الدولار في البنك الأسود

كمال كرار

ارتفع سعر الدولار من 12 إلي 15 جنيه، وكان السعر الرسمي الذي حدده البنك المركزي للدولار يساوي 7 جنيه إلا شوية، فطلع علينا البنك ببدعة إسمها الحافز، ومعناها أن كل من يبيع دولاراً لأي بنك يمنح السعر الرسمي زائداً 8 جنيهات تسمى الحافز، ومعناها يا تجار السوق الأسود أنا البنك الأسود .. بنك في شكل تاجر عملة، الثاني في برندات السوق الأفرنجي والأول في مبناه الفاخر بالمقرن.
ولكن السوق الأسود فات الحافز، ووصل إلي ما فوق ال22 جنيهاً، وأسعار السوق (ولعت)، وكل صاحب سلعة صار يعادلها بالدولار، ولكن البنك الذي انهزم في الجولة الأولي بالضربة القاضية يقول أنه لن يغير سياساته، ووجب عليه أن يقول أنه غير قادر على تغيير الأوامر التي صرفها له صندوق النقد الدولي، وكان عليه أن يقول بروح رياضية أنه (انبطح) لأمريكا كما انبطحت الحكومة، ولكنه سكت دهراً ثم نطق مرة ثانية ليقول أن المضاربة في الذهب هي سبب ارتفاع سعر الدولار، ومتى كان الذهب يباع بالدولار، حتى يزداد الطلب عليه فيرتفع سعره؟؟
وماذا كانوا ينتظرون غير انهيار قيمة الجنيه، وهم يعومون العملة، ويلغون السعر الرسمي؟!! والتعويم الذي يشترطه صندوق النقد الدولي يتيح للدول الرأسمالية الحصول على مواد خام رخيصة، ومعناها أرباح أكثر، أما على صعيد الشعوب التي تنتج هذه الخامات الرخيصة فالفقر والغلاء ينتظرها نتيجة تخفيض عملاتها.
نفترض أن سعر قنطار القطن يساوي 800 جنيه، وأن الدولار يساوي 10 جنيهات، معنى ذلك أن سعر القنطار يساوي 80 دولاراً، وهو أدنى سعر سيتم تصدير القطن به للأسواق العالمية.
ونفترض أن المسؤولين الإنقاذيين وبناء على شروط أسيادهم الأمريكان خفضوا سعر الجنيه، وابتدعوا الحافز فصار الدولار يساوي 20 جنيهاً، معنى ذلك ان سعر قنطار القطن يساوي 40 دولاراً ..من الذي استفاد؟ بالطبع السوق الرأسمالي الذي أصبح يشتري القطن السوداني بنصف قيمته السابقة.
ومن الذي أصابة الضرر؟ غالبية الشعب الفقير، فالسلعة التي كانت تدخل بلادنا وقيمتها دولار واحد، وكانت تباع بعشرة جنيهات، أصبحت تباع ب 20 جنيهاً وقس على ذلك.
وجوال السماد الذي يأتي من الخارج سيتضاعف سعره، وأيضاً الآلات الزراعية والجرارات، والخامات الصناعية المستوردة…وبالتالي ترتفع أسعار المنتجات المحلية بنسبة 100%.
وتركب الحافلة، فيقول لك الكمساري أن فئات النقل قد زادت، والسبب الدولار، وسيد اللبن سيرفع سعر الرطل لأن الدولار زاد، وكباية الشاي تحت الشجرة يزداد سعرها بزيادة الدولار، والعيشة ينقص وزنها لأن الدقيق يستورد بالدولارات، والدواء ينعدم في الإجزخانات، وبنك السودان يقول لا تغيير في السياسات، وإناث الإبل وصلت الإمارات، والكوليرا في تمبول ومتوجهة إلي شمبات، والعصيان قادم والمظاهرات.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صباح الخير يا كمال

    كلامهم عن أن ارتفاع الدولار كان بسبب المضاربة في الذهب كلام غير علمي يفضح جهلهم. فالعلاقة بين سعر الدولار وسعر الذهب علاقة عكسية منذ إنهيار إتفاقية بريتون وودز وحتي يومنا هذا. حتي قبل أيام قليلة كان سعر الدولار في الأسواق العالمية مرتفع جدا وفي نفس الوقت سعر الذهب كان منخفض. من قبل يومين فقط إرتفع سعر الذهب لمستويات عالية جدا في الأسواق العالمية في حين إنخفض الدولار. أما في سوق أم دفسو بتاع البنك المركزي السوداني أسعار الدولار والذهب لا علاقة لها بالأسواق العالمية لأن إرتفاع سعر الدولار هو في الحقيقة إنخفاض في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار نتيجة للفشل الإقتصادي الشامل. شكرا لمقالك الجميل خفيف الدم والظل كما عودتنا دائما

  2. (مربط الفرس)

    يقول الخبراء.. والذين لا يتبعون لهم إذا اريدنا ايقاف تجويع هذا الشعب والمحافظة علي سعر الدولار في السوق يجب تسليم المجرم الكبير الي المحكمة الجنائية وهذا هو السبب الأول والرئيسي في انخفاض قيمة الجنيه، وللمعلومية كثير من الدول رفضت استقباله حتي لا تدخل في حرج مع المجتمع الدولي، بالاضافة الي الفساد ومتاجرة من قبل الحكومة أو افراد تتبع لهم ويتحكمون في سعره كل صباح..

