السيول والأمطار.. أضرار إنسانية وكوارث بيئية.. نفير من أجل الإصلاح

الخرطوم – مهند عبادي
الخريف اللين من بشايرو بيّن.. تلك المقولة يتناقلها الناس والغبطة تملأ جوانحهم، فالأمطار الغزيرة تنعكس إيجابا على الحياة بوفرة الإنتاج، ولكن في المقابل يرتجف أهل الخرطوم ومركزها تحديدا من الخريف ويخشون كثرة المياه.
المعادلة هنا صعبة لسوء البنى التحتية وانعدام التصريف وغيرها من المشكلات التأريخية للعاصمة التي تعرت تماما في السنوات الفائتة خلال موجات السيول والأمطار قبل ثلاث سنوات، وتداعى حينها شباب النفير والمنظمات والمؤسسات والخيرون لدرء الكارثة ومحاصرة تأثيراتها على حياة الناس.
إصلاحات وتحوطات
وفي هذا العام تعيش الخرطوم على ذات الشبح دون أن تكون قد أحدثت الإصلاحات والتحوطات الكافية لمواجهة الارتفاع المتوقع في معدلات الأمطار التي ربما تكون مصحوبة بفيضانات وسيول متوقعه حسب خبراء الأرصاد الجوية، ويبدو أن الأوضاع بالولاية في طريقها إلى المزيد من التعقيد بعد أن أعلنت حكومة الولاية عجزها التام عن معالجة الكوارث التي تحدث نتيجة لمياه الأمطار، التي وقعت في مناطق متفرقة من أرجاء الولاية، التي تبلغ أكثر من اثنين وعشرين ألف كيلومتر مربع، وبعد المطالبة التي دفع بها عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم السابق للمواطنين بأن يصبروا على الحكومة وتحمل سوء التصريف إلى حين اكتمال خطة الولاية الاستراتيجية، وحتى تحقيق ذلك فإن السبيل الوحيد سيكون هو ما تعتمد عليه لجنة طوارئ الخريف بوضع المسكنات العاجلة في تعاملها مع الأزمة.
نداء عاجل
ولاية الخرطوم كانت قد أعلنت في وقت سابق عن رفع درجة الاستنفار وكونت لجان من المنظمات للإسناد وأطلقت نداء عاجل للمنظمات الوطنية والقطاعات الحيه الشباب والطلاب لتقديم المساعدة للمتأثرين بالأمطار ودرء آثار الخريف لتوخي الحذر من حدوث كوارث بيئية، اتحاد طلاب ولاية الخرطوم أكد مشاركة أربعة آلاف في مشروع سواعد الخير لدرء السيول والأمطار، بالتنسيق التام مع منظمات المجتمع المدني، تحسباً لأي طارئ من مشكلات التي تنجم خلال فصل الخريف، بخلاف الأجهزة الحكومية ودورها الذي تلعبه، وأعلن أمين مال اتحاد طلاب ولاية الخرطوم محمد حسن الطاهر، في حديث لبرنامج (صباح الشروق) يوم الأحد الماضي، عن تدشين مشروع (سواعد الخيل) بمشاركة ولاية الخرطوم ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات المشاركة في الغرفة المركزية لدرء السيول والأمطار. وقال إن المشروع بدأ بمبادرة من اتحاد طلاب ولاية الخرطوم وانتقلت إلى مشروع في دورة 2016- 2017 بغرض مساعدة متضرري السيول والأمطار في جميع أرجاء محليات الخرطوم السبع وأريافها على مستوى الولاية. وأوضح أن المشروع يستهدف الكساء والإيواء وردم البرك والرش، بجانب الإعمار على مستوى الأحياء أو المؤسسات التعليمية، وقال إن الاستعداد للخريف لهذا العام في اتحاد ولاية الخرطوم بدأ منذ فترة وتمت صيانة أكثر من 72 مدرسة في ولاية الخرطوم، تفادياً لكل الإشكالات.
الطلاب على الخط
ومعلوم أن الأمطار الغزيرة والسيول تشكل إحدى المهددات التي تؤرق المواطنين في المناطق الطرفية من ولاية الخرطوم التي تعاني من الهشاشة والضعف البائن في معالجتها، يجعل العبء أكبر على عاتق المجتمع والمنظمات والشباب والطلاب لمعرفة الأخطار على المناطق التي تتعرض لهذا النوع من الكوارث، وتلمس الاحتياجات الآنية والمستقبلية، ولاسيما أن مناطق كثيرة من الولاية تعاني من الضعف مع ضرورة تبنى استراتيجية التكيف مع السيول والفيضانات، الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين قال في كلمته بتدشين مشروع سواعد الخير بميدان الشهداء في محلية أم مبدة، الذي شرفه قيادة الاتحاد وطاقم حكومة الولاية ومعتمد أمبدة ونواب المجلس التشريعي، قال إن ما يقوم به الطلاب يعد عملا وطنيا كبيرا يجعلهم على قدر المسؤولية، وفي استعداد تام لقيادة البلاد في المستقبل بعد أن تسلموا بداية الطريق بصورة صحيحة، ليتمكنوا من خدمة البلاد. وأضاف أن ذلك يعد رد جميل للوطن من الطلاب، مشيرا الى أن أعمال الصيانة وتحسين البيئة المدرسية والمساعدة في درء آثار السيول والأمطار بالاستعداد لها مبكرا يجعل قيادة البلاد مطمئنة للمستقبل، وأضاف “وإننا سنسلم الراية لأبناء قادرين على حمل المسؤولية”.
