منع من النشر ..المحسوبية..(البقاء للأبلد)..!!؟

خالد فرح

المحسوبية والوساطه هذه الايام لا تُمارس فقط على غير الموالين للنظام، وانماء تفشى داؤها في داخل اروقة منظمات ومؤسسات المؤتمر الوطني والحكومة، بكثرة هذه الايام.

نقاش خشن وقع بين عدد من موالي النظام قبل يومين، اقترب النقاش من درجة التشابك بالأيدي، سبب المشكلة يعود الى ان الحزب اقدم على تعين بعض الوطنيين الجدد. وكلمة “جدد” في لغة الموالين للنظام، تعني الذين ظهروا بعد حقبة المفاصلة التي وقعت بين الرئيس وشيخه الترابي، وهؤلاء يطلق عليهم. مسمى (متسلقون) الزملاء داخل المكتب الواحد بدأوا يتساءلون أن فلان ده اسمه لم يكن ضمن كشف الحركة الإسلامية، وليست له علاقة بالجنوب ولا الجهاد. ويقول أحدهم نحن ماخلينا توريت ولا الميل اربعين، يجو يعينوا لينا ناس من لاعلاقة لهم بمشروع الحركة الإسلامية.

الكارثة في الحوار اعلاه او (الشكلة)، أن منسوبي المؤتمر الوطني سواء القدامى، او المتسلقين لديهم إحساس بان هذه البلاد ملك لهم، وانهم من انقذوا أهللها من الضلالة والفقر والمرض،بدليل أن صلاح الدين كرار المشهور بصلاح (دولار) بعد أن عاد الي المؤتمر الوطني عقب حالة توهان قضاها بين الرصيف، والاصلاح الأن عاد، وقال(الإنقاذ دي نحن الجبناها) وكأن الإنقاذ جعلت السودان اليوم أقرب الي ماليزيا او اندونيسيا، في التطور والنماء،على كل حال تحياتي لي العميد كرار بالعودة للسفينة، وياريت لو تستطيع (دولار) أن تعود بالناس الي المكان الذي أنقذتهم منه. وأتمنى أن تعرف أن هناك من يتحسس طوق النجاء هرباً من السفينة.

كرار يبدو انه غائب عن الإعلام تماماً وذلك منذ أن غاب عن الإنقاذ، فيبدو أنه لم يضطلع على أحاديث د.حسن مكى حول فشل الإنقاذ او حوارات بروفسير الطيب زين العابدين، حول إنهيار الحركة الإسلامية.

دواعي الحديث عن المحسوبية في هذه الزاوية، تعود الي أن عدد من القيادات الوسيطة، إبتعثو لدورات تدريبة خارجية توطئة لإبتعاثهم في وظائف دبلوماسية مرموقة،(فنط) أحدهم بالقول أسي فلان ده (….)،علاقتوا شنو بالدبلوماسية؟، ياخ ده شهادة سودانية والله العظيم ماعندو). فقال له (ده مؤهلاته انه كان مديراً مكتب فلان.

و يحكى الياس التوم أحد الأساتذة العائدين من قطر، أن الحكومة القطرية طلبت ذات مرة، أساتذة في مجالات مختلفة، ولكن الحكومة إشترطت عليها أن تشرف على ترشيح الناس بنفسها، فرفضت قطر، وقالت:(نحن لانعرف الوساطة دعونا ندخل السوق ونمتحن قدرات الناس ونختارهم حسب المؤهلات). فرفضت الحكومة، ورجعت قطر بوظائفها ثم عادت في العام الثانى، وأخذت ما أخذت من أساتذة مؤهلين هم الأن يقودون مسيرة مشرفه للتعليم في قطر..

الياس يقول أن الأستاذ السوداني يعمل في قطر جنباً الي جنب مع الأستاذ الأمريكي، و(مافيش حد أفضل من حد)، لأن قطر تعمل بنظام البقاء للأصلح وليس للأبلد كما هو الحال..؟؟

على كل فان المحسوبية والوساطة والرشاوي والفساد والتمكين، كلها وسائل حقق بها المتسلقون،ثراء فاحش، ولكن أثارها ضربت بقوة الخدمة المدنية التي انعكست سلباً على البلاد والعباد.

مُنع من النشر بأمر الرقابة الأمنية القبلية؛ المفروضة على صحيفة (الصيحة).

[email][email protected][/email]