مقالات وآراء سياسية

العلمانية الخيار الامثل لنظام الحكم في السودان ( 2 )

ايليا أرومي كوكو

الف الف مبروووووووووووك للسودان التطبيع مع اسرائيل فمشوار الالف ميل بين السودان و اسرائيل تم قطعها في خطوة واحدة فقط . فمن كان يحلم مجرد حلم ان يتم التطبيع بين السودان واسرائيل بهذه السهولة و السرعة و المرونة و الرضي الشعبي في البلدين . في أقل من رمشة عين بحساب التباعد الكلي في كل المناحي تقاربت الدولتين . فلا مستحيل تحت الشمس و لا غير ممكن في هذا العصر . فخرطوم اللااءات الثلاث اليوم سمن علي عسل و رز بلبن مع أورشليم القدس . كل المسافات البعيدة ما بين تل أبيب وو الخرطوم أضحت اكتر من قريبه .

من الان و صاعداً أني احلم بزيارة كنيسة المهد و كنيسة القيامة و رابية الجلجثة و بيت لحم و اتمني ان اجلس يوماً تحت ظل شجرة الزيتون حيث جلس الرب و المخلص يسوع المسيح قبل نحو الفين سنة . الف الف مبرووووووووووووك للصداقة الشعبية بين الشعب الاسرائيلي و السوداني فلا داعي للعداوت بين الشعوب بأي اسم كان .

فطالما تم تذويب جبال العداوات و كما تم ردم الهوة العميقة السحيقة بين الخرطوم و تل أبيب و تجسير الطريق بين العدويين اللدويين حتماً ستكون العلمانية خارطة طريق لعبور السودان الي الحكم الرشيد . و يرونه بعيداً و نراه قريبا جداً فأرادة الشعوب الحرة لا تقهر و شعبنا الصامد مصمم علي الانتصار و النصر أكيد . فقد كانوا يكفرون من يطالبون بالعلمانية او يتحدثون عنها و يسمونهم بالخارجين عن الدين و الكفار و الملحدين . من كانوا يقولون بأن الدين خط احمر يتأكد لهم بأن ليس فقط الدين الاسلامي خط احمر بل المسيحية و اليهودية و البوذية و غيرها من الاديان عند معتنقيها خط احمر .

و من كان يصدق بأن الحكومة السودانية الانتقالية ان شئتم تسميتها ستقبل بمجرد الجلوس مع الحركة الشعبية في طاولة واحدة في ورشة عمل غير رسمي لمناقشة أمر فصل الدين عن الدولة . أني أحسب مجرد قيام هذه الورشة في حد ذاتها اختراق كبير احدثتها الحركة الشعبية بل هو هدف الفوز و النصر الكبير للحركة الشعبية في مرمي الحكومة السودانية … فالف الف مبروووووووووووووووووووك للحركة الشعبية هذا النصر العظيم جداً .

و لا يمكن تسمية ما خرجت به ورشة قضية فصل الدين عن الدولة بالفشل . فقد نجحت الورشة و أي نجاح … نجحت الورشة بأمتياز و فشل الكباشي و التعايشي فشلاً ذريع . ما الذي كنتم تنتظرون من التعايشي و الكباشي غير اعلان فشلهما . فلا يمكن ان يكون هذا الكباشي في يوم من الايام مناصراً لقضايا النوبة العادلة و هو الذي لم يكتب له الله كلمة حق واحدة و لو حتي كلمة خجولة . و كان الكباشي دائماً شاهداً موافقاً و مأيداً لحروب البشير العبثية ضد النوبة زهاء الثلاثين سنة الماضية فما الذي يمكنكم رجائة من هذا الكباشي في أمر فصل الدين عن الدولة . فمن ناصر و أيد و قبل بقتل و ابادة أهله و تشريدهم و تهجيرهم من أرضهم ووطنهم و أغتصابها لا يمكنه مناصرتكم في أمر الدولة العلمانية فليس للكباشي و لا التعايشي القول الفصل في مثل هذا الامر حتي لو كان هذا القول مجرد كلمة في ورشة غير رسمية . فحميدتي كان الاجدر و الاقرب و الافضل لكم في المناصرة و الصدق و الصراحة من هذا الكباشي حتي حدث ما حدث في ختام الورشة !

