثيوبيا!!
الان جاء دور ايران الشيعية التي تأمل أيضا في الحصول علي قطعة أرض علي الساحل الشرقي في منطقة البحر الاحمر السودانية لانشاء قاعدة عسكرية ايرانية في مواجهة السعودية ومجاورة للحدود المصرية!!
اما روسيا التي اصلا ما فكرت في بناء قاعدة عسكرية خارج ارضيها، تلقت عرض مغري من البشير باقتراح قاعدة روسية علي الساحل الشرقي ، وعندما سافر “حميدتي” الي موسكو بعد زيارة البشير، ثني اقتراح البشير وطلب من روسيا الاسراع في بناء القاعدة الروسية قبل ما تلهف تركيا والإمارات وايران اراضي ولاية البحر الاحمر.
برهان اختار بورتسودان عاصمة جديدة، وما تستغرب لو بكرة سمعت باسم جديد للولاية وسموها “ولاية عثمان دقنة”!!
وصلتني رسالة طريفة من قارئ علق علي المقال، وكتب:
(…- هوي يا حبوب ابعد بعيد من بورتسودان لو ماعارف أسمها “بور تسودان بسمة في ثغر السودان”. هي أجمل مدن البلاد، واهلها اطيب ناس احتضنت البرهان الهارب من الخرطوم والمتجدع عندنا في كورنيش البحر مع بياعات القهوة، وقاعدين كمان عندنا ملاقيط دارفور جبرين ومناوي وعقار، ومعاهم كباشي بتاع جبال النوبة، وكرتي بتاع تركيا، بورتسودان لمت السجناء الهربوا من السجون زي أحمد هارون ونافع وعلي عثمان وغندور، وعندنا اكتر من 220 الف ضيف جونا من مناطق الازمات والجوع وعايشين في أمان من الحرب، ومش كده وبس كمان عندنا اكتر من 300 ألف ارتيري متمتعين بحريات واسعة وعندهم الرئيس الناظر ترك حاميهم من الابعاد القسري والاعتقالات، ومنح اغلبهم الرقم الوطني والجنسية السودانية، مدينتنا تلقي فيها اي كل انواع واصناف السلع الضرورية والادوية في المحلات الكبيرة والكناتين ومفروشة في الاسواق، وكلها بضائع إما مهربة من داخل الميناء او مسروقة منهوبة من مناطق الحرب، وعندنا كمان محطة فضائية إسرائيلية اسمها (قناة24) ، والقناة لقت معاناة من مواطنين اصلا هم ما من ناس بورتسودان ـ يعني ضيوف وقليلين ادب!!-، لكن نحنا اسياد المدينة عازنها، وافتكر البرهان ما معترض علي وجودها.. مش هو العمل التطبيع؟!!، المدارس عندنا بدأت الدراسة وقريب باذن الله تعالي جامعة البحر الأحمر تستأنف الدراسة…
يا حبوب اكتر ناس في استفادوا من الحرب تجار بورتسودان الرفعوا اسعار كل شيء للسماء، بعض التجار ما يبيعون بضائعهم للضيوف الا بالدولار او بالمصوغات الذهبية عيار 24، طبعا اعضاء مجلس السيادة والوزراء ماعندهم مشكلة في الحصول علي الرواتب والامتيازات النقدية مادام وزير المالية في بورتسودان.
واخيرا يا حبوب، ناس المدينة زعلانيين منك شوهت في المقال صورة الحياة الجميلة في “بور تسودان بسمة في ثغر السودان”..ليه كده والمدينة متوقعة استقبال المزيد من الفارين وتخوفهم من بورتسودان؟!!
كنت بمناسبة مرور عام علي حرب ١٥/ أبريل الماضي، كنت اتوقع أن البرهان سيقدم كشف حساب الربح والخسارة، وأن يقوم وهو في بورتسودان بلقاء موسع مع جماهير المدينة بالقاء الضوء علي كل خفايا واسرار الغموض الذي اكتنف الحرب، وأن يضع النقاط فوق الحروف في مسألة الخسائر في القوات المسلحة وكم هي؟!!، وكم عدد القتلى والجرحى والمفقودين في الجيش!!
ان يقول بكل صراحة لماذا هو في بورتسودان وليس في ساحات المعارك يقود الضباط والجنود بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة!!
شيء مؤسف للغاية أن البرهان لم يتغير ولم يستوعب المتغيرات التي طرأت علي البلاد خلال عام الحرب… ظل كما هو صاحب شخصية ضعيفة باهتة، سلم السلطة سابقا ل”حميدتي”.. واليوم سلمها لخليفته ياسر وجلس في الظل يراقب كيف تجري الأمور!!
“اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه”