مقالات وآراء

أمريكا تشّد الحبل!!

أطياف

صباح محمد الحسن
لن يترك المجتمع الدولي مساعيه الرامية من أجل التحول الديموقراطي تتبدد، أو تذهب أدراج الريّح بسبب الإنفلات السياسي، الذي تمارسه المؤسسة العسكرية، وامريكا أقرب لمشهد الأحداث السياسية في السودان من رئيس المجلس الانقلابي، الذي قلنا أنه يفقد السيطرة على تصرفات الجنرالات الإسلامية داخل المؤسسة العسكرية.
والقدر وحده من جعل البرهان يعيش (بين نارين) نار القيادات الاسلامية التي تحاصره من كل الإتجاهات داخلياً، ونار المجتمع الدولي، الذي يمسك بما يجعل البرهان يأتي طائعاً.
وبعد انسحاب الجيش من ورشة الاصلاح الأمني والذي وصفناه بالتصرف الفوضوي الذي سيضّر بالمؤسسة العسكرية قبل العملية السياسية، جاءت النتائج مبكرة والتي أكدت أن ما حدث من (فرقعة) في قاعة الصداقة أزعج البيت الأبيض، فالعملية السياسية لم تتضرر من الانسحاب، ولكن المؤسسة ربما تتضرر بتلقي مزيد من الضغوط.
فالانسحاب من حدث يراقبه العالم كله باهتمام بالغ، هو خطأ كبير وعدم ادراك من المؤسسة للقضية بأنها ليست كالقضايا التي يتعامل معها العسكريين بمٌكر، وهو أمر يجهله الجيش، ويترجم قُصر النظر الذي لا يتجاوز دائرة الفلول ومخططاتهم السطحية، فالبرهان قدوته السياسية التي يكتسب منها الخبرة لا تتعدى قيادات الإنقاذ، فهو رجل فُرضت عليه عقوبات وجُوبهت خطوة انقلابه بأكبر رفض دولي، لذلك فترة حكمه يمكن أن تُصنف من أكثر الفترات عُزلة وضحالة، لأنها خالية من تبادل التجارب السياسية، لذلك لا توجد لديه نظرة ثاقبة في التعاطي مع الأمور السياسية البعيدة لقراءة ردة الفعل الذي يرتكبه.
فمهاتفة امريكا للفريق البرهان لم تأتِ صدفة، وقصدت أن تشّد الحبل، فالمؤسسة العسكرية قالت إن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي في، حاولت أن تطمئّن على سير العملية السياسية والجهود الجارية لتحقيق التوافق بين المكونات السياسية وصولاً لحكومة مدنية تستكمل ما تبقى من الفترة الانتقالية.
فالاتصال جاء أمس الأول دون (أيام الله السبعة) تزامناً مع الانسحاب من الورشة، الأمر الذي يجعل الإطمئنان ليس هو السبب الرئيس للمهاتفة فليس كل ما يحدث يُقال.
هذه المكالمة أكدت ما ذهبنا إليه من قبل أن الوصول الى نهايات العملية السياسية أمر محسوم خارجياً، غير قابل (للخُلع)، وأن ألتزام البرهان بها منذ البداية سيكون إلتزاما حتى النهاية، وما بين توقيع الاتفاق الإطاري والتوقيع النهائي، منطقة حُرة مسموح فيها (اللعب)!!
طيف أخير:
حسب الراكوبة تجاوزات مالية قدرت بأكثر من 5.7 مليار دولار، طالت حسابات عامة وأذونات صرف وإعفاءات صادرة عن وزارة المالية بطرق غير قانونية، واستفادت منها مجموعات كيزانية وحركة جبريل إبراهيم، الإقالة أم المُحاكمة!!
الجريدة

‫12 تعليقات

  1. يا فتاتى

    الاخت صباح ،تحليلك يتميز بالعمق والمباشرة و النفاذية
    الى لُب الموضوع بسهولة و يُسْرٍ مُمْتَنَعَين ، عمقٌ و مباشرة
    و نفاذية قلَّ نظيرها. تنتقلين من فكرة إلى أخرى بكل رشاقةٍ
    و سلاسة .
    ما إن أبدأ مطالعة مقالك حتى أجدنى قد استرسلت بتشوقٍ فى
    قراءته حتى النهاية كظامىءٍ يعُبُّ الماء عَبَّا و ما أن أصل
    النهاية حتى استنكر النهاية فى (ثورةٍ خانها الجَلَدُ).
    أرنو لمقالك كما يرنو تائهُ البحار للشُّطْآن ،أنتظره كانتظار
    الميلاد و الأعياد.
    يا فتاتى كم أنا فخورٌ بك.

