قال عثمان ميرغني “هذا خيال علمي من عندي” ولم يصدقه أحد (1-2)

ملخص
(اختبرت مقالة عثمان عن غير قصد مسبق بؤس التوقع في نهوض القوى المدنية السودانية بإرادة وطنية لإنهاء الحرب. فإذا اشتكى المجتمع العالمي من انقطاع التفاهم بين الأطراف المتحاربة في حومة الوغى فلن يسعد بالمجتمع المدني الذي ينعم بحال ما بعد بابلية في قول هيدت).
وجد الأكاديمي عالم النفس الاجتماعي الأميركي جوناثان هيدت في قصة بابل المروية في “سفر التكوين” مماثلاً في واقع أميركا الحطيم في عصر دونالد ترمب. وأهل بابل قوم اتفقوا على بناء برج عالٍ يبلغ السماء طولاً، ولم يقبل الرب منهم ذلك، فمسخ ألسنتهم حتى لم يعُد أحد يفهم مقالة أحد آخر، وبطل بناء البرج بالنتيجة. وهكذا قضى الرب عليهم ألا يتواصل بعضهم مع بعض وأن يعيشوا في حال من عدم التفاهم المتبادل. وبناء على قصة برج بابل هذه، قال هيدت إنهم يعيشون في أميركا عصر ما بعد بابل الذي الغضب فيه هو منتهى الفحولة، ويذهب الأداء المسرحي فيه بالكفاءة والمتانة، ويغلب فيه “تويتر” على صحف أميركا قاطبة، وكفت به القصص من أن تروج (أو أن تكون لها أقله المصداقية) إلا من كسارات منها هنا أو هناك. وعليه، فالحقيقة لم تعُد تجد الذيوع الكبير والقبول.
المسرح السوداني
وكان السودان في الأسبوع الماضي مسرحاً لعصر ما بعد بابل، أي العصر الذي تطبق فيه على الناس حال عدم التفاهم المتبادل، وكان بطل الواقعة التي تقطعت أسباب التواصل بين الناس بسببها هو رئيس تحرير جريدة “التيار” عثمان ميرغني.
اختبرت كلمة لعثمان السبت الماضي المياه في قول الأعاجم، لنرى منها، وإن لم يقصد إلى هذا، إن كان بوسعنا الاتكال على الإرادة المدنية الوطنية التي نزكيها كمناط الرجاء في إنهاء الحرب في السودان. فكتب كلمة على لسان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، دعا فيها القوى السودانية كافة إلى مؤتمر يعقد في منتجع “أركويت” بولاية البحر الأحمر. وأركويت بلدة على جبال البحر الأحمر اتخذها الإنجليز مصيفاً، ثم صارت بعدهم فندقاً لقضاء شهر العسل، ثم صارت منتجعاً لعقد المؤتمرات العلمية والسياسة.
ونص القرار على أن تبحث هذه القوى السياسية بنداً واحداً هو تشكيل المجلس التشريعي الذي سيخرج منه مجلس للوزراء بالشروط والنسب التي يتوافق عليها المجتمعون. وسأل البرهان هذه القوى أن تفرغ من تكوين هذا المجلس خلال شهر ليكون عام 2024 آخر الأحزان السودانية، وينفتح طريق جديد نحو مستقبل مشرق زاهر. ومن اختصاص المجلس التشريعي المقترح تكوين هيئة عليا للسلام، أو بأي اسم آخر، مستقلة تدير ملف السلام بقانون خاص يجيزه المجلس لتحديد صلاحياتها وتنظيم أعمالها. واقترح البرهان عليها بغير إلزام أن يتم التمثيل في المجلس التشريعي المقترح، على نواب عن القطاعات مثل قطاع القانونيين والقوات المسلحة والأحزاب السياسية والمعلمين والرعاة والمزارعين وهلم جرا. ولضمان انعقاد المؤتمر أمّن البرهان للأحزاب عدم الملاحقة السياسية لأي من كان ولأي سبب، ومن ذلك تجميد الإجراءات القانونية التي أعلن النائب العام عنها قبل أشهر عدة ضد بعض السياسيين والناشطين والصحافيين. وسيوجه مجلس السيادة الدعوة إلى ممثلي بعض الدول لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لتأكيد رغبة السودان في فتح صفحة جديدة من الدخول في الشراكة مع المجتمعين الدولي والإقليمي.
“خيال علمي”
لم يحل قول عثمان في صدر كلمته “هذا خيال علمي من عندي” من دون “تواطؤ” أطراف الخصومة السياسية عندنا على أنها الحق عن البرهان، ولم يعن البرهان نفسه في الكشف عن “الخيال العلمي” الصحافي من وراء ما ذاع عنه. فاكتفى في كلمة ألقاها أمام مؤتمر نساء شرق السودان الإثنين الماضي بتكذيب الحديث عن دعوة نُسبت إليه عن عقد مؤتمر للقوى السياسية، وأضاف “ليست هناك تسوية سياسية مع أي جهة سياسية. وما يشاع في هذا الخصوص عار من الصحة تماماً”. وبالطبع الكلمة المنسوبة إليه ليست مما يدرأ بالتكذيب لأنها مكذوبة “في مسماها”، كما نقول، أي من عثمان في أصل منشأها.
