مقالات وآراء

ذكريات صحيفة “الصحافة” (2)

محمد علي صالح

 

“في المرة الفاتت، قلت انا ما عاصرت “الأربعة عشرة كوكبا” بتاعين جعفر محمد على بخيت، في جريدة “الصحافة.” كنت في بعثة حكومية من وزارة الاعلام، لدراسات عليا في الصحافة في جامعة انديانا (1973-1976).

ساعدني فيها محمد الحسن احمد، رئيس تحرير “الصحافة”، مع صاحبو عمر الحاج موسى، وزير الإعلام.

وقلت، قبل “الكواكب”، كان في أربعة من خريجي جامعة الخرطوم، اشتغلوا في “الصحافة”:

قبلي، احمد الأمين البشير، اشتغل سنة، ومشى الخارجية.

انا (1967)، قعدت.

بعدى، على حمد إبراهيم، اشتغل سنة، ومشى الخارجية.

بعدو، إبراهيم احمد إبراهيم، قعد، أكثر منى.

المرة دية، حاكتب عن العلمونا الصحافة. عن اساتذتنا، ومن المفارقات أنهم ما درسوا صحافة، ولا دخلوا جامعات، ولا حتى مدارس ثانوية.

اول واحد، بالنسبة لي، عبد الرحمن مختار، مؤسس ورئيس تحرير “الصحافة.”

انا كنت في سنة رابعة في مدرسة وادي سيدنا الثانوية (1962)، كنت امشي المكتبة الأمريكية (في شارع الملك نمر)، واترجم من مجلة “تايم” ومجلة “نيوزويك.” وتنشرها “الصحافة.”

واصلت الكتابة خمس سنوات وانا في جامعة الخرطوم. كنت امشي “الصحافة” في الامسيات، يمكن كل يومين او تلاته.  واتطورت من الترجمة الى كتابة التقارير. وتخصصت في الاخبار الخارجية.

عبد الرحمن مختار، لمن تميت الجامعة، أقنعني اشتغل صحفي متفرغ (1967). وشجعني ارجع جامعة الخرطوم في الصباح. طالب متعاون، اعمل ماجستير في العلوم السياسية (1971).

كلما يزوروا واحد، يقول ليهو: “عندنا صحفي عندو دكتوراه.”  طبعا، كان يبالغ، وهو بتاع مبالغات. لكن، كان فخور.

رغم ده كلو، هو ما دخل حتى مدرسة ثانوية. اتعلم شوية إنجليزي، واشتغل موظف في مصلحة البريد والبرق. 

من عائلة انصارية عريقة.  ابوه ساقو لى السيد عبد الرحمن المهدى، وقال ليهو: “ولدى دا امانه في رقبتك.”  واشتغل زى مسئول علاقات عامة.  وبرضو مع السيد الصديق عبد الرحمن المهدى، بعد وفاة والده (1961).

ساعدوه. عمل “وكالة الاخبار الافريقية”، لمواجهة الاعلام المصري.  وبعدين، ساعدوه، حصل على قرض بريطاني، وماكينات طباعة بريطانية، واسس جريدة “الصحافة” في سوق الخرطوم نمرة اتنين (1961).

واخوهو حسن مختار. كان موظف في مصلحة التعاون، واشتغل مسؤول عن الصفحة الرياضية، ويحل محل اخوهو لمن يسافر.

وشريف طمبل، نقابي من عطبرة. كان يكتب في جريدة “الأخبار” الأسبوعية، بتاعة رحمى محمد سليمان. اشتغل مدير التحرير. (اكلت سماية ولدو طارق).

وسيد احمد خليفة. شايقى، كان صاحب دكان غسيل ومكوى. كان يجى مصحح. بعدين اشتغل مراسل. وكان جريء جدا (اكلت سماية ولدو عادل).

ومبارك الرفيع. من رفاعة، خريج المعهد العلمي. كان برضو مصحح. بعدين اشتغل مسئول

عن الصفحة الأدبية. ما كنت اعرف كتير في الأدب (حتى يوم النهارده). لكن، كنت امشي معاهدو لى مقابلات ناس نزار قباني، وهدارة، وعبد المجيد عابدين، والطيب صالح، الخ … وكمان اتعلمت منو الصوفية.  كان صاحب دكتور حسن الفاتح قريب الله، في امدرمان.

