التدخلات الأجنبية ترهق السودان.. ما حقيقة الدور البريطاني؟

لاتزال الحرب الدائرة على أراضي السودان منذ أكثر من عام، تكشف بين اليوم والأخر خيوط مؤامرة دولية كبرى على هذا البلد الأفريقي الغني جداً بالثروات، وتُظهر بشكل واضح حجم التدخل الخارجي الإقليمي والدولي في الصراع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
مسيّرات بريطانية في أيدي قوات “الدعم السريع”
قال الجيش السوداني أنه تمكن في الأسبوع الماضي، من إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لقوات “الدعم السريع” في مدينة “الفاشر” المحاصرة خلال المعارك الدائرة هناك، وتبين أنه بعد فحص الطائرة من قبل الخبراء والمتخصصين العسكريين، تبيّن أنها بريطانية الصنع من نوع (ares 3.1)، بحسب المصادر العسكرية.
وأضاف المصدر، بأنه هناك عدد من الخبراء العسكريين الأجانب قاموا باستخدام “أجهزة تشويش” خلال المعارك في أم درمان ضد سلاح الجو، وتم رصدهم من قبل استخبارات الجيش.
وبحسب استخبارات الجيش السوداني فقد رافق هؤلاء الخبراء ميليشيات “الدعم السريع” أثناء تنفيذها هجمات ضد قوات الجيش المتمركزة بأم درمان، بهدف توجيههم وحمياتهم من غارات سلاح الجو السوداني وإحباط الهجمات ضدهم.
ويرجح خبراء عسكريون بشكل كبير احتمال وجود خبراء عسكريين بريطانيين وغربيين يقدمون المساعدة لقوات “الدعم السريع”، حيث أن استخدام الطائرات المسيرّة البريطانية التي تم رصدها يتطلب خبراء من قبل الدولة المُصّنعة لها.
كما أن تزويد قوات “الدعم السريع” بالسلاح والذخيرة والخبراء العسكريين يتم عن طريق الإمارات العربية المتحدة عبر أراضي دولة تشاد، ضمن شحنات المساعدات الإنسانية.
ويشار إلى أن قوات الجيش السوداني كانت قد سيطرت على مخازن سلاح وذخيرة تابعة لقوات “الدعم السريع” في ام درمان تحتوي على أجهزة تشويش على الطيران، وهي أيضاً بريطانية الصنع حسب المصادر التي أعلنت ذلك حينها.
ومنذ 10 أيار مايو الماضي، تشهد مدينة الفاشر حصار واشتباكات متكررة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع تسببت في مقتل العشرات ونزوح الآلاف، في ظل تحذيرات دولية من كارثة إنسانية.
بريطانيا والوجه الأخر
في سياق متصل، أكد الباحث والخبير العسكري والاستراتيجي حسام الصادق بأن القرار البريطاني الذي تم تقديمه لمجلس الأمن بخصوص فك الحصار عن “الفاشر” منتصف يونيو الماضي، جاء بهدف التغطية على تدخل لندن المباشر بالصراع وتشتيت الانتباه عن تورط بريطانيا بالحرب، وإظهارها بمظهر انساني يسعى للتهدئة والاستقرار في الوقت الذي تؤجج به الصراعات.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد تبنى في منتصف يونيو/حزيران الماضي قراراً بخصوص مدينة الفاشر صاغته بريطانيا. ويدعو القرار إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين فيها. كما يدعو لـ “وقف فوري للقتال”. مطالباً برفع الحصار عن الفاشر التي يسكنها ما يقارب المليونين نسمة.
وحصل القرار على موافقة 14 عضواً من أصل 15، في المجلس بينما امتنعت روسيا عن التصويت، لأن “القرار السابق لوقف إطلاق النار في السودان والذي أيدته روسيا ودعمته ظل حبراً على ورق” وفق تعبير آنا يفستيغنييفا، نائبة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة.
من جهتها قالت المندوبة البريطانية، باربرا وودورد، إن بلادها طرحت مشروع القرار من أجل “وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لدعم التهدئة في كل أنحاء السودان “.
وفقاً لبعض الباحثين والمتخصصين بالشأن السوداني، فإن القرار لا يلزم قوات “الدعم السريع” فقط بوقف إطلاق النار وفك الحصار عن الفاشر، بل هو ملزم للحكومة السودانية والجيش السوداني أيضاً بإدخال المساعدات والتعاون مع الجهات والمنظمات التي تريدها واشنطن ولندن، وهذا يعني بأن القرار لم يعتبر قوات “الدعم السريع” جهة متمردة على الحكومة السودانية، ويشير إلى نوايا غربية أخرى تجاه السودان.
شبهات حول الدور البريطاني في السودان
من جهتهم، أكد خبراء في القانون الدولي والسياسة الخارجية بأن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تخطط من خلال هذا القرار لفرض التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربياً وأمريكياً على السودان حكومتاً وجيشاً بشكل خاص.
وتعليقاً على ذلك، أكد الخبير والباحث السوداني الدكتور عبد الواحد النوري بأن القرار ظاهره انساني ولكن يخفي ورائه خطة سياسية واستخباراتية أمريكية وبريطانية خطيرة للسودان.
وبحسب النوري، بما أن القرار سوف يلزم السودان بجيشه وبقوات الدعم السريع التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربياً. فإن مثل هذا التعاون سيجعل من الممكن إدخال ضباط أو عملاء من الاستخبارات البريطانية والأمريكية إلى السودان والعمل مع المنظمات الأممية بمظلة وبغطاء انساني، كما حصل سابقاً مع ممثلي المجلس النرويجي للاجئين، الذين لعبوا دوراً حاسما بأعمال الشغب التي خصلت قبيل الثورة وخلالها وبعدها، كما ساهموا بتأجيج العنف ضمن خطة معدّة مسبقاًـ تحت غطاء تدريب وتأهيل الأشخاص واعطائهم كورسات تعليمية. والهدف الأساسي بحسب النوبي إطالة أمد الصراع بما يتناسب مع المصالح الغربية.
بالرغم من ان الراكوبة موقع عريق …وكانت لها جهود إيجابية كبيرة في دعم وترشيد العمل السياسي
الا ان الملاحظ إنها لم تطور نفسها منذ تأسيسها ….ما الذي يمنع أن يكون لها صحفيين استقصائيين ذوي مصداقية ومهنية احترافية عالية …بدلا من الاعتماد على نقل الاخبار من كل هامة…. ولامة …في حالة أشبه ماتكون
بلوحة اعلانات المحاكم…