أخبار السودان

قوات الدعم السريع.. أبريل وتاريخ الخروج من جلباب المؤتمر الوطني

خلال فترات الحراك الثوري ضد نظام المخلوع البشير، كان غالب الظن أوساط السودانيين يشير إلى أن هذه المواكب الثورية الجسورة التي يقوم بها شباب السودان، سوف تنتهي إلى انهر من الدماء، وكثيرا ما يستدل أصحاب هذا الرأي بأن النظام يمتلك ترسانة عسكرية وأمنية مسلحة تم تكوينها خصيصا لحمايته، وأن النظام لم يستعمل حتى تلك الفترات إلى حد يسير من تلك القوى، وعندما بلغ الحراك الثوري ذروته وتم الإعلان عن وجهة موكب السادس من أبريل في العام ٢٠١٩ إلى محيط القيادة العامة للجيش،

لم يستبعد أصحاب ذلك الرأي بأن تتدخل قوات الدعم السريع الموجودة في الخرطوم لصالح حماية النظام ومن ثم ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد المتظاهرين. كان الوصول إلى محيط القيادة العامة يعتبر مجازفة كبيرة وغير محسوبة العواقب خلال نهار ذلك اليوم، إلا أن الثوار تشبثوا برغبة الوصول وعزيمة الاصرار على عدم التراجع من منتصف الطريق مهما بلغت شدة القمع والترهيب من قبل الأجهزة الأمنية.

وبالفعل عندما وصلت مواكب الثوار إلى محيط القيادة العامة وتمت محاصرتها من كل الاتجاهات بالهتافات الداوية والمطالبة برحيل البشير ونظامه، وقتها كانت قوات الدعم السريع وصلت إلى مقر القيادة العامة واحاطت به وأعادت انتشارها أيضا في كامل العاصمة الخرطوم، حيث تمركزت في مواقع استراتيجية وحيوية.

جموع الثوار الغاضبون لم تعر قوات الدعم السريع اهتماما، رغم أنها ذات القوات صاحبة السجل المتسخ بالعنف والانتهاكات، وواصل الثوار في احتشادهم أمام أسوار القيادة العامة واعلنوا الاعتصام بها إلى حين سقوط النظام، ومن هنا كانت كل الاذهان تدور نحو الدعم السريع لمعرفة ماذا يدور في نواياه، خصوصا بعدما أظهر جنود القوات المسلحة وبعض من صغار الضباط تعاطفا واضحا مع الثوار.

إلا أن الدعم السريع فاجأ الشعب السودان برفضه تعليمات من البشير رأسا تأمر بفض اعتصام الثوار من أمام القيادة بالقوة، وهو ذات الأمر الذي أربك حسابات اللجنة الأمنية للمخلوع البشير، فلم تعد القوات المسلحة على قلب رجل واحد وهي ترى جنودها وضابط صفها وصغار ضباطها يتجاوبون مع الثوار ويدافعون عنهم ويصدون عنهم هجمات متفرقة لكتائب ظل النظام، وكذلك لم تعد هيئة عمليات جهاز الأمن والمخابرات، قادرة على أحداث اي مصادمة عسكرية أمام محيط القيادة العامة سواء مع الجيش أو قوات الدعم السريع، ولهذا استسلمت اللجنة الأمنية وقررت اقتلاع البشير، إلا أن البيان الذي تلاه ابن عوف وقتها، لم يكن مقنعاً للسودانيين، بحسبان أن ابن عوف هو ابن النظام وهو وزير دفاع المخلوع، ولهذا قرر الثوار البقاء في محيط القيادة إلى حين إسقاط المجلس العسكري الانتقالي بقيادة ابن عوف.

وهنا يرى مراقبون أن عدم انضمام حميدتي لمجلس ابن عوف هو ما أضعف فرص الاستمرار بالنسبة لمجلس ابن عوف العسكري. واستغلت قوات الدعم السريع حالة الهياج الثوري ضد ابن عوف وحينها بزغ نجم حميدتي داخل أرض الاعتصام، وساهم ذلك في تنحي ابن عوف وتسليم رئاسة المجلس العسكري إلى عبدالفتاح البرهان الذي تقول مجالس السودانيين أن حميدتي هو من اختاره لهذه المهمة وهو من فرضه على ابن عوف.

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. يعني ناس حميدتي و الجنجويد طلعوا براءة من قتل الثوار ..معناها كلامكم الفات لغيتوه يا قحاتة يا منافقين ..طيب لزوم لجنة اديب شنو خلاص فرتقوها ..المنافقون في الدرك الاسفل من النار لو بتأمنوا بي كلام الله و الرسول

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..