أخبار السياسة الدولية

من الحريريِ وإِليهِ.. لبنان يعود لنقطة البداية بعد عام حافل

لم تكن العام الماضي في لبنان كغيره من الأعوام، مع ما حفل به من أزمات ونكبات واحتجاجات وسقوط حكومات، ليفضي تفاعل هذه العناصر جميعاً إلى استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري، ومن ثم يدخل فترة انتقالية متخبطة مع حكومة حسان دياب التي أطاح بها انفجار مرفأ بيروت، فيما لم تتمكن حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفي أديب، ليعود المنصب إلى سعد الحريري مجدداً بعد أقل من عام.

وفيما يلي قائمة بأبرز أحداث عام لبنان المشحون:

انتفاضة شعبية
بعد أيام من اندلاع الانتفاضة أو الثورة الشعبية كما اصطلح على تسميتها، أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في 21 أكتوبر (تشرين الأول) استقالة وزراء حزبه من الحكومة التي يرأسها سعد الحريري، بعدها توالت الأحداث على لبنان.

قدم رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في 29 أكتوبر استقالته ووضعها تحت تصرف رئيس الجمهورية على خليفة احتجاجات استمرت 13 يوماً ضد حكومته.

خفضّت وكالة “ستاندرد آند بورز” التصنيف الائتماني للبنان في 15 نوفمبر إلى CCC/ بفعل تزايد المخاطر المالية والنقدية مع نظرة مستقبلية سلبية مؤكدة أن تراجع الثقة في الحوكمة والاقتصاد بلبنان قد يؤدي إلى مسار معاكس لتدفقات الودائع للبنوك.

انهيار اقتصادي
وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء في ديسمبر 2019 إلى نحو 2100 فيما سجل سعر الليرة مقابل الدولار في البنك المركزي 1500 ليرة.

وبعد توالي الخلافات والسجالات السياسية في غمرة المواقف الشعبية المنددة بالطبقة الحاكمة، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري في 18 ديسمبر عدم ترشحه لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة.

وبعد ذلك كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون في 19 ديسمبر حسان دياب بتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة خلفاً للحريري بعدما نال 69 صوتاً في الاستشارات النيابية الملزمة.

أجرى رئيس الحكومة اللبناني المكلف حسان دياب في 21 ديسمبر استشارات مع الكتل النيابية لتشكيل الحكومة الجديدة، مشدداً على أن الهدف تشكيل حكومة اختصاصيين سريعاً تتفرغ لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف في البلاد.

وعلى الرغم من تشكيل الحكومة، استمر ارتفاع سعر الدولار حيث وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة في يونيو الماضي إلى 10 آلاف ليرة لبنانية.

انفجار المرفأ
وفي الرابع من أغسطس هز إنفجار ضخم مرفأ بيروت على خلفية اشتعال مادة نيرترات الأمونيوم كانت مخزنة في العنبر رقم 12 ما أدى إلى سقوط 192 قتيلاً و 6 آلاف جريح ولا يزال حتى الآن هناك 7 مفقودين.

في 10 آب (أغسطس) بدأ المحقق العدلي فادي صوان بجلسات التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، مع الموقوفين والمتهمين والمسؤولين الامنيين والوزراء المختصين لمعرفة اسباب الانفجار وأسباب السكوت على تخزين هذه المواد في المرفأ.

استقالة دياب
وشهد اليوم ذاته (10 آب) استقالة حكومة رئيس الوزراء الأسبق حسان دياب، إثر ضغوط شعبية وسياسية بسبب التراخي والإهمال في التعامل مع شحنة المواد المتفجرة.

وفي السادس من آب (أغسطس) و31 منه، قام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارتين للبنان لدعم لبنان معنوياً وتقديم المساعدات لضحايا الانفجار والمشاركة في تحقيق القضاء اللبناني.

كما أطلق الرئيس الفرنسي مبادرة فرنسية طلب خلالها من الطبقة السياسية الإسراع بتشكيل “حكومة مهمة” لانجاز الإصلاحات المطلوبة ومنع الانهيار في لبنان ودعم ترشيح الرئيس مصطفى أديب ليكون على رأس هذه الحكومة.

في 30 آب (أغسطس) وعشية زيارة الرئيس الماكرون الثانية إلى لبنان، أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، باسم روساء الحكومات السابقين، عن ترشيح السفير مصطفي أديب لرئاسة الحكومة اللبنانية.

