مقالات سياسية

السودان بلد العبيد حرر نفسه ونال استقلاله عبر تضحيات جسام

عبدالعزيز عبدالباسط

عندما يمارس رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة في السودان صلاحياتهما في إطار سياستهم الخارجية لتطوير قدرات السودان بما ينسجم مع المتطلبات الثورية التنموية لتعزيز قدراته المعيشية يشكل ذلك هاجسا عند بعض دول الجوار بان كل ما يقوم به السودان هو عمل عدائي تجاهها..

سياسة الاخلاص والوفاء الصادق التي اعتمدها السودان منذ استقلاله تجاه ما يسمي الاشقاء يبدو أنها لم تعد ترضي بعض العرب خاصة أولئك الذين يريدون ان يظل السودان مجرد حديقة خلفية تابعة لبلدانهم  يتوسعون في ارضه متي يشاؤون ويرتهنون قراره السياسي ويحتكرون خيراته الي الحد الذي باتوا يرون فيه ان زراعة فدان في السودان تساوي تبوير فدان عندهم وان اي تقدم يحرزه السودان هو بالضرورة خصما عليهم وإذا برز سياسي سوداني وطني واتخذ  قرارات حاسمة لصالح السودان تجدهم يلجؤون الي التخويف والسب من خلال حملات شرسة عبر “السوشيال مديا ” فلا  يراعون جيرة  ولا حرمة او دين برغم من ان السودان التزم الدفاع عن قضاياهم واعتبرها اهم قضاياه لسنوات وسنوات ولم يلتفت لوصلات السباب والاستهزاء بسياساته وبمؤسساته الدستورية باستخدام أكاذيب مكشوفة غير قابلة للتصديق من وقت لآخر..

بالطبع من الصعب أن يقتنع بعضهم بأن السودان بعد ثورة ديسمبر المجيدة توفرت لديه قدرات وطاقات شبابية قادرة على مواجهة كل التحديات الماضية ومنها الأزمة التي وضعته على قائمة الدول الراعية للإرهاب والتي قاطعته بسببها معظم بلدان العالم ما يقارب الثلاثين عاما …

اليوم وبعد ثورة ديسمبر المجيدة اخذ السودان في تصحيح اخطاء الماضي بالسير بإرادة سياسية واضحة في طريق بناء سودان جديد يمهد لرفاهية شعبه الذي عاش صعوبات جمة فرضها  حصار ظالم كانت تداعياته على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي صعبة وبالغة الخطورة فكان من الطبيعي أن يبحث عن مصالحه بتصحيح سياساته الخارجية من أجل الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي والتنموي ببناء تحالفات جديدة تعيد التوازن المطلوب لدولة بها مئات الملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة والمياه العزبة تجري من فوقها ومن تحتها وبرغم ذلك ظل مواطنه ينحني ظهره بسبب الوقوف في طوابير طويلة بغية الحصول علي ضرورياته المعيشية ..

لقد بدأ السودان اليوم بالفعل في وضع تدابير وقائية واحترازية حتي لا يعود الي هفوات الماضي  من خلال برنامج مدروس للإنعاش الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي لمواطنه لكن هذه الجهود التي تبذلها حكومة السيد حمدوك لمواجهة الوضع السيء للغاية الذي خلفته حكومات العهود السابقة جعلت للبعض سببا للنيل منها ومحاولة تشويه صورتها حيث ارتفعت بعض الاصوات العدائية والأوهام التي استبدت ببعض العرب الحاقدين..

فعندما يهتم السيد حمدوك بسيادة بلاده بعدم لجوء السودان إلى الاستدانة الخارجية والاعتماد علي مضاعفة الانتاج بمساعدة اصدقاء جدد مثل إسرائيل فذلك حسب تلك الأوهام يندرج في إطار  سياسة الخيانة للقضية الفلسطينية وطعنها في الظهر  بالرغم من ان الفلسطينيين انفسهم قد سبقونا بالتطبيع مع اسرائيل وخرجوا عن توصيات قمة اللات الثلاثة التي انعقدت في العاصمة الخرطوم في 29 أغسطس 1967 ما بعد النكسة وهي القمة العربية الوحيدة الصادقة والتي نفذت جميع توصياتها وذلك بفضل العبيد الذين اشرفوا عليها وهم بالقطع اشرف وانبل من كل العرب الذين حضروها واشرف من الفلسطينيين الذين باعوا قضيتهم وقبضوا الثمن وقد اصبح التمترس وراءها  مجرد حجج واهية لمواصلة ابتزاز الدول العربية والاسلامية لتفتح خزائنها اكثر واكثر والفلسطينيون هم اول من يعلم ان قضيتهم قد اصبحت هواجس و اوهام لم تعد تنطلي علي احد..

