مقالات وآراء سياسية

من هو زلوط الذى يضرب به المثل فى  الاحلام المستحيلة ؟

امير شاهين

نية الكيزان تنظيم تظاهرة مليونية  يسقطون بها الحكومة الانتقالية ”   لو هم بيفتكروا انهم بيرجعوا تانى للحكم  دى احلام ” زلوط ”  ساكت !!   وهنا توقفت عند عبارة ” احلام زلوط”  وتكتب فى بعض المرات بحرف الظاء هكذا ” ظلوط ”   فنحن  كثيرا ما نضرب   بها المثل للاحلام المستحيلة و الصعبة التحقيق على ارض  الواقع  , وتتميز هذه الاحلام بانها تمنيات جميلة و سعيدة للذى يحلم بها ولكنها كابوس مرعب للاخرين  ومثال لذلك عودة الكيزان للحكم مرة اخرى فهى بالنسبة اليهم حلم بديع و بالنسبة لبقية السودانيين كابوس من النوع المرعب   , وقد حكى لى   قريبى  النقابى السابق والذى تم تصنيفه من قبل الكيزان بانه واحد من اعداء التوجه الحضارى   ولذلك  تعرض للاعتقال و البطش و البهدلة و قطع الرزق  من قبل الكيزان  على مدى  حكمهم الذى استمر ثلاثين عاما ,  انه بينما كان نائما بعمق بعد عشائه المكون من البوش الساخن بعد مجازفات  ومجابدات مع الفرن بخصوص توفير الرغيف اهم مكومات البوش  , راى  فيما يرى النائم ان البشير قد عاد الى الحكم مرة اخرى محمولا على اعناق الجماعة اياهم و بعد ان ترجل القى كلمة لتحية مناصريه وهو يقول ” الحكومة الانتقالية و ناس قحت ديل مجرد فيران وشذاذ افاق ! اما ناس المحكمة الجنائية ديل وفاتو بنسودا  تحت جزمتى دى  وانحنا الزارعنا غير الله يجئ يقلعنا   , ولا مش كدة يا وداد ؟” ثم بدأ بالرقص   والنطيط كما العتود الشبعان من قش الخريف كما قال الكوميدى فضيل    ويقول قريبى  انه عند هذا الحد  راح يصرخ باعلى صوته ويقول ” لا لا ما ممكن  لاحول ولاقوة الا بالله ”  وعندها استيقظ  بعد منتصف الليل من نومه متقطع الانفاس  وهو يتصبب عرقا غزيرا , ويقول  ان زوجته قد استيقظت هى الاخرى على صراخه وعويله فقالت له وهى تستعد للنوم مرة اخرى ”  انا مش قلت ليك ما تدفس بطنك بالبوش دة و تنوم طوالى , اصلك ما بتسمع الكلام ”

. وبالعودة مرة اخرى الى زلوط  والاحلام الزلوطية فقد رحت اتساءل  من هو زلوط وماهى قصة احلامه  اذ اننا لدينا الكثير من الامثال و المصطلحات السودانية نستخدمها كثيرا فى حياتنا اليومية بدون ان نكلف انفسنا عناء معرفة مصدرها او قصتها و يجدر ذكره بان هذه التعابير و الامثال تجد حظها من الدراسة و التحليل لدى المشتغلين المختصين بالفولكلور وهو  الادب الذى ينتقل شفاهة كما تعلمنا من استاذنا محمد المهدى بشرى ,   ويلاحظ بان الكثير من الامثال الشعبية ترتبط ببعض  الاحاجى و الحكايات الشعبية   , ويجدر ذكره بان  العالم العلامة السودانى الراحل الدكتور عبدالله الطيب كان من رواد الولوج الى عالم القصص السودانية من خلال كتابه الرائع ” الاحاجى السودانية”

وبالعودة الى “زلوط”  فهو ديك سودانى اصيل مثله مثل الغنماية ” كريت” اللى ابت ترجع البيت  و تحكى القصة  بان ” زلوط” كان ديكا تمتلكه الحاجة ” ام الحسن” ويعيش معها فى منزلها وكان ديكا قبيح المنظر   ضعيف البنية  وكان الريش الذى يغطى جسده منتوفا و ممعوطا و مزلط ( ومن هنا جاءت التسمية ب زلوط)

ويحكى بانه ذات مرة كان نائما فى فترة الظهيرة  فوق حبل كان منصوبا فوق  العنقريب الذى كانت تنوم تحته الحاجة ام الحسن فى البرندة نظام تعسيلة وكدة واثناء نومه حلم بان  جسده قد كساه الريش الكثيف الجميل الملون بكل الوان قوس قزح  وانه اصبح اجمل الديوك فى الحلة وان جميع  حسناوات الدجاج  قد اصبحن يطلبن وده و يرتمين تحت اقدامه  عسى ولعل ان يحظين بنظرة من عيونه الخرزية الجميلة بعد  ان كانوا يتجاهلونه بل و يسخرون من شكله الممعوط , وبينما كان زلوط يمشى متبخترا كالطاووس ( فى الحلم طبعا)  مستمتعا بنظرات الاعجاب  والحب من اناث الدجاج و الحسد والغيرة  من بقية الديوك , فاذا بصقر يهجم من السماء على الدجاج وصغار السواسيو وهنا انتفش زلوط  بوصفه ديك حمش و حامى حمى الدجاج وتصدى للصقر واشتبك معه  و افاق   زلوط  من نومه  و احلامه الوردية على يد صاحبته ام الحسن  وهى تمعط باقى الريش المتبقى فى جسده بعد ان سقط عليها و ايقظها ( مخلوعة)  من نومها وهكذا كانت نهاية احلام  السيد زلوط  . ويجدر ذكره بان هذه القصة كانت منشورة فى مجلة الشباب و التربية فى العام , وفى الختام نسال الله لكم التوفيق و السداد و يبعد عنكم جماعة الاحلام الزلوطية .

والى اللقاء

 

امير شاهين

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..