مقالات وآراء سياسية

شكرا (عيش ريحان) ومرحبا بالشراكات الامريكية

أسامة ضي النعيم محمد   

 

ساهمت المعونة الامريكية كثيرا في نهضة السودان ، تلك حقيقة لا ينكرها الا مكابر، التعليم الفني حتي  مرحله المعهد الفني والكلية المهنية ( جامعة السودان حاليا) ،  كان بتمويل من المعونة الامريكية ، طريق الخرطوم مدني كان في اسمه الاول طريق المعونة أي المعونة الامريكية وهي التي مولت وأشرفت علي انشاء الطريق. ثم في العام 1984م ساهمت أمريكا في فك ضائقة المجاعة بالسودان وأرسلت عيش  الذرة الي المناطق المتضررة ، ما زال (عيش ريجان) يتردد اسما تحفظ به تواريخ الاحداث من قبل وبعد علي الاقل في مناطق غرب السودان . للمفارقة في ذلك الوقت سمي بنك فيصل الاسلامي ببنك العيش لحبسه توزيع الذرة للمضاربة في أسعارها.

شكرا (عيش ريجان ) نجترها ذكري بعد رفع اسم السودان من القائمة الامريكية السوداء ، الهدف من الشكر والعرفان تسجيل موقف وبناء تعاون جديد تتساوي فيه الايادي مشاركة وبناء بديلا لمبدأ اليد العليا والاخري السفلي تحتها تتلقي العون والمساعدة. لا نحتاج الي قواعد أمريكية في السودان فبناء منصات انتاج زراعية وحيوانية هوما نسعي لتحقيقه في السودان ، امداد أفريقيا ومناطق النزاع والحروب بالمنتجات الغذائية . سأحدثكم عن مزرعة أم بنين التجريبية التي كانت تنتج أفضل أنواع الزبدة في العالم ، في أبو جبيهة يخاف المزارع علي أشجار المانقو في الموسم حيث غزارة الانتاج ربما يهدد يتكسيروتحطيم فروع الشجر وربما طلب من الاطفال مساعدته بالحصول علي الثمار دون مقابل.

الزراعة أيضا لها مشاكلها التي عجز انسان السودان عن حلها ، ففي بعض مناطق نهر الدندر يصعب التحكم في جريان المياه في موسم الخريف ويخسر الناس كثيرا ، علي ضفاف النيل الازرق تتكرر الفياضانات وتضيع المزارع وكذا أيضا في بعض مناطق النيل الابيض ويضاف الي ذلك نباتات نيلية تطفو وتعطل الملاحة بين كوستي وجوبا، دلتا طوكر يتدني استغلالها برغم وفرة المياه والطمي الوارد من الهضبة الاثيوبية ، في مناطق الجنينة  يمثل وادي كجا موردا غزيرا للماء ولا يستغل بالصورة المثلي ، مناطق دارفور عموما أرض بكروفي زالنجي نجحت تجارب التبغ الفرجيني في سبعينات القرن الماضي .  دارفور  وفي ولاياتها الخمس  تحتاج الي اقامة مزارع ضخمة في كل ولاية كما هو مشروع الجزيرة لاستيعاب أصحاب المصلحة ورفع حالهم من سكني المعسكرات. في مناطق الصمغ العربي تمثل ندرة المياه عائقا والطرق البدائية في تلقيح وحصد الصمغ بدائية منذ عرفها المزارع لم تلحقها أفكار التطوير والاختراعات الحديثة.

تلك اشارات لما نحتاجه في مجال الزراعة ، والحديث يطول عن اهمال السودان في استغلال ثروته الحيوانية ، يكفي ان السودان يستورد اللبن المجفف من الخارج بدلا من تصديره ، أنعم الله علي السودان بالقرب من مكة حيث تتطلب شعيرة الحج ذبح الهدي في المشاعر ولا ينظم السودان سوقا دائما باشتراطات شرعية وصحية تلبي الحاجة الدائمة لصادر الهدي.

الشراكة الامريكية في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني ستمثل نوعا جديدا من التعاون بين أمريكا والسودان ، ينفرد الشريك السوداني بتوفير المدخلات الخام ويقابله الشريك الامريكي بالمعرفة التقنية والاختراعات الحديثة التي تمكن من توسيع مساحات الانتاج أفقيا ورأسيا . تلك القواعد الامريكية التي ننشد وجودها شراكة بين أمريكا والسودان بعد رفع السودان من القائمة الامريكية السوداء.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد   

‫3 تعليقات

  1. شكرا (عيش ريجان ) نجترها ذكري بعد رفع اسم السودان من القائمة الامريكية السوداء

    لا أعتقد ان هنالك سوداني واحد ينسي عيش ريغان وزيت الصويا والمعونة التي قدمتها أمريكا خالا مجاعة العام 84/85 من القرن الماضى . وقد ضربت تلك السودان بصورة لم يسبق لها مثيل وكان الناس عندنا في كردفان ياكلون ثمار المخيط (أو الكرسان) وهو نبات ثماره مرة الطعم وتحتاج لتنقيعها في الماء لعدة أيام ثم تجفيفها وطحنها لعمل العصيدة كما فقد الرعاة كل بهائمهم نسبة لانعدام الحشائش في ذلك العام وقد نزح معظم السكان من مناطقهم لأطراف المدن ولمناطق أخرى
    طبعا هذه المعونات كانت تصل لكل المنطاق مجانا وقد شملت كل النسا أغنياء وفقراء . نسال الله تعالي ان لا تعود تلك المجاعة أخرى

    واحدة من شاعرات دار حمر عندما حاول رئيس اللجنة في منطقتها فرض مبالغ على عيش ريغان جادلته بأن هذا العيش ريغان قال لازم يصل لكل محتاج مجانا . أظنها لم تفلح في إقناعه لذلك هجته ومدحت ريغان قائلة :

    ريغان خواجة حُر …. او ما بعرف الضُر
    شيخ لللجان يجُور ….. زي الحُمار الحُر

  2. امريكا تلهث من قديم الزمان وراء الصمغ العربي او الصمغ السوداني… وعلى كدة ادوها كل الاراضي الصالحة لزراعة الصمغ العربي .لتزرع وتصنع كل ماتريد في السودان وهي بامكانياتها قادرة على ان تجعل السودان بلاد جاذبة لدول العالم كله وفي كل المجالات …

  3. كنت قد قرأت قبل أيام موضوعك عن الخرطوم قرية كبيرة ولم يسعفنى الوقت بالمداخلة …لكن لو كنت المسئول لوضعت تنمية الريف فى مقدمة الأولويات ولقمت بتنميته وبناء قرى بهامساكن للنازحين فى كل أرجاء الوطن ولمنحت كل أسرة قطعة أرض زراعية ودعمتها حتى يتسنى لهم زراعتها ولأقمت بها ولو القليل من البنى التحتية من مدارس ومراكز صحية حتى يتمكنوا من العيش الكريم وصدقنى وقتها ستخلوا كل أحياء الخرطوم الطرفية من ساكنيها وبعدها نبدأ بالعناية بالخرطوم وبغيرها من المدن الكبيرة …فليستقر أهل الريف أولا فى ربوع بلادنا المليئة بجمال ريفها ومناظره الخلابة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..