مقالات وآراء سياسية

فديوهات كردفان : اصطياد الصياد

اسماعيل هجانة

حيث تُلقي الأحداث المأساوية التي يتم تداولها من جبهات الحرب عبر الفيديوهات من كردفان ، والتي تُظهر الخسائر الفادحة في أرواح جنود مليشيا الجيش التي أشرف عليها الكباشي شخصيا من خلال زياراته المتكررة لها ، وسماها متحرك الصياد الذي وقع في المصيدة للأسف وقتل جميع من كان فيه ، بل المحرقة أو سميها المجزرة التي تسلط الضوء على واقع مؤلم يعيشه الكثيرون يوميًا. هذه الصور والمشاهد تنقل إلينا صدى ألم الفقدان وتكشف النقاب عن الظلم الذي يحيق بأبناء الطبقات الفقيرة والمهمشة في السودان والذين ظلوا على الدوام وقود هذه الحروب ، الذين يجدون أنفسهم في خضم معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل. يمتون كما الجراد لحماية دولة منحازة وفاشلة، ظلت تستخدمهم كوقود لحروبها الخاسرة على مر التاريخ. ولم تقدم لهم سوى الموت المنظم بدل التعليم الذي سيكون سببا لوقف الحرب والبناء والإعمار والازدهار. أنها فديوهات بشعة تؤرخ لخسارة تاريخية في هذه الحرب اللعينة تجرعتها جيوش الدواعش الجدد اكلي لحوم البشر ، الذين يتباهون بذبح الإنسان والتمثيل بجثته بطريقة تعكس الحالة النفسية التي تعبر عن يأس فظيع وهزيمة نفسية وروحية ، تبحث عن نصر متوهم وحينما تعجز عنه تتشفى في الأبرياء بقتلهم بدم بارد كما حدث في خور الدليب وابوكرشولا والابيض والجزيرة ، وما هي إلا امتداد لسياسة قوانين الأوجه الغريبة. التي تستهدف اسر هولاء الجنود المغرر بهم ، الذين كانوا اليوم الضحايا في كل حروب السودان عامة بما في ذلك هذه الحرب التي تستهدفهم وهم لا يدركون. افيقوا وتأملوا التاريخ جيد فيه العبر.

انها واقعة مؤلمة شهدتها كردفان بالامس ، الحرب تحصدهم ولقى العديد مصرعهم فيما يُعتبر مجزرة حقيقية ، الأمر الذي وثقته العديد من الفيديوهات. بالرغم من ذلك ، هناك من ينكر هذه الحقائق مستمرون في متابعة الدعاية الإعلامية التي تسعى لطمس الحقيقة. لقد أخفق الإعلام الرسمي في لعب دوره المحوري بالدعوة لوقف الحرب ، وبدلاً من ذلك ، صدح بالترويج لها وابتز كل من يعارضها أو يدعو إلى تأسيس دولة المواطنة الفدرالية المبنية على مبادئ العدالة والمساواة والسلام ، آملاً أن تكون هذه الحروب هي الأخيرة في سوداننا.
وقد فشل فيها فشلاً ذريعاً ، نصره في الإعلام المتوهم وقاد جنوده إلى العدم. وفي المقابل ، نجح الإعلام البديل في نقل صور وفيديوهات التي أكدت الكارثة التي حلت بالجيش في معركة كانت قد خطط لها لأكثر من ستة أشهر.

فالترتفع الأصوات المطالبة بوقف هذه الحرب اللعينة ، التي لا تحصد الا أبناء الفقراء من أقاليم محدة للاسف ، فإن النداءات المنادية بضرورة إعادة النظر في السياسات العسكرية وموسساتها المختطفة التي تستهلك البسطاء في معارك دائمة لصالح القوى المتنفذة التي ظلت تسيطر علي الجيش والأمن والشرطة وتسيطر على الموارد لصالح قلة هذه هي نتائجها.

كان المخطط أن تتحرك هذه القوات من العباسية وتندلتي والأبيض ، لكن الفيديوهات التي نُشرت تحكي واقعًا مأساويًا يعبر عن نفسه. لقد كنا نؤكد دائمًا أن هذه الحرب ستكون الأخطر في تاريخ السودان ؛ لأننا نعي أنها ستكون طاحنة إلى درجة لم يتوقعها أعتى المتفائلين ، ونعرف ذلك لأننا نعرف دوافعها العميقة. قبل خمسة أيام ، كتبت تدوينة مختصرة بعنوان “the Hunter had been hunted”، حيث تساءل الناس في التعليقات وسخر بعضهم ، ولم نجب. كنا نعلم ما لا يُقال ، ونعرف أنهم ذاهبون إلى المحرقة التي وقعوا فيها. كنت أرى ما لا يراه الآخرون حول المصيدة التي شهدتهم جميعًا في الفيديوهات. حذرناهم من مصيرهم ، لكنهم اختاروا درب الهلاك فوجدوه كما بحثوا عنه. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