محمود ادريس. كان في جريدة حزب الأمة.

وشيخ إدريس بركات، الأمدرمانى الدبلوماسي الانيق.

وكمان اتعلمت من زملاء: محمود محمد مدني. وطلحة الشفيع.

ومن اصحابهم، أدباء شباب.  زى عيسى الحلو.  (يتكلموا عن سارتر، وسيمون دى بوفوار، وشيكوف، وتولستوى – وانا ما عارف اي حاجة).

بعدين جات ثورة مايو، وجاء تأميم الصحف، وجات المشاكل.

جاء عمر مصطفى المكي، من قادة الحزب الشيوعي.  كان رئيس تحرير صحيفة “الميدان.” وبقت “الصحافة” يسارية خالص.

لكن، مشى بعد فشل انقلاب هاشم العطا الشيوعي (1971).

وجاء جمال محمد احمد، حلفاوي، دبلوماسي، اديب، غربي.  ومشى لمن اشتكى لي نميري من مؤامرات الشيوعيين ضدو. ونميري قال ليهو إذا ما تقدر عليهم، ارجع الخارجية. بعدين بقي وزير خارجية.

الإثنين ما كانوا صحافيين مهنيين. وعلاقتي معاهم كانت محدودة جدا. افتكر دخلت عليهم في مكاتبهم ثلاثة او اربعة مرات، خلال يمكن ثلاثة سنوات.

لحسن حظي، كنت متخصص في الاخبار الخارجية. الصباح اكتب صفحة تعليقات وتراجم، والمساء صفحة الاخبار (كانت “الصحافة” حجم التابلويد” صغير).

عمر مصطفى المكي، في البداية، وصلوا كلام انا من الاخوان المسلمين.، وكانت في اشاعات حيفصلونى. ناداني في مكتبو، وسألني أسئلة غير مباشرة. وعرف الزول ده بس بتاع اخبار خارجية.

وانا قلت ليهو انا لا مع ديه، ولا مع ديه.

انا مع نيكسون، وحرب فيتنام، وجاكلين كنيدى، ومارلين مونرو، والبيتلز (الخنافس)، ونيل ارمسترونغ (القمر).

حاول يكسبني. رسلنى لى موسكو لحضور مؤتمر الصحفيين الآسيويين والافريقيين. (مشيت مع مكي عبد القادر، برضو من قادة الحزب الشيوعي). ووعدني ببعثة لدراسة الصحافة في موسكو. لكن، ما قعد كتير.

جمال محمد احمد، برضو علاقتي معاهو كانت محدودة جدا. وعدني يكلم السفير البريطاني لبعثة في بريطانيا. لكن، ما قعد كثير.

بعدهم جاء محمد الحسن أحمد. شايقى، عطبراوى، نقابي. كتب في “الصراحة” اليسارية، بتاعة عبد الله رجب. وأسس صحيفة “أضواء” الأسبوعية.  أيام نميري، كان صاحب عمر الحاج موسى، وزير الإعلام.

اول ما بقى مسئول عن “الصحافة”، نقلها من سوق الخرطوم نمرة اتنين الى مبنى كبير في شارع على عبد اللطيف. واشترى ماكينات طباعة عملاقة من بريطانيا.

وقال لى: “عاوز أقدم ليك خدمة، واعملك نائب رئيس تحرير. لكن انت مسكين خالص، الغنماية تاكل عشاك. والبلد دى دايره مناكفين.”

قلت ليهو: “نميرى صلح العلاقات مع اميركا، إذا عاوز تقدم لى خدمة، رسلنى دراسات عليا لى أمريكا.”

وحكيت بقية القصة في الحلقة الماضية، وسافرت الى جامعة انديانا، في بعثة حكومية، بمساعدة عمر الحاج موسى، وزير الإعلام.

ده كلو قبل “الكواكب.”

تسلموا كلكم.

محمد على صالح، واشنطن.

===========

الحلقة القادمة:

ذكريات صحيفة “الصحافة”: مفكرتي (1962-1965)

يوم 21-1-1962: عبود يغلق صحيفة “الصحافة”

============

 

[email protected]

MohammadAliSalih.com

Mohammad Ali Salih / Facebook

MellowMuslim #Twitter

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..