تكليف أديب
وفي 31 آب (أغسطس) تمت تسمية أديب رئيساً للحكومة اللبنانية بعد حصوله على 90 صوتاً. وأسفرت نتائج الاستشارات النيابية عن حصول أديب على 90 صوتاً، و16 لنواف سلام، و7 امتناع، وصوت لكل من ريا الحسن والفضل شلق.

في 2 أيلول (سبتمبر) أجرى أديب استشارات نيابية غير ملزمة وفيها استمع إلى آراء الكتل النيابية حول أسماء الوزراء الذين يريدون تسميتهم في الوزارات. وأكد أنه يريد تشكيل حكومة اختصاصيين.

عقوبات أميركية
وفي 8 أيلول (سبتمبر) فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الوزيرين اللبنانيين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل، لضلوعهما في “الفساد” ودعم حزب الله الذي تصنفه واشنطن “منظمة إرهابية”.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في 17 أيلول (سبتمبر) عقوبات جديدة على شركتين في لبنان وأحد الأفراد، لصلاتهم بحزب الله اللبناني. وشملت العقوبات شركتي “آرك” و”معمار” اللتين يقع مقرهما في لبنان ويملكهما أو يديرهما حزب الله، بالإضافة إلى سلطان خليفة أسعد المسؤول في المجلس التنفيذي لحزب الله والذي تربطه علاقة بالشركتين.

اعتذار أديب
وفي 27 أيلول (سبتمبر)، اعتذر الرئيس المكلّف مصطفى أديب عن التشكيل الحكومة، رفضاً لشروط الثنائي الشيعي في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة (حزب الله وحركة أمل)، الأمر الذي أثار عاصفة من ردود الفعل الداخلية والخارجية، أبرزها اتهام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحزاب بممارسة فعل “خيانة”.

وجاء اعتذار الرئيس أديب بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل، نبيه بري، ومع المعاون السياسي لامين عام حزب الله، حسن نصر الله، اللذين تمسّكا بشرط تسمية الوزراء الشيعة.

وبعد استمهال مرتين بناء على طلب الرئيس ماكرون قدّم الرئيس المكلّف كتاب اعتذاره الى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي قبل الاعتذار من دون أن يُقرِن موافقته بالدعوة إلى استشارات جديدة، في انتظار مزيد من المشاورات ومعرفة مصير المبادرة الفرنسية.

جريمة كفتون
وشهد شهرا آب وأيلول (أغسطس وسبتمبر على الترتيب)، تداعيات لقضية جريمة إرهابية في كفتون في شمال لبنان؛ فقد ادعى مفوّض الحكومة بالإنابة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، على 15 موقوفاً من جنسيات لبنانية وسوريّة في جريمة بلدة كفتون التي وقعت في قضاء الكورة (شمال لبنان)، ونتج عنها مقتل ثلاثة مدنيين، وما تبعها من عمليات أسفرت عن مقتل عسكريين في الجيش اللبناني.

وكان أفراد من المجموعة أقدموا على قتل ثلاثة شبان مدنيين في بلدة كفتون في قضاء الكورة ، كانوا بصدد تنفيذ عمليات سطو وسرقة بهدف تمويل عمليات إرهابية، ثمّ اشتبكوا مع دورية لمخابرات الجيش في منطقة البداوي في طرابلس ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر دورية المخابرات.

وتمكنت قوات تابعة للجيش اللبناني من قتل رئيس المجموعة خالد التلاوي وشخصين آخرين وتوقيف ثلاثة منهم، كما نفّذت قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي عملية مداهمة لمجموعة تنتمي الى هذه الشبكة في منطقة وادي خالد.

عودة الحريري
وفي 22 تشرين الأول (أكتوبر)، عاد رئيس الوزاء الأسبق سعد الحريري لصدارة المشهد، بتكليفه من جديد لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد أقل من عام على استقالة حكومته السابقة.

وكلف الرئيس ميشال عون الحريري، بتشكيل الحكومة، عقب حصوله على أصوات 65 نائباً، في الاستشارات النيابية التي انطلقت صباح الخميس.

وتوجه الحريري في كلمته المقتضبة إلى اللبنانيين الذين قال إنهم “يعانون الصعوبات إلى حد اليأس”، وأكد لهم أنه “سيعمل على وقف الانهيار الذي يهدد الاقتصاد والمجتمع”، بالإضافة إلى إعادة إعمار بيروت بعد الانفجار الذي وقع في المرفأ خلال أغسطس الماضي.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..