وان كانت لهم فعلا قضية حقيقة فكل الشعوب الحية قد حررت انفسها بأنفسها فعليهم ان يكفوا عن غيرهم عناء دفع نفقات قضيتهم وعليهم ان يتعلموا من الشعوب الحرة ومن السودان أولا لان السودان بلد العبيد حرر نفسه ونال استقلاله عبر تضحيات جسام وكذلك مصر وليبيا والجزائر والعراق وكل الشعوب الحية التي صنعت امجادها من دون عون الآخرين..

الفلسطينيون يريدوننا ان نظل تحت سيف العقوبات نجوع ونفقر او يصفوننا بالعبيد اما هم فحلال عليهم ان يعيشوا حياتهم بالطول والعرض من جيوب الاخرين وقد نسوا باننا نحن العبيد اول من وقف معهم وساند قضيتهم الكاذبة وبلد العبيد هذا هو اول من اكرمهم فردوا الجميل بارتكابهم  جريمة نكراء عندما هاجم ملثمون منهم ضيوف السودان واعتدوا علي السفارة السعودية في الخرطوم سنة 1973 خلال حفل دبلوماسي لوداع القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم “كيرتس مور” واستقبال السفير الأمريكي الجديد “كليو نويل” واختطف الفلسطينيون حينها السفير  “غاي ايد” القائم بأعمال بلجيكا  بالإضافة الى سفير السعودية وزوجته وأطفالهما الأربعة وفي اليوم الثالث قتلوا الغربيين الثلاثة واستسلموا للشرطة السودانية وتسببوا في اول عقوبات غربية علي السودان الذي صدق تجاه قضيتهم..

عندما انطلق سلام السودان بجوبا بمصالحة وطنية داخلية وضح تململ بعض عرب الجوار فبحسب تخيلاتهم أن السودان يستعد للتآمر عليهم..

والسؤال المهم ما الذي يبرر هذا الكم الهائل من الهجمات الإعلامية  علي السودان رئيسا وشعبا ولماذا السودان هو الذي يقف في حلق بعض العرب وقد طبعت دول عربية قبله مع إسرائيل فما سمعنا نقدا فلماذا كل هذه الافتراءات المفضوحة التي لم يسلم منها رئيس الوزراء  حيث راح البعض يصفه بالغباء  في وسائل إعلام عبر النت نعرف انها تابعة لأجهزة مخابرات كانت تسعي لإبقاء السودان تحت سيف العقوبات الدولية..

..المدرسة والمدرس أولا..

عبدالعزيز عبدالباسط

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. سيب الفلسفة الفارغة!!! سياسة البلد الخارجية مبنية على الخنوع و الشعور بالدونية و ما ذلنا الى اليوم عبيد لايديولوجيات اجنبية حتى الاسلامي منها…..لا تشكر الراكوبة في الخريف!!

  2. كلام فى السليم و نحن مالنا و مال قضية باعها أهلها يجب أن ننظر لمصالحنا و تنميتنا و نثبت أننا فعلا سلة غذاء العالم. لو تعاملت مع فلسطينى مرة واحدة ستعرف اسوأ أنواع البشر مع كل الصفات السيئة.

  3. العنوان غريب يا اخى
    كيف يكون السودان بلد العبيد؟
    الم تسمع بالشلك الذين فيهم سليل الف الف ملك؟
    الم يحكم اهلنا النوبة فى الشمال بقاع كثيرة من اسيا وافريقيا؟
    وكذلك الحال فى شرق السودان ووسطه وغربه الجريح واالنيل الازرق الابى
    لا تتكلم عن السودان بهذه الالفاظ
    اما الردود الغريبة الحاقدة فلا تستاهل الرد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..