  2. (فالاتصال جاء أمس الأول دون (أيام الله السبعة) تزامناً مع الانسحاب من الورشة، الأمر الذي يجعل الإطمئنان ليس هو السبب الرئيس للمهاتفة فليس كل ما يحدث يُقال)
    انتو بعد كنتو زمان مراهنين على لجان المقاومة وعلى الشارع شايف رهانكم كله الان على امريكا وعلى الخارج- مش عارف هل لأنو شارع المقاومة خلاص انتهى أم لأنهم ضد هذا المشروع
    صدقيني جماعة الخارج ديل مع مصالحهم ومن العبط والهبل الاعتقاد أنهم مع مصالح الشعب السوداني. الكيزان ديل مسكوها والدنيا كلها كانت ضدهم بما فيها امريكا ورغم ذلك حكموا 30 سنة! يعني لو خاتة في رأيك أن امريكا أو الدول الخارجية حايغيروا المسار الاستراتيجي للبلد بحيث يوصلوا لهدفهم بإحلال الجيش بالدعم السريع ليسهل اللعب به اقول ليك الترابة دي في خشمك!!
    بعدين مين قال لك ان هذا التوحه توجه البرهان هذا التوجه هو توجه المؤسسة العسكرية ككل بجميع ضباطها ورتبها، يعني ما معقولة تجيب لي عقيد خلا مثلا ما بعرف يكتب اسمه عشان يرأس ضباط درسوا العسكرية على اصولها في الكلية الحربية، ما اعتقد أن شاويش في الجيش يقبل بذلك والكلام انو ضباط الكيزان هم وراء الموضوع فدليل على خواء عقلي. خلي الكيزان انتي مثلا لو كان عندك دبورة واحدة في الجيش وجابوا ليك واحد جاهل وأمي بدبورتين يرأسك هل تقبلي؟
    دا هو الموضوع ببساطة خلينا من كيزان وما كيزان والطلس بتاع القحاتة دا

    1. اين هو الجيش يا سموال ليس هنالك أي فرق بين عقيد في الجيش خرج كلية حربية وعقيد في الدعم السريع خرج خلي كلاهما لا يوجد لديهم ولاء للدولة او الدستور ونحن كشعب نثق في الدعم السريع اكثر من جيش السودان الذي يقوده نكرات امثال البشير والبرهان و معظم اراضي السودان مستباحة من كل الدول المجاورة البرهان الوسخان يتوجس من امريكا اكثر من ربه الذي خلقة لذلك سوف يمضي علي الاتفاق الإطاري غصبا عنه مهما حاول ان يتزاكة و الهروب الي الأمام

  3. الكيزان لا يخافون الله. ولكنهم يخافون أمريكا حد الرعب
    وكم حفيت اقدامهم وهم يحاولون كسب رضا الأمريكان.
    أمريكا تسببت في معاناة كبيرة للكيزان بضرباتها الموجعة والحصار الخانق عليهم بل جعلت حياة كبيرهم المجرم دوامة من الرعب والخوف والتوهان لدرجة ذهابه لروسيا والطلب من بوتين راكعا ذليلا حمايته من الأمريكان وذلك بعد اتهامات الجنائية الدولية له بارتكاب جرائم ضد الشعب السودان كالجرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب
    الركوع المخزي للبشير في حضرة بوتين. والسقوط الداوي لتنظيم الكيزان الارهابي وفضيحة الهروب الجماعي لقياداتهم الي تركيا كل هذا وغيره كان بسبب الصفعات الموجعة من أمريكا للكيزان المجرمين الفاسدين.امريكا مرمطت بكرامتهم وانفوهم في الأرض. اذاقتهم المر والازلال والمهانة والخسران.
    وبعد هذا كله يتشدق احدهم ويقول حكمنا ثلاثين عاما و أمريكا لم تستطيع فعل شيء في تطابق اجوف لكلام كبيرهم السفاح في احدي خطاباته وهو يرقص كالنساء حينما قال قولتة السوقية (أمريكا تحت جزمتي)

  4. الاستاذة/ صباح
    تحية طيبة.
    مشكلة البرهان انه ضعيف الشخصية للحد البعيد، ومتذبذب ما بين تهديدات واشنطن وتنفيذ توجيهات القاهرة،هذه الشخصية الباهتة هي سبب كل المشاكل والازمات والحل يكمن في تغييره بجنرال اخر يواصل مشوار المباحثات… الكرة الان في ملعب القياديين العسكريين في المؤسسة العسكرية، وحان وقت التغيير الجذري في مجلس السيادة.

  5. المشكلة ان كثيرا من الناس لا يمتلكون تصورات حول الفيلم الذي نراه امامنا الان.
    اكبر خدمة يقدمها البرهان لقحت هو عرقلة قيادتها للحكومة القادمة، فهي حكومة ستواجه بمعارضة لا مثيل لها مما سيجعل القحاتة براهم يجروا منها من غير حتى عسكري يهرشهم.
    اميركا لا تقدم ولا تؤخر في المشكل السوداني فالسودان الان ليس له ما يخسره لأنه للاسف خسر كل شي.

  6. مشكلتكم الان مش مع أمريكا مشكلتكم مع الشارع السوداني بمختلف تياراته
    انتو. في زنقة كويس جوة شوال
    الله يفرج

  7. قمة الافلاس التعلق بقشة مكالمة
    يا يسار تذكروا ان امريكا الامبريالية لا ترى في الكيزان خطرا وجوديا عليها
    لكنها ترى في الشيوعية الخطر الاكبر.
    هي تستفيد من غفلتكم وتستخدمكم ادوات لخدمة سياساتها.
    ووصلت بكم السذاجة للفرح بمكالمة..

  8. (يا فتاتى كم أنا فخورٌ بك) أعجبني التعليق لكن انت تقصد صباح ولا أمريكا يا قسم السيد اصلو من خلال المقال طلعوا حاجة واحده.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..