كانت القوى المنسوبة لـ”تقدم” بصورة أو أخرى هي التي احتفلت بكلمة البرهان المختلقة لم يساورها الشك في مصداقيتها على أن ذلك لم يكُن يتطلب أكثر من قراءة حتى ولو عجلى لكلمة عثمان، “هذا خيال علمي من عندي”، بل نقل أحدهم عبارة عثمان نصاً ليعلق بعدها مباشرة بقوله “هل مجلس السيادة غير الشرعي يمكن أن ينظم أو ينتج شيئاً شرعياً. أعتقد بأن هذه إحدى أباطيل الكيزان”. وعلق آخر تحت نص كلمة عثمان عن البرهان بـ”عبث” وهو عبث بالفعل أو قريباً منه. فجاء الزول (الرجل) بما يفيد باختلاق النص، ولكن صاحب الحاجة أرعن. فغلبت حاجته لمعارضة البرهان على أن يعتبر بما جاء به هو نفسه عن اختلاق النص. وجددت المقالة المكذوبة ذِكراً لنظام الإنقاذ سوداء أعاد البرهان، المعدود مخلب قط للكيزان، إنتاجها. فكتب النور حمد، الأكاديمي، يقول إن دعوة البرهان التي قدمها لحوار القوى السياسية لا يستثني أحداً محاولة لإعادة “حوار الوثبة” المقبور، بل بصورة باهتة ميتة. و”حوار الوثبة” هو ما دعا إليه الرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير القوى السياسية عام 2015 للتواثق على “وطن يسع الجميع”، وقاطعه من الأحزاب من قاطعه وانخذل بعض من شاركوا فيه لإدارته ومخرجاته. ونواصل.
وصدق من قال ان اسوء الكيزان هو الشيوعي المتحورالي كوزخاصة في ارزل عمره
لا تواصل فأنت خير من يمثل العبث وحقيقة أن تخطوا خطوة شريرة أزيد بوجوب مواصلة الحرب العبثية. يعني “بلبوس” بدرجة بروفيسور في جامعة في ولائية
الخلاص : يا بروف ما في سوداني فاهم شيء مما يحدث في السودان الكل يبحث ويتمنى ان تعود الامور الى طبيعتها قبل ما عرف بالثورة ولك هيهات فقد بعد الامر بعد الامر : الاسباب
اولا :- تسقط بس كانت شغل صبيان وصدقه الكبار من الساسه والمفكرين لا يمكن ان تخلق فراغ هائل بدون تفكير في وجود بديل لهذا الفراغ الهائل فالطبيعة لا تعرف الفراغ
ثانيا : اليسار السوداني افلس منذ عقود والعواجيز فيه مصرين على ممارسة السياسة بدون فكر ولا برامج ولا اهداف باعتبار السياسة وظيفة عالية المكاسب من جاه ومال وسفر ومؤتمرات وتلميع للمتعاملين في حقلها من الاعلام وحظوظ اخرى كسبها في ميادين اخرى صعب
ثالثا : الطائفية في السودان دخلت في حالة موت سريري منذ عقود ويصر المنتفعين منها على ان بها رمق من حياة
رابعا : اهل الاسلام السياسي ( وهم على علاتهم من محبة للدنيا وتنافس فيما بينهم عليها ) مضروب عليهم حصار قوي من دوائر النفوذ العالمي والاقليمي
خامسا : وجود مجموعات وطنية مستقلة( تكونقراط خبرات ) لادارة شؤون السودان امر غاية في الخطورة لان السياسة الدولية اصبحت قائمة على صراع اجهزة مخابرات ( وجود الاحزاب في اوربا او غيرها عبارة عن ديكور امر ادارة شئؤون الدول في اوربا او اميريكا موكول الى مؤسسات مرتبطة باجهزة المخابرات ) …
اذن حيرة السوداني البسيط في امر ما يحدث في بلده شيء قائم اما دور النخب فهي فاشلة وتدور في فلك منافعها واهوائها ورغباتها ……..والله المستعان
عجبت لركاكة المقال وضعف ترتيب الافكار وبجد هذا مقال اشبه بحلة شعيريه لا فكره ولا مضمون ولا صياغه او اسلوب تعبيري سليم! والاعجب ان الكاتب تسبق اسمه بروف ودكتور وهلم جرا من القاب كشفت انوار الانترنت والسماوات المفتوحه عقول اصحابها. والله لو كنت استاذا وقدم لي طالب مقال إنشاء بهذا الاسلوب الركيك لما ترددت في التعليق عليه ب (أعد)!