من الضروري أن يعي الجميع، بما في ذلك القيادات العسكرية والمدنية ، الحاجة الماسة لتغيير مسار الأحداث نحو السلام والتفاهم ، حتى نضمن مستقبلاً يسوده العدل والأمان لكل أفراد المجتمع. يجب على الجميع ، من القادة والمواطنين ، التواضع والعمل سوياً من أجل تحقيق دولة تنعم بالسلام ، حيث يكون العدل والمساواة هما الأساس. في مجتمع تحترم فيه التنوع والتعدد ، يجب أن تتوقف الانتهاكات واستغلال الموارد والسلطة والثروة لصالح فئات اجتماعية محددة تمثل أقل من ١٥٪ من سكانه. حان الوقت لطرح السؤال الذاتي حول جدوى الحرب وأهميتها والسعي بكل قوة نحو السلام الذي يمثل السبيل الوحيد لحقن الدماء وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

‫5 تعليقات

  1. البرهان صرح قبل قليل ان لا سلام ولا مفاوضات الابعد دحر قوات الدعم السريع، طيب كويس يا برهان تاني أبناء الغلابة لن يكونوا وقود لحرب الكيزان، أحضر أبناءك وأبناء اخوانك وأهلك والصارقيل بتاع كتيبة البراء وخليهم يقاتلوا لاستعادة دولة الكيزان ولكن أبناء الغلابة لن يقاتلوا بعد اليوم. عليك يا برهان وعلي كيزانك اللعنة الي يوم الدين.

    1. الفلنقايات حطب النار ديل خليهم يتحرقوا الله لا جاب باقيهم هؤلاء عندما يحتاج الكيزان لهتيفهم فهم جاهزين ولو احتاج للقتل والتعذيب مع جهاز الامن هم جاهزين و ما يتوبوا من الحروب الجنجويد ديل ركبوهم كم مرة وما يتوبوا المرة دي ان شاء الله الجنجويد يضحنوهم مع الكيزان ما يخلوا ولا فلنقاي في البلد

  2. من عمايل واجرام هذا الرجل لوهلة ينتابك احساس ان هذا البرهان عميل يهودي قد تم زرعه لتدير وتمزيق السودان !!!!!!
    الى متى يريد هذا النرجسي ان تستمر الحرب في السودان ؟؟
    الم يشعر بمرارة فقدان عزيز قتلته هذه الحرب ؟
    ما هو الهدف السامي لاستمرارها ؟
    فهو لن يحقق نصرا ابدا !!!
    من فوضك باسمنا ؟
    نحن لا نريد حرب!!

  3. مهما إعتقدت في نفسك الموضوعية، وأنك أبرع وأذكى من أن يُصيبك الغرور، فثمة لحظة لا شك فيها تفقد فيها تلك الدفة وتعتقد أن ما تقوم به هو الشيء الصحيح فقط. الآخرون مضللون لا يفهمون.

    جربت هذا الشعور المُقيت ذات مرة، عندما حضرت إحدى حفلات التكريم في مكتبة مشهورة، وكما يوضح العنوان فهو حفل تكريم، فلا مجال للمناقشة أو الانتقاد، وإنما هو حشد من ذكر المآثر والنقاط الإيجابية…
    ظللت جالسًا لمدة ساعة أُصغي لعبارات الإطراء التي لا أستحق رُبعها. صَدِق أو لا تصدق:
    شعرت بروحي تضيق وأُفقي يضيق، ورأيت صورة وهمية لنفسي أكبر بمراحل من صورتي الحقيقية.

    بدأت أعتقد أنني معصوم وأن من يجادلني مغيب لا يعي ما يقول. لقد ضاق صدري بأي إنتقاد أو لوم مهما كان بسيطًا واهيًا، مع أنني دخلت المكان أقرب للتواضع والميل لتقليل شأن الذات….

    لهذا – وقد شعرت بأن نفسيتي تتغير فعلاً – بدأت أشكر الحضور ثم أتحدث عن النقاط السلبية التي لا تروق لي في شخصي وفي كتاباتي. تذكرت هنا ما يفعله بعض المتصوفين عندما يعمدون إلى تقبيل أيدي الفقراء على سبيل كسر كبرياء النفس. والنقطة الأخطر هي أن غرورًا من نوع آخر بدأ يتكون في ذاتي: الغرور لأنني متواضع ولأنني أفعل هذا كله!.

    عندما عدت لبيتي خطر لي أن الأمر كان شبيهًا بالسحر.. هذا التغيير أحدثته في نفسي بعض عبارات الإطراء لمدة ساعة فقط، فأي إضطراب وتشويه يحدث لمسئول كبير عندما يتلقى المديح طيلة حياته، وهذا المديح قد يرتفع جدًا ليدنو من العبادة؟…
    لا شك أن لدينا – معشر (سمي من شئت ويفضل و يفضل ان تقف التسمية عند شخصك) – إستعدادًا فطريًا لإفساد كل (سمي من شئت) بهذا المدح الزائد.. كل أفكاره عبقرية.. كل أعماله إنجازات.. كل خصومه مغيبون أو عملاء.. في النهاية أنت تخلق صنمًا لا يقبل النقاش ولا يعترف بالخطأ. لا شك في أن نقطة البدء الصحيحة تكمن في إعتبار الوزير أو الرئيس شخصًا عاديًا يرتكب أخطاء، ولابد من مُصارحته بها…………
    ده حال القحاطة ……. بقولهم العسكر للثكنات ……. السودان على المدى القريب في اي طريقة يحكم بعيد عن المؤسسة العسكرية ……. اي لابد من تقليم اظافر الخونة والعملاء بعيد نفكر في مدنية وديمقراطية وهلمجرا ……….. انتهى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..