سرعة التعامل مع الكارثة
تجدر الإشارة إلى أن البلاد سبق وأن تعرضت لعدد من الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والتصحر، السيول والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية أو تلك التي من صنع الإنسان أو يشترك فيها الإثنان معاً، ومثل هذه الكوارث دائماً ما تقود إلى آثار سالبة اقتصادية، اجتماعية، صحية وبيئية.
ويشدد الخبراء والمختصون على ضرورة اتخاذ سياسات سريعة بعد وقوع الكوارث الطبيعية بالسرعة في التنفيذ عمليات إجلاء السكان من المناطق الخطرة والمغمورة بالمياه، وإمدادهم بمواد الإيواء من خيام وغيرها وتوفير احتياجاتهم من مواد الإغاثة من كساء وغذاء وأدوية ومساعدة المتأثرين للتكيف مع الوضع الجديد، وذلك بالاعتماد على أنفسهم بإصلاح المساكن والمرافق والخدمات العامة، وتشجيع المواطنين على إعادة ومزاولة حياتهم الطبيعية بصورة عادية، فضلا على أهمية التنسيق بين الجهات المختصة وذات الصلة مثل الري، الأرصاد الجوية، الدفاع المدني، لتفعيل غرف العمليات المركزية والولائية ودعمها بالكادر البشري المؤهل والأجهزة اللازمة ومراجعة القوانين المتعلقة بإدارة وإجراءات الحماية خاصة في ما يتعلق بالسكن في مجاري السيول والأنهار والخيران وذلك لتلافي أوجه القصور

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. بالله هل نحن بشر نعيش فى هذا الكون ؟ هل المسؤلين فى هذا البلد بشر ؟ اليس لهم عقول يفكرون بها ؟ اليس لهم عيون ينظرون بها ؟ الم يسمعوا بالعالم كيف يعيش وكيف يدبر أموره ؟ الم يسافروا الى الخارج ويروا كيف يعيش الناس وكيف يتصرفون تجاه المشكلات والصعاب وامور الحياة ؟ هل هذه أول مرة تنزل فيها الأمطار فى السودان لكى نعذرهم بأن الأمطار غريبة عليهم ولم يروها من قبل . الشئ المضحك ان والى الخرطوم ” مهندس ” هذه المهنة التى هى عماد واساس كل شئ يتم صنعه أو عمله فى العالم والتى تم تقييمها المهنة الأولى فى العالم من حيث اهميتها وبعدها الطبيب وبعدها المحاسب . بعد الذى حصل بعد نزول الأمطار , اصبحنا نشك فى شهادته التى تسبق اسمه . كيف يكون مهندس ولا يفكر فى عمل مصارف فى المدينة . المفروض ان يتحيز لمهنته وأول شئ يباشر عمله بعد تعيينه ان يكمل انشاء المصارف التى بناها الأنجليز وواصل عبود انشاءها وبعدها توقف العمل فيها مع انه الشئ الوحيد المفروض ان يستمر ولا يتوقف ابدا انشاء المصارف لتلبية حاجات الأمتدادات التى تقوم . المفروض قبل بداية بناء اى مسكن أو بناية فى الشارع ان تكون المصارف فى الشارع مكتملة ثم خطوط المياه والكهرباء ثم زراعة الأشجار ثم رصف الطريق . النظام الذى نتبعه وهو الأستعانة بالآبار نظام خطأ ولا يصلح للمدن الكبرى التى مستقبلها التوسع فى البنيان ” العمارات التى يبلغ ارتفاعها ليس اقل من عشرة طوابع . لماذا فى العالم تجد ناطحات السحاب وكل العمارات المبنية على جانبى الشارع متعددة الطوابق ويبلغ عدد السكان فى الشارع الواحد قرابة ( 250 الف ساكن ) ولا يشتكون من نقص فى المياه أو تصريف مياه الأمطار الخ …. والسبب لآن الذين يقومون بهذا العمل هم مهندسين يهندسوا كل شئ ولا يتركون ثغرة ينفذ منها خلل أو تقصير . مجارى باريس والتى تم بناءها منذ ما يقارب خمسمائة عام ما زالت تعمل بكفاءة واصبحت من المعالم السياحية التى يزورها السواح مثل برج ايفل والذى لا يصدقنى فليذهب الى السفارة الفرنسية ويتأكد من ذلك . مهما نزلت الأمطار ولو استمرت لمدة شهر كامل , تخرج الى الشارع وتذهب الى وجهتك ولا شئ يعطلك . هذا هو التخطيط السليم للمدن . وليس باريس هى الوحيدة فى العالم لكى نضرب بها المثل , فكل مدن العالم متشابه تبنى المصارف أولا قبل اى شئ . ارجو ان يكون المهندس الوالى قد استوعب هذا المقال وليبدأ فورا بالمصارف وحتى لو كان انجازه فقط فى فترة عشرة اعوام هو بناء المصارف , لكان خير ما فعل . ابدأ ولو كل سنة تكمل بناءا عشرة شوارع , المهم ان تبدأ وخير لك ان تأتى متأخرا , بدلا من الا تأتى وشكرا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..