مقالات سياسية

بين الديمقراطية وقلة الأدب .. هدّام أحمد ادم مثالا

عبدالدين سلامه

للمرة الثانية يتجرأ المدعو عمّار أحمد آدم بالإساءة لرموز الحكومة المدنية بطريقته الكيزانية المقززة التي أتاحتها له الصدور الواسعة سعة ديمقراطية لم يعرفها طوال حياته الكيزانية فأساء استخدامها ، وكنت أتمني أن يتجرأ لفعل ذلك أمام أسياده العسكر البرهان أو حميدتي أو العطا أو الكباشي ، أو أن تردعه الكلمات القاتلة الهادئة التي أمطرته بها وزيرة الشباب والرياضة حينما تطاول عليها قبل أن يعيد الكرة مع وزير الخارجية المكلّف .
ولست أدري كيف فات علي المدعو عمار وهو بالحقيقة هدّام وليس عمّار ، لأنه يريد هدم حرية التعبير التي دفع فيها الثوار فواتير دماء غالية عبر أرواح أزهقتها جماعته التي لم يطالها القانون حتي اللحظة ، فحرية التعبير تنتهي قطعا حينما تتعدي عل حرية الاخرين ، ومن تعدي عليهم عمار بالإساءة هم سودانيين قبل أن يكونوا مسؤولين ، وبإمكانهم النزول معه لأسوأ التصرفات والأقوال والأفعال لو لا الحلم الذي أكبرناه فيهم ، ومهما بلغ اختلافنا معهم فإنهم في النهاية يمثلون سيادة حكومتنا المدنية واستفزازهم هو استفزاز لكل ثائر ، ويجب أن تتم ملاحقة عمار بالطرق القانونية فحرية التعبير لا تعني الفوضي والتجني علي الأخرين .
ومن صور الفهم المغلوط للحرية ما حوته وسائل التواصل من شماتة واضحة من البعض حول مرض الصادق المهدي الذي اختلفنا معه ولا نزال في الكثير من أفعاله ، غير أن الاختلاف يظل دائما بأخلاق سودانية ، فالصادق المهدي هو كبيرنا شئنا ذلك أم أبينا ، ورغم اختلافنا معه في العديد من الأمور لايمكن إنكار أنه من أكثر المدافعين عن الحرية ، ومن أفضل المنظرين السودانيين في العصر الحديث ، ولا أحد يتمني له غير موفور الصحة والعافية والعوة لبيته وأسرته وكتاباته وتنظيراته القيمة التي لو تم قرنها بالأفعال لأصبح وطننا في غير هذا الموضع
والشامتون علي الصادق المهدي لا يختلفون كثيرا عن هدّام أحمد ادم الذي لم يحترم سنه ويصرّ علي تذكيرنا في كل ظهور له بأن النظام السابق لا زال قائما ومعشعشا ، فالهياج والصياح و( قلة الأدب ) ، ليست وسيلة لشد الانتباه الذي يحتاجه هذا الكوز الذي لولا الحرية لطالبنا بعدم إدخاله أي محفل اوندوة أو حديث يخص الوطن ، وليس في الأمر دفاعا عن أشخاص لأننا مثله نختلف في بعض المواقف مع هؤلاء الأشخاص ونتفق في أخري غير أن قيمنا الاسلامية وتقاليدنا السودانية لاتشبه هذا الهدّام أو البرميل الفارغ الذي يحدث جلبة وصوت عالي ، فالصوت العالي والهياج دليل راسخ علي ضعف الحجة ، ولا كبير علي النقد في أدبيات الثورة ، ولكن النقد يجب أن يكون سودانيا وبطريقة وأخلاقيات سودانية لأن الثورة سودانية ، ولأن حملة الجوازات غير السودانية الذين يتحدث عنهم عمار هم سودانيون وحكومة كيزانه كان معظم أفرادها يحملون جوازات غير سودانية وتقطّعت أحذيتهم في دروب امريكا واسرائيل دون فائدة ، وباعوا بن لادنهم قبل وفاته وسلموا كارلوس الذي كان يدافع عن القضية الفلسطينية التي يذرفون الان عليها دموع التماسيح ، ولكنها عادة بني كوز ، وعلي هدّام أحمد ادم أن يفهم بأن ( قلة الأدب ) ، والهياج والنباح لن تعيد الكيزان للحكم ولن تقتلع المدنية التي تجذرت في النفوس قبل الأرض ، ولو كان اقتلاع المدنية ممكنا لكان العسكر بمايملكونه من خبث ودسائس وعدة وعتاد قد سبقوه إليها .
وقد بلغت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..