و حال التعايشي هو نفس حال الكباشي ليسوا بأصحاب القرار الاخير . سلام جوبا لم يقل القول الفصل في انصاف الضحايا في دارفور من النازحين و المشردين و المهجرين … و سلام جوبا أغفل عن قصد و سوء نية الفصل في أمر تسليم الجناة و مجرمي الحرب و الأبادات الجماعية لشعب دارفور و أمر تسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي فأضطرت بنسودا للقدوم الي الخرطوم لحسم هذا الملف بنفسها . فبنسودا ستظل الوفية و الاحرص منكم علي تقديم الجناة في دارفور و انصاف الضحايا .

عن قريب جداً سيصل قادة الحركات المسلحة الي الخرطوم لنيل المناصب و تقسيم الكيكة بينما سيظل أهل دارفور في المعسكرات ووراء الحدود و ستعلو قضيتهم التراب و الغبار ليكون نسياً منسياً لا حواكير و بلدات او قري و مدن .

بالامس القريب شب بيني و صديقي العزيز هيثم عبدالقادر الذي اكن له جل الاحترام و التقدير . شب بيني و بينه نقاش محتدم . فقد بادرني قائلاً عبدالعزيز الحلو ليس برجل سلام و هو لا يمثل النوبة لانه ما نوباوي فأمه و ابوه مساليت . فأجبته علي الفور و بحدة و انفعال قائلاً عبدالعزيز الحلو هو قائد النوبة و زعيمهم و هو خير من يمثل و يطرح قضيتهم العادلة من أي شخص نوباوي أخر لآن ببساطة هو خلف لخير سلف هو يوسف كوه مكي . ليقول بأن اغلب النوبة لا يأيدون الحلو فأاكد له بأن ليس النوبة فقط بل كل السودانيين الاحرار يناصرون الحلو و يصتفون في خندقة للدولة العملمانية لأنها الخيار الافضل لوحدة و مستقبل السودان الجديد في المواطنة الكاملة و الحرية و العدالة . و عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد نور هم الوحيدين الحريصين علي قضايا السودان المصيرية العادلة و لاسيما قضايا أهل الهامش السوداني .

الدولة السودانية الدينية هي أس مشاكل السودان و هي التي قسمت السودان بسبب الدين . و الدين السياسي هو الذي حارب كل أهل السودان في الجنوب و جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور .

في هذا النقاش المحتدم تداخل أخي اخر هو الزميل محمد الحافظ و هو الاسلاميين فريق يوسف عبدالحي ليقول : يا باش ايليا الحل الوحيد لقضايا السودان هو في الشريعة الاسلامية و مافي حل الا حكم الله .

لأجيبة بأي حكم شنت الحروب في كل السودان حتي انفصل الجنوب . و ما تم في جبال النوبة من حرب جهادية بفتوي صدرت في الابيض بوجوب مجاهدة النوبة المتمردين من المسيحيين و المسلمين الذين يوالونهم والووثنيين و اباحة أرضهم و عرضهم و مالهم .

قلت نعم نحن في جبال النوبة تسموننا كفار لان فينا مسيحيين و وثنيين و لا تعترفون بالمسلمين منا . لكن ماذا عن دارفور بلد الخلاوي و التقابة و أهلها الذين كانوا يكسون الكعبة . بأي شريعة حاربتم أهل دارفور و شردتم أهلها و استبحتم أرضها ؟

نعم كل هذا حدث بأسم الدين السياسي او النعرة العنصرية التي بها تم تقسيم دارفور الي عرب و زرقه و تصفية القبائل الافريقية و استباحة أرواحهم و وجودهم في وطنهم و ارضهم و ممتلكاتهم و عروضهم . نعم … نعم كل هذا لم يكن ليحدث دون أقحام الدين في السياسة لتحقيق المأرب الدنيوية . و الدين الاسلامي برئ من كل ذنب و حرب او جريمة ارتكبت بأسمه .

عليه تكون العلمانية هي الخيار الامثل لحكم السودان المتعدد الاديان و الثقافات و و الانتماءات الايدلوجية و الهويات و القبائل . فالدين لله و الوطن للجميع . نريد مواطنة كاملة الدسم بدون تفرقة و عنصرية أياً كانت نوعها . فلك دينكم و لي دين . و المجد لله في الاعالي و علي الارض السلام و بالناس المسرة .