    ومعلوم بان بيوتهم ملئية بالعملات الساهلة منها والصعبة! ومعلوم ايضا هم والتابعين من يستهلكون هذا الدولار في سفرهم وكورساتهم وعلاجهم وشركات ادويتهم، وإلا لا تستمع الي اي مبررات أخري ثانوية التاثير!!

  3. مافي حل ابد ابدا غير الانتاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااج. والكل يعمل ويجتهد وينسي حاجه اسمها الدولاااااااااااار.

  4. يا لها من أوجاع أخي كمال….بل يا له من خزيء و عار تدثرنا به…و يا له من بؤس و مسغبة و ذلة و مسكنة ضربت علينا من قبل الفرعون الفاسدو عصبته! أكاد لا أصدق أن يوصلونا لما إنتهي إليه أمرنا! أين عزتنا و شرفنا و كرامتنا؟ أين نخوتنا التي طالما باهينا بها الأمم؟ كيف تمكنوا منا و من رجولتنا حتي أصبحنا لا نتجرأ علي رفع أعيننا لتلتقي بأعين نسائنا علنا نصطدم بسؤال حائر تصرح به أعينهم و تأبي إلسنتهم النطق به-تأدبا- “ماذا دهاكم يا رجالنا”؟
    أيخيفوننا بعسكرهم و الفاقد التربوي من لقطاء الإنسانية و خواة الفؤاد من قيم الرجولة و الإنسانية؟…..أيخيفوننا و نحن نري خوف السقوط و دنو ساعة الحساب تنطقها شفاههم و أعينهم الزائغة؟ هل ضعفت عقيدتنا فبتنا غير موقنين أن ألإعمار بيد ألله لا بيد الفرعون و زبانيته؟ أي حياة نبتغي؟….و ألله الذي بعث رسوله الكريم بالحق إن إرتضينا ما نحن فيه فإن باطن الارض خير لنا من ظاهرها!أين (أنا)….و إنتم يا شعبنا الصابر؟ ألا نهب عليهم هبة رجل واحد فنقتص منهم و نشفي صدور قوم مؤمنون. ليسأل كل منا نفسه….ماذا يمنعنا عن ذلك؟

  5. عندما سطا هؤلاء الأوباش على السلطة، كان السعر الرسمي للدولار أربعة جنيهات و في السوق الاسود 12 جنيهاُ، حينها قال صلاح دولار: ” لو ما جينا كان الدولار وصل عشرين جنيه”!! الآن وصل الدولار في السوق الاسود (الذي لا يوجد غيره) إلى 21 كلب (و هو جنيه العصابة المزعوم) و كلنا نعلم أن 21 كلب هي في الحقيقة 21000 جنيه!! هذا يعني أن الدولارتضاعف (أو الجنيه تدهور) 1750 مرة (21000/12)!!!

  6. أخ كمال تفتكر أتخن مهرج لأصغر عنقالى فى بنك السودان لديه أدنى معرفه بأن الدولار العمله الوحيده التى ليس لها غطاء ذهب؟

    وإذا نظرنا لأى فئه من الدولار فى أعلى الورقه خالص عباره مهمه جدا يمكن ان تمر علينا ولا نلقى لها بالا تقول (Federal Reserve Note) وكلمة (Note) هنا تعنى هذا وعد مكتوب بسداد هذه القيمه وهذا منطقيا يعنى بأن الدولار مغطى بدولار وليس ذهب…وهذا يجرنا لملاحظه اخرى الذهب والدولار دائما يتحركان بصور عكسيه إذا إنخفض احدهم إرتفع الآخر…ولذلك منطقيا إذا إنخفض فهذا لايؤثر فى قيمته الحقيقيه دولار= دولار وأعنى إذا إنخفض وإنت عندك 10 دولار ليس معناه الحكومه الامريكيه تقوم بتعويضك 8 دولار وإذا إرتفع 12 دولار لأن إرتفاع وإنخفاض الدولار تتحكم فيه الحكومه الامريكيه وليس له علاقه بكساد عالمى وإلا لماذا يتأثر الدولار وحده بهذا الكساد دون بقية العملات الاخرى؟؟؟.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..