ايليا أرومي كوكو
[email protected]

‫5 تعليقات

  1. مقال مليئ بالكذب والتحامل والعنصرية، كنت أتمنى أن أجد ولو كاتب واحد من مناطق النزاعات يتحلى بالجرأ والصداقية والتجرد من النظرة العنصرية للحرب.
    أنت يا إيليا ألم تبدأ الحرب قبل ظهور حكومة البشير في جنوب السودان بل بدأت قبل الإستقلال عام 1955م، وألم تبدأ حرب دارفور عندما لاح في الأفق الإتفاق على إيقاف الحرب في جنوب السودان؟؟؟ ألم يبدأ حرب دارفور أبناء دارفور بالهجوم على المطار وتدمير ممتلكات الشعب؟؟؟ هل هناك دولة في العالم لم تقاتل من رفع السلاح في وجهها؟؟؟ والأمثلة لا تحصى كالجيش الإيرلندي في المملكة المتحدة والباسك في أسبانيا، والنمور في التاميل، الدول التي حولنا الآن ومنها جنوب السودان والتي مات الناس في الحرب بينهم أكثر من من ماتوا في الحرب مع الشمال؟؟؟ هل كانت حرب الجنوب بعد الإنفصال أيضاً بسبب الدين؟؟؟ أم أنها تنفيذاً لأجندة ليس لها علاقة بالشعوب.
    هذه العلمانية التي تهلل لها، والديمقراطية التي تنادون بها أليست هي حكم الأغلبية؟؟؟ فإذا كانت الأغلبية للمسلمين فلماذا تفرضوا عليهم العلمانية وتمنعونهم من الحكم حسب أغلبيتهم التي تفوق الـ 90%؟؟؟ أليس الأغلبية تحكم حسب دينها في كل دول أوروبا المسيحية، لماذا لم يعلو صوتكم ياإيليا بالصياح ضدهم لحكمهم بإسم المسيحية كما هو الحال في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
    إنها القسمة الضيزى وعدم التكلم بضمير حي وكلام الحق لكن الله غالب على أمره مهما فعلتم.

    1. Sam Ibrahim Brambas ليس هناك دولة واحدة في أوربا أو اي بقاع العالم يحكم بالمسيحية، انت ما قادر تميز بين الدولة والانسان، ليس للدولة دين بل الإنسان هو من له دين لأنه سيدان أمام الله بما فعله، ليس الدولة. المسيحية يدعوا بفصل ما لقيصر لقيصر ما لله لله.
      ان العبادة والايمان ليس محكوم بالأغلبية و إلا لكان المسلمين في الغرب أجبروا علي المسبحية أو الاحاد، انت هسي بتتكلم لو اعطيت فرصة لتهاجرت ستختار الغرب لماذا؟
      لأن بالبساطة هناك تفريق بين العقيدة كخيار فردي لكل إنسان و دولة التي ترعى الجميع بغض النظر عن ما يؤمنون به.
      أما موضوع الحرب في السودان، نعم قام الحرب قبل الاستقلال، ولنفس الاسباب؛ هو تفضيل الشماليين في السودان علي الجنوبيين في المناصب الحكومية قبل الاستقلال فقط بسبب الدين والعروبة وهذا ما اجج الصراع بين شقي الوطن واستمر الي الي فقد البلاد جزء عزيز من الوطن. اذا استمر هذه العقلية حتماً ستنفصل اجزاء أخري من الوطن لو طال الزمن ام قصر.

    2. ابوبكر دوليب; ياخي انا مسلم وماداير شريعه كفايه النموزج الذي جسم علي صدورنا ثلاثون عاما لم نري عدلا ولاصىرفن لن نزبح في ميدان الرجعيه وافكار العصور القروسطاويه يجب ان ننطلق في عالم رحب بالانسانيه والمحبه بعيدا عن التقوقع والتحجر العالم انطلق الي الفضاء ونحن في الغناء حلال ولاحرام تحياتي

    3. خميس كوكوهيبان هبيبان
      خميس كوكوهيبان هبيبان يا شملول ما علاقة العلمانية بالدين هل العلمانية دين طبعا لا ليس لها أي علاقة بالدين أيا كان العلمانية هي النزاهة والتساوي في الحقوق والواجبات ما في داعي لخلط الأوراق وتضليل الناس باشيا